<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5ddf9d151583e4.43899192_hijnlpgqefomk.jpg width=100 align=left border=0>
خالد الهرماسي
التحالفات و التوافقات في البرلمان و تشكيل الكتل الهامة و كبيرة العدد هي ضاهرة صحية في المشهد البرلماني الذي هو أصل الحكم في تونس حسب الدستور...
التحالفات و التوافقات في البرلمان و تشكيل الكتل الهامة و كبيرة العدد هي ضاهرة صحية في المشهد البرلماني الذي هو أصل الحكم في تونس حسب الدستور...
في كل الديمقرطيات البرلمان هو ساحة لمناورات و حروب سياسية أطلق عليها وصف الحرب الجيدة و هذه من ميزات المشهد السياسي التونسي رغم الكثير من المأخذات إلا أن تونس بقيت دائما في مربع اللعبة الديمقراطية...
ما حصل أمس تحت قبة البرلمان من تحالفات لتشكيل الكتل يعتبر بمثابة إنتصار جديد للديمقراطية و الثورة في تونس لأنه مشهد فريد و إستثناء في العالم العربي و حتى بعض البلدان الأوروبية...
إلا أن الكتل البرلمانية أنواع هناك كتل صلبة لا تهزها الرياح و الأعاصير و حتى الزلازل لتبقى صامدة إلى النهاية...
و هناك كتل سائلة سرعان ما تنساب و يقع تصريفها في قنوات الصرف الصحي مع أول إختبار جدي لقوة و صلابة الكتلة...
التحالفات و الكتل التي تتشكل على برامج و رؤية مشتركة و أهداف واضحة فإنه مهما يحصل من هزات و إرتدادات فهي تبقى ثابتة و صامدة إلى النهاية...
أما الكتل و التحالفات التي تبنى على عقلية الهدم و قطع الطريق و الضدية و غياب البرامج و الأهداف فهي لن تدوم حتى لأشهر قليلة و الأمثلة كثيرة عندنا...
كلنا نتذكر الأمس القريب أين هي اليوم الأحزاب و الجبهات و التحالفات و الكتل التي تشكلت دون أهداف و برامج فقط من أجل إقصاء طرف سياسي معين لأسباب لا علاقة لها باللعبة الديمقراطية و الحرب الجيدة...
كتل هامة و كبيرة العدد شيء ممتاز يثري المشهد و الحراك السياسي لكن السؤال يبقى مفتوح إلى أي مدى درجة الصمود؟ وهل ستصمد هذه الكتل مع أول إختبار جدي يوم التصويت على حكومة الحبيب الجملي؟
خاصة أن الكتلة الديمقراطية التي تتشكل من التيار الديمقراطي و حركة الشعب من الوارد جداً أن تشارك إحدى الكتلتين في الحكومة مع رفض الكتلة الأخرى!!!
وهنا الإختبار الجدي لمدى صلابة كتلة حركة الشعب و التيار الديمقراطي...
Comments
2 de 2 commentaires pour l'article 193447