''كفاءة استثنائية جدا''.. في الطريق الى قرطاج

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5d4b3650e8ba54.25749667_ojghimpnfleqk.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم: شكري بن عيسى (*)

الحقيقة كنت انتظر أن يكون "كفاءة استثنائية"، لكنني أخفقت التقدير في أن تكون استثنائية بشكل فارق، فلم أكن أتصوّر أنّ من وصفوه بالعاجز عن التعبير كانوا صادقين، كما لم أكن أتصوّر أن رأسه يجتاحه بوليس من اكثر الانظمة شمولية.







وبالفعل فقد صدقوا من وصفوه بتلك الصفات، ففي بعض دقائق فقط ظهرت "القدرات" الكامنة، وبالفعل فقد كانت استثنائية "جدا"، مترشّح للرئاسة وراءه عشرات النواب والسياسيين والمفكرين، عاجز عن الكلام والتعبير، وعاجز ايضا عن التواصل مع الاعلام.



أو ليست هذه "استثناءات عالية" في الرجوع نحو الوراء، بعد قرابة تسع سنوات لثورة نشدت الجدارة والاستحقاق، كما نشدت الديمقراطية والحقوق والحريات، فاذا بنا نعيش القهقري، فالمترشح القريب من الدوائر الامريكية عجز في أوّل جملة نطق بها، ولم يحذق ما تمّ تلقينه له لعدّة أيام، فكان لا بد من مشيرة على يساره لتلقنه في كل مرة ما يقول.



وهذا "الاستثناء الخارق" اليوم لم يقف عند حد العجز عن التعبير وتكوين جمل مفيدة، فالواقفين عن يمين وشمال المترشح يمارسون صنوف القمع المعنوي على الصحفيين، ليجبروهم على عدم القاء الاسئلة، ويستعملون اشارات بوليسية استخباراتية للغرض، ووصل بالمرافق الايمن بالاشارة بيده، تلك الاشارة الحادة التي يستعملها المتعجرفون لاسكات غيرهم، اما السيدة الاخرى فلم تترع في استعمال "اششششش"...



الصور بالفعل كانت معبّرة جدا عن هذا "الاستثناء" الذي لا مثيل له، كما أن الفيديو الذي نشرته اذاعة "موزاييك" على امتداد ما يزيد قليلا عن ثمان (8) دقائق وثّق هذا "الابداع"، والامر لم يقف في هذا الحدّ، فالمترشّح "الاستثنائي جدا" كشّر من اللحظة الاولى عن انيابه، مشيرا لوجود "حملة تشويه ضدّه" وصفها بابشع الاوصاف التي لا تليق بمترشح للرئاسة.



وطبعا الرسالة واضحة، فالانظمة الشمولية تعتبر كل نقد ومعارضة "تشويه"، لترتقي بالامر في مرحلة ثانية الى اعتباره جريمة، ويبدو ان الرسالة الضمنية هي تهديدية بالاساس، لشخصية عاطلة عن الكلام، وعاجزة عن التواصل الطبيعي، ستمارس محاصرة الكلمة الحرة للتغطية عن العيوب، ان وصلت للسلطة.



لا ندري الحقيقة كيف ظهرت هذه الشخصية وما هي انجازاتها، لتلقى كل هذه الحفاوة المشبوهة، فماذا أضافت لمؤسسة عسكرية طوال اشرافها عليها؟! او ليست المؤسسة العسكرية محصنة ملتزمة بالدستور وبالقانون وبالدفاع عن الوطن بطبيعتها!!؟؟ فلماذا تمّ استثمار عنصر الثقة والتقدير العالي للاستأثار به!!؟؟



هل مجرّد تنظيم جنازة يعتبر انجازا يوصل شخصا ما لقرطاج!!؟؟ او ليس هذا الامر من الوظائف الاساسية لكل قوات مسلحة عسكرية وامنية؟! وهل الجنازة نظمها وزير الدفاع حتى يحوز كل المغنم!؟ وهل الجنازة لم تخلو من عديد الهنات التي سجلها الجميع، نتحفّظ احتراما لقداسة الموت ولقواتنا المسلحة عن ذكرها!!



وهل مجرّد الالتقاء بالقائد الاعلى للقوات المسلحة قبل وفاته، يمنح المعني شرعية الارتقاء للوظيفة الاعلى في البلاد!؟ وهل مجرّد الظهور بجانب جثمان الرئيس في المستشفى العسكري يمنح صاحبه اهلية قيادة البلاد!؟ ولنعد الى مسألة احباط الانقلاب، فهذه النقطة التي الصقت بالمعني اسطورة كبرى، لا بد اليوم من تفكيكها وحل طلاسمها.



فان كان بالفعل يوجد انقلاب او حتى محاولة، فهذه من بين الخيانات العظمى في حق الوطن والديمقراطية، فالشعب من حقه ان يعرف، والقضاء العسكري وجب ان يتكفل بالامر، والذي أُسنِد له وسام "الانقاذ" مطالب بتبليغ القضاء، والا اصبح متسترا عن جريمة كبرى، ويصبح هو ذاته مشاركا، وان كان استثمر في الامر وهو في حقيقته غير موجود، فهذه جريمة سياسية اعتبارية اخلاقية عالية، لا تقل عن جريمة الخيانة.



لم اقدر الحقيقة على تعداد "الخصال الاستثنائية" لهذه "الكفاءة"، وهي التي صرحت بأنّ بلادنا لا تمتلك رادارا قيمته 16 مليون دولار، لكشف الطائرة التي اخترقت حدودنا وسيادتنا لعشرات الكليمترات، وهي التي صرّحت بلقائها رئيس البلاد قبل وفاته، بانه في حالة حسنة، قبل ان تعود وتتراجع بعد الوفاة، لتستدعي الغيبيات وتصرّح بأن الرئيس حينها كان يعلم انه مفارق.



والمهم ركوب موجة العاطفيات مادامت عالية الموارد، قبل نسيان صاحب الفضل وعدم ذكر اسمه والترحّم على روحه قبل اطلاق الحملة التي قامت على "جنازته"، والدوس على الثورة التي احيت العظام وهي رميم ليتم هي الاخرى التنكّر لها وعدم ذكرها بما يليق، من "كفاءة" ظهرت انها استثنائية جدا، حاولنا الالمام بكل مناقبها فلم نقدر لتعددها وتنوعها، والحمد لله أنّ الاساطير لازلت معششة في هذا البلد، بعد اكثر من ستين سنة على خروج المستعمر، لتلقى هذه "الكفاءة" ما تستحق من الانبهار!!

(*) باحث في القانون وفي الفلسفة




Comments


17 de 17 commentaires pour l'article 187125

Essoltan  (France)  |Jeudi 8 Août 2019 à 21:18           
بعد مقولة البجبوج الشهيرة " امشوا ترهزو " هاهي علامة " بلعو" من الزبيدي مباشرة

Quel culot et quel geste impoli ...

Amor2  (Switzerland)  |Jeudi 8 Août 2019 à 18:03           
يقول المثل اول القصيدة كفر ..
يعني هذا السيد راسب بامتياز بإذن الله السميع العليم .. لن ينفعه لا التوشويش و لا التهديد المتعجرف.. ان لله و ان اليه راجعون

BABANETTOO  (France)  |Jeudi 8 Août 2019 à 15:03           
Par honnêteté, j'ai transcrit ce passage, n'ayant pas accès à un clavier arabe, désolé ...


هذا وزير الدفاع
عرفتوا علاش الطيارة الليبية دخلت 170كلم داخل الحدود وما فاقوش بيها


...

BABANETTOO  (France)  |Jeudi 8 Août 2019 à 15:02           
هذا وزير الدفاع
عرفتوا علاش الطيارة الليبية دخلت 170كلم داخل الحدود وما فاقوش بيها

Jraidawalasfour  (Switzerland)  |Jeudi 8 Août 2019 à 14:06           
......لا حول و لا قوة الا بالله .....حرام عليهم

مترشّح للرئاسة وراءه عشرات النواب والسياسيين والمفكرين، عــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاجز عن الكلام والتعبير، وعاجز ايضا عن التواصل مع الاعلام.....

👿🗣 👿🗣👿🗣👿🗣 👿🗣👿

Kamelwww  ()  |Jeudi 8 Août 2019 à 13:57           
لا يمكنني إلا أن أقول... هزلت وبانت عظامها !


Raisonnable  (United States)  |Jeudi 8 Août 2019 à 13:40           
كيف تشوف رانيا البراق مسؤولة الاتصالبنداء النخلة و عشيقة سفير اسرائيل بالكيان الصهيونى و موضفة وزارة الاعلام الفرنسية المرتبطة بالمخابرات، تفهم اللي الزبيدى يعرف ما عندو ما يذوق اما فارضين الموساد و فرنسا ليكون وريث عميلهم السابق البجبوج.
يجب حرق الزبيدى من الدور الاول فهو اتعسمن الباجى اللي كان يقبل وسعات يرفض عالمسؤول الكبير

Tomjerry  (Tunisia)  |Jeudi 8 Août 2019 à 12:45           
الصورة فاضحة وغير لائقة للأسف

Nouri  (Switzerland)  |Jeudi 8 Août 2019 à 12:38           
منقول

‎رانيا البراق Rania Barrak الشهيرة بكنية "رنو" (ابنة ابراهيم البراك جنرال متقاعد من جيش البحر) تم فرضها كمسؤولة بحزب نداء تونس ومشرفة على خلية الاتصال زمن الحملات الانتخابية لسنة 2014 كما تم التوسط في انتدابها بعد الثورة وفي ظروف مشبوهة من طرف وزارة الدفاع للتدريس بالأكاديميات العسكرية Académies Militaires ومن طرف وزارة الداخلية للتدريس بالمدرسة العليا لقوات الأمن الداخلي Ecole Supérieure des Forces de Sécurité Intérieure والفضيحة أن رانيا
البراك (اصيلة منطقة زغوان ) ليست إلا جاسوسة وعميلة تعمل لفائدة مختلف أجهزة الاستخبارات "حسب الطلب" مثل الاسرائيلية Mossad والفرنسية DGSE وكانت رانيا تعيش في السابق مع سفير إسرائيل بنواق شوط Freddy Eytan .

Nouri  (Switzerland)  |Jeudi 8 Août 2019 à 09:00           
استراتيجية ترشيحه ودخوله المعركة السياسية كانت غير سليمة وتحمل الكثير من الاخطاء لرجل صرح منذ زمن انه ليس سياسي وليست ؤمنيته.
منذ اول وعكة صحية للسبسي صرحت صحيفة امريكية ان الولايات المتحدة تريد ان الزبيدي يكن خليفة السبسي وهذا ما بعث حرج عند اكثر التونسيين خوفا للرجوع للحكم بالوصاية ووداعا يا ثورة.
الآن حصل ترشيحه وصدقة الصحيفة هذا ما يثبت ان الزبيدي سيكون لا قدر الله دمية مثل بن علي والسيسي و...
الحمد لله ان صورة الامس ابرزت للجميع خطورة هذا المشهد واضن ان الزبيدي انتحر سياسيا قبل ولادته فهو يعجز التعبير وحتى الكلام ثم محيطه الملآن بالفسّاد والمسؤولين عن حملته الانتخابية دفنوه وهو حيّ يرزق.

MOUSALIM  (Tunisia)  |Jeudi 8 Août 2019 à 08:25           
ألف تحية وتحية صباحية الى الجميع والبداية مع هذا العنوان والكفاءة الاستثنائية جدا لمرشح الرئاسة المثير للجدل . لا ننسى أنه كان طول مسيرته في السلطة مع فريق المخلوع هذا الفريق الذي يتميز كما يعلم الجميع بالجمع بين المستوى المعرفي والانضباط الخارق لتنفيذ التعليمات لذلك من الظلم أن نتجنى على الرجل الذي عاش فترة حياته لمجرد الاستماع لا أن يناقش ويتبادل الأفكار لا قبل الثورة ولا بعدها .لكن أهم
نقطة التي وقع التغافل عنها وبدل التركيز على تواضع قدراته الخطابية والتواصلية وهي عدم حيادته ومحاولة الزج بتونس في أتون الصراع بين فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والذي طفى على السطح بعد قدوم ترامب للرئاسة .وتجلى هذا في حادثة القبض على عناصر المخابرات الفرنسية الهاربة من ليبيا بعد فترة قصيرة من عودة الزبيدي من أمريكا .وطبعا الفقيد السبسي كان وفيا لتقاليد تونس الخارجية في حسن العلاقات مع
الجميع وقام باصلاح ما أفسده الزبيدي مع فرنسا .وبالمحصلة فان الزبيدي مختطف من جهة ما تحاول صناعة زعيم ينفذ التعليمات لجهة محددة قد تخلق توترا دوليا على الساحة التونسية نحن في غنى عنه بل ويهدد ما تحقق من مكاسب بعد الثورة .

Mandhouj  (France)  |Jeudi 8 Août 2019 à 08:22           
هذه ليست رائحة التجمع المنحل، التجمع بعينيه.
لما قدم ترشحه، قلنا له مرحبا في حلبة الصراع السياسي للرئاسة .. لكن مباشرة بعد أن قدم ملفه، أظهر حقيقته.. من الأحسن يسحب ترشحه.. التوانسة عندهم حاجة ثابتة أن بن علي هرب.
بن علي هرب.

Lechef  ()  |Jeudi 8 Août 2019 à 07:46           
Il n'est pas demandé de bien parler pour ne pas être appliqué ou bien pour faire exécuter le contraire.
Il faudrait des stratégies bien étudiées ce qui ne lui manque pas vu son expérience .

Tuttifrutti  (Singapore)  |Mercredi 7 Août 2019 à 23:55           
ما بيجمعش
ما يعرفش حتى يحكي

ويحب يولي رئيس
ناري عليك يا تونس

Nouri  (Switzerland)  |Mercredi 7 Août 2019 à 23:52           
من خطط مسرحية اليوم لا يملك معلومات صحيحة ودقيقة عن المواطن التونسي وخصوصياته او تجاهلوها ونفذوا وركبوا كل حركة وكلمة كما فعلوها في بلدان عربية أخرى لانهم رموا كل العرب في نفس السلة.

Cartaginois2011  ()  |Mercredi 7 Août 2019 à 23:50           
عجز واضح،أضف اليه عدم الانضباط في إعلان استقالته امام الصحافة،وعدم تقديم استقالته إلى رئيس الحكومة،رئيسه المباشر،وانتظار موافقته،واكتفى بالقول أنه اعلم رئيس الجمهورية،وهذه أمور شكلية لا معنى لها

Sly  (Tunisia)  |Mercredi 7 Août 2019 à 23:50           
هذه فضيحة قالو كفاءة والجماعة يطبلو ويزكرو افتكرناه الههدي المنتظر
فضحتونا


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female