المؤرّخ توفيق البشروش: خالد عبيد مؤرّخ محتال وبن عكاشة ''يهز م الجابية ويحط في الخابية''

شكري بن عيسى
صرّح المؤرخ توفيق البشروش أنّ خالد عبيد مؤرّخ محتال، مشترطا أنّه لا يقبل بمناظرة علمية الاّ مع مؤرّخين حقيقيين.
صرّح المؤرخ توفيق البشروش أنّ خالد عبيد مؤرّخ محتال، مشترطا أنّه لا يقبل بمناظرة علمية الاّ مع مؤرّخين حقيقيين.
وأكّد في معرض مروره اليوم الاربعاء على "موزاييك أف أم" في برنامج "ميدي شو" أنّه يجب التثبت في الشهائد قبل اطلاق صفة المؤرّخ على خالد عبيد، معتبرا أنّه لا يمتلك الشهائد التي تؤهّله ليصبح مؤرخا، لافتا الى أنّه لا يمتلك لا دكتوراه الدولة ولا رتبة دكتور، مشيرا الى أنّه يمتلك فقط شهادة الكفاءة في البحث CAR وأنّه اجتاز مناظرة التبريز التي تؤهله للتدريس في التعليم الثانوي، مشدّدا على أنّ النجاح في هذه المناظرة لا يعني أن يصبح الانسان مؤرّخا.

وأضاف البشروش، الذي شغل سابقا عميد كلية العلوم الاجتماعية والانسانية 9 أفريل، أنّ خالد عبيد الذي وصفه بأنّه متخصص في "تاريخ الدايات" لا يمتلك الاّ كُتَيِّبا متضمّن لدراسة على "محمّد القروي"، غير منتشر عند العموم، مؤكدا أنّ وصفه بمؤرخ القرن السابع عشر هو مغالطة من قبل المؤرخين، مشددا على أنه مؤرخ في المعاصر وانه كتب في القرن السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرون، ودراساته موجودة ومنشورة وتصل الى 15 كتابا بالعربية والفرنسية وعشرات المقالات (في حدود الـ60).

وفي معرض حديثه عن اشكالية الاستقلال، نفى المؤرخ البشروش أن يكون ينكر وجود الاستقلال، مبينا أنّ المشكلة في ظروف وملابسات الانتقال من نظام الحماية الى النظام اللاّحمائي، الأمر الذي يعكسه اخفاء وثيقة الاستقلال (بروتكول 20 مارس) التي لم تظهر الاّ في سنة 2016، متسائلا عن السبب الحقيقي لاخفائها كل هذا الوقت، ان لم يكن هنالك مشكل حقيقي، مدقّقا أنها لم تلغ لا وثيقة المرسى (معاهدة المرسى 1883) ولا وثيقة باردو (معاهدة باردو 1881)، اللتان أسّستا نظام الحماية، طارحا استفهاما عميقا حول الأمر، مشيرا أنّ سلطان المغرب في المقابل ألغى وثيقة فاس.
واذ أكّد على أنّ الحركة الوطنية كانت انضوائية، لم ترتق بمطالبها الصريحة المكتوبة الى الاستقلال، مقارنا الامر بالمغرب الذي رفع فيه حزب الاستقلال صراحة مطلب الاستقلال في بيان سنة 1946، فانه وقف عند ضرورة اعادة تقييم الحركة الوطنية، التي ستفاجأ المتابعين خالصا الى اقتضاء اعادة كتابة التاريخ التونسي، عبر مؤرخين وليس عبر أشباه المؤرخين، في اشارة لعبيد.
درس عميق لبن عكاشة
ولم تخلو الحصة من تجاوزات مهنية عميقة من منشط الحصّة بن عكاشة، الذي ظهر "مكلفا بمهمة" ارباك ضيفه، خاصة وأنه كشف انخراطه التام في لعبة عبيد التخوينية لما أقدمت مؤسسة التميمي بتنظيمها سيمنار حول "حقائق الاستقلال المغيّبة"، ابتداء من اتهامه البشروش بانه "مؤرخ القرن السابع عشر"، وبأنّه أنكر وثيقة الاستقلال، وبأنّه أنكر الاستقلال، وهي تهم ملفّقة فيها تواطؤ صريح من منشط وجب أن يلتزم الحياد، ولكن أساسا وقبل كل شيء الدقة والموضوعية التي كانت الغائب الاكبر لديه، اذ تصريحات البشروش وكتاباته مسجّلة وتنفي كلية الاتهامات الخرقاء، وأطرف ما في الأمر كان رد الاخير على منشط "ميدي شو" حول وثيقة الاستقلال بأنها "لديه في المحفظة" ان شاء اخرجها له، والتطاول من المنشط وصل الى حد اعتبار عدم تصويت العميد البشروش في الانتخابات "عدم ممارسة للمواطنة" !
وهو ما دفع البشروش لوضع بن عكاشة في حجمه، معتبرا أنّه أصبح "يهز من الجابية ويحط في الخابية"، خاصّة بعد الالحاح من المنشط في الاتهام بأن الحضور في الندوة وكأنه جريمة، مكررا (اي البشروش) في عدة مرات لمحاوره أنه غير متابع لكتب التاريخ، والمقاطعات وصلت الى حد لا يطاق والاسئلة وصلت قرابة 60 سؤالا في أقل من 20 دقيقة، أي معدّل سؤال كل 20 ثانية ما يعني ان الضيف لا يجد حتى 12 ثانية للجواب، وما يؤكد التجاوزات وعدم الالمام بالتاريخ هو محاولة الاستهانة بالتحركات الصاخبة للسفير الفرنسي، التي استنكرها البشروش واعتبرها ماسة بالاستقلال الفعلي، الامر الذي جعله يعطي المنشط السطحي محاضرة عن التحركات المماثلة لقنصل فرنسا وقنصل انقلترا في القرن التاسع عشر، مشيرا الى أن نفس الظواهر تتكرر اليوم وهي أعراض symptomes لها دلالات مرتبطة بواقع الاستقلال..
Comments
7 de 7 commentaires pour l'article 159402