السّياسة ''الغفّاصة'' والمشهد المتردّي

منجي بــاكير
السّياسة في عمومها يمكن أن تعرّف بإيجاز عمليّ أنّها احتراف عالي في تدبير و تسيير البلدان و تحلّي بالصّبر و بُعد النّظر و دقّة الإستشراف ، و لذلك كانت فعلا نُخبويّا و ميزة لا تتأتّى لعامّة النّاس و رعاعهم ،،، و لا يستقيم تعاطيها إلاّ لمن يبرع في تذليل العقبات و اجتياز المحن و خلق مخارج الأزمات و دقّ أبواب دوائر المستحيل ، لهذا يطلق على السّياسة عُرفا بأنّها فنّ الممكن أو حتّى فنّ المستحيل ...!
السّياسة في عمومها يمكن أن تعرّف بإيجاز عمليّ أنّها احتراف عالي في تدبير و تسيير البلدان و تحلّي بالصّبر و بُعد النّظر و دقّة الإستشراف ، و لذلك كانت فعلا نُخبويّا و ميزة لا تتأتّى لعامّة النّاس و رعاعهم ،،، و لا يستقيم تعاطيها إلاّ لمن يبرع في تذليل العقبات و اجتياز المحن و خلق مخارج الأزمات و دقّ أبواب دوائر المستحيل ، لهذا يطلق على السّياسة عُرفا بأنّها فنّ الممكن أو حتّى فنّ المستحيل ...!
لكنّ الذي نراه عندنا من تفاعلات في المشهد السّياسي المحلّي لا يشير لا من قريب و لا من بعيد لحراك يمكن أن نطلق عليه – فعلا سياسيّا – و لا نجد عموما رجال سياسة فعليين فضلا عن انعدام رجال دولة قادرين على خلق ديناميكيّة سياسيّة فاعلة و تأثيث مشهد سياسي حقيقي ولا وجود أيضا لتحرّكات أو مبادرات ذات بُعد و مرجعيّة فكريّة سياسيّة يمكن أن تسدّ هذا الفراغ وتقطع مع الإعتباطيّة والغوغائيّة السّائدة .

فقط هو التعاطي الشّمولي مع الواقع و الإنشطارات الحزبيّة لتضارب مصالح أفرادها و تنطّع بعض الشّخوص لغاية المصلحة برصيد صفر أو ما يقاربه في الحقل السّياسي و العمل الحزبي المنظّم ، يبيعون الكلام ملبّسا بالأوهام على قارعة حوانيت الإعلام إعتقادا منهم أنّ الشّرعيّة تمرّ عبر الصّورة بعد أن ثبت تخلّفهم عن ناتج شرعيّة الصندوق الإنتخابي أو لمواراة فوبيا الخسارة التي تتملّكهم و تلازمهم من قادم المحطّات ، و لهذا فإنّهم وجدوا – حسب حدود أفهامهم - خلاصهم في إدمان الظهور الإعلامي مستأنسين بمتابعة صفحات التواصل الإجتماعي لاستقراء ما يظنّونه خطأ أنّه رأي الشارع أو الرّأي العام.
هذا الإنخفاض في التعاطي السّياسي و رعونة التفاعل زائد وعي جماهيري متّقد و خيبات أمل متتالية ولّد أزمات ثقة بين العمق الشعبي وكثير من هؤلاء الشّاغلين للمشهد السّياسي سواء على مستوى الأحزاب أو الأشخاص و خلق مللا من السّياسة و السّياسيين الذين باتوا عنده في حكم الفشلة و النصّابين و زاد هذا الحكم تعقيدا مع تلوّن بعض السّياسيين و انتقالهم من ضفّة إلى أخرى – بدافع المصلحة الذّاتية – تلوّن و تبديل مواقع تصحبه ضوضاء و شتائم و فضائح و تسريبات تقدح في مصداقيّة الصفّ الذي كان يُؤويه سابقا و كان هو يدافع – بشراسة – عن توجّهاته ...!
حقّا إنّه زمن – التغفيص – السّياسي ..
Comments
1 de 1 commentaires pour l'article 142335