رحلة نسور قرطاج في المونديال بين ظهور اول لافت وبقية مشوار خافت

بين المنتخب التونسي لكرة القدم ونهائيات كاس العالم قصة طويلة على امتداد أكثر من أربعة عقود تخللتها الى حد الآن خمس مشاركات قبل خوض غمار مونديال قطر 2022 كأكثر المنتخبات العربية حضورا بالتساوي مع منتخبي السعودية والمغرب.
وبقدر ما كان الظهور الأول لمنتخب "نسور قرطاج" في مونديال 1978 بالارجنتين متميزا بنتائج باهرة بقيت الى يومنا الراهن عالقة في اذهان الجماهير التونسية بقدر ما كانت بقية المشاركات الأربع الأخرى سنوات 1998 في فرنسا و2002 في اليابان و2006 في المانيا و2018 في روسيا متواضعة حيث لم ترتق الى مستوى التطلعات رغم تعاقب العديد من الأجيال التي عجزت جميعها عن تخطي عتبة الدور الأول.
وتحتفظ ذاكرة كرة القدم التونسية بملحمة الارجنتين الخالدة التي صنعها جيل موهوب من اللاعبين على غرار طارق ذياب وتميم الحزامي وعلي الكعبي ونجيب غميض وحمادي العقربي وخميس العبيدي ومختار ذويب وخالد القاسمي ومختار النايلي.
ويبقى يوم 2 جوان 1978 يوما استثنائيا في تاريخ الكرة الافريقية التي كانت على موعد بمدينة روزاريو مع اول انتصار لها في المونديال بعد ان نجحت كتيبة المدرب عبد المجيد الشتالي في الإطاحة بالمكسيك بثلاثية قبل ان تنقاد الى خسارة قاسية امام بولونيا بهدف دون رد ثم تفرض اثر ذلك التعادل السلبي على المانيا حاملة اللقب لتخرج من المونديال مرفوعة الرأس تاركة اطيب الانطباعات ما دفع الفيفا الى رفع تمثيلية القارة السمراء في المونديال الى منتخبين اثنين بداية من نسخة اسبانيا 1982.
وبعد هذه الاطلالة اللافتة، بقي المنتخب التونسي غائبا عن المونديال لمدة عشرين سنة كاملة قبل أن يجدد حضوره في العرس العالمي من بوابة نسخة فرنسا 1998. ورغم توفر رصيد بشري محترم ضم بالخصوص شكري الواعر وسامي الطرابلسي وخالد بدرة وزبير بية وقيس الغضبان ورياض البوعزيزي واسكندر السويح وعادل السليمي وحاتم الطرابلسي وطارق ثابت وسراج الدين الشيحي ومهدي بن سليمان فان مشاركة ابناء المدرب البولوني هنري كاسبرجاك عرفت اخفاقا ذريعا بعد هزيمتين امام انقلترا صفر-2 وكولومبيا صفر-1 مقابل تعادل امام رومانيا 1-1 ليكون الخروج من المونديال من الباب الصغير.
وعرفت المشاركة اللاحقة في دورة 2002 بكوريا الجنوبية واليابان نفس الحصيلة من النتائج متمثلة في هزيمتين امام كل من روسيا واليابان بهدفين نظيفين مقابل تعادل مع بلجيكا 1-1 وهو ما حكم على أبناء المدرب عمار السويح بالانسحاب المبكر في وقت كان فيه سقف الانتظارات عاليا في ظل تواجد مجموعة من العناصر التي كسبت خبرة دولية من مشاركتها السابقة في مونديال فرنسا واحترافها اللعب خارج حدود الوطن فضلا عن التحاق لاعبين اخرين أبرزهم رؤوف بوزيان وسليم بن عاشور وراضي الجعايدي وزياد الجزيري.
وبقيت عقدة مونديال "النقطة الواحدة" تلازم المنتخب التونسي في دورة المانيا 2006 تحت قيادة المدرب الفرنسي روجي لومار إثر تعادل مع السعودية 2-2 وهزيمتين امام اسبانيا 1-3 واوكرانيا صفر-1 في خيبة امل جديدة رغم المشاركة بفريق ضم 19 لاعبا محترفا في البطولات الأوروبية تقدمهم آنذاك حاتم الطرابلسي وكريم حقي وراضي الجعايدي وعلاء الدين يحي ومهدي النفطي وانيس العياري ورياض البوعزيزي وجوهر المناري وعادل الشاذلي وزياد الجزيري وعلي بومنيجل عجزوا عن تحقيق حلم بلوغ الدور الثاني.
وبعد غياب عن نسختين متتاليتين 2010 بجنوب افريقيا و2014 بالبرازيل، عاد المنتخب التونسي ليسجل حضوره في المونديال بمناسبة دورة روسيا 2018 بجيل جديد من اللاعبين عدد منهم من الناشئين في اوروبا من ذوي الجنسية المزدوجة التونسية الفرنسية مثل وهبي الخزري وديلان برون وسيف الدين الخاوي ويوهان بن علوان والياس السخيري ونعيم السليتي ومعز حسن تحت اشراف المدرب نبيل معلول. وإذ اقترنت هذه المشاركة بتحقيق الانتصار الثاني في المونديال على حساب بنما 2-1 بمدينة سارينسك فإنها لم تختلف عن سابقاتها بعد خسارتين أمام إنقلترا 1-2 وبلجيكا 2-5 ليبقى الصعود الى الدور الثاني مستعصيا على منتخب "نسور قرطاج"، فهل تكون المشاركة السادسة في نسخة قطر 2022 ثابتة وتتزامن مع اول صعود الى الدور الثاني؟
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 257028