ببادرة من قنصلية تونس في جنوة : الحبيب المستيري يقدم فيلمه "طبرقيني: قصة البحر الذّي يجمعنا" في عرضه العالمي ما قبل الأول

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/624f13eba69795.12357107_efqghlikjnpmo.jpg width=100 align=left border=0>


"طبرقيني: قصة البحر الذّي يجمعنا"-"Tabarchini la storia del mare che unisce"، فيلم وثائقي طويل للمخرج الحبيب المستيري مدته 70 دقيقة وهو عمل سينمائي يجسد رحلة عائلة "لوميليني طبرقيني" الإيطالية التي سافرت من جنوة إلى طبرقة سنة 1541 أين استقرّت وعاشت بهذه المدينة بين القرنين 16 و18 .

وتم تقديم هذا الفيلم في عرضه العالمي ما قبل الأول يوم 20 مارس بمدينة جنوة الإيطالية ببادرة من قنصلية تونس بمناسبة الاحتفال بعيد الاستقلال، وذلك بفضاء سينما "Sivori" الذّي يُعدّ من أقدم وأعرق المعالم التاريخية بمدينة جنوة، حيث احتضنت هذه القاعة سنة 1896 عرض أوّل فيلم في تاريخ السينما، للأخوين"لوميار".





وعن اختيار عرض هذا العمل السينمائي، ضمن فعاليات الاحتفال بالذكرى 66 للاستقلال أفاد قنصل تونس بجنوة عمر أمين عبد الله أنه تم التفكير في اختيار هذا العمل الفني نظرا لأنه يترجم عراقة الروابط التاريخية الضاربة في القدم بين تونس وإيطاليا وخاصّة بين جنوة وطبرقة. وأشار في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء "وات" أن العرض حضره عدد كبير من الإطارات العليا لمقاطعة ليغوريا وبلدية جنوة وكبار المسؤولين، علاوة على ممثّلي السلك الدبلوماسي والقنصلي المعتمدين بجنوة وعدة شخصيات بارزة في مجال الثقافة والإعلام والاقتصاد .
وكان عرض الفيلم متبوعا بجلسة نقاش بحضور المخرج الحبيب المستيري، وقد كانت أيضا مناسبة لاستحضار العلاقات التاريخية والحضارية التي تجمع تونس وإيطاليا عموما انطلاقا من رحلة أبطال العمل التي امتدت بين جنوة وطبرقة.
وفي اتصال مع وكالة تونس إفريقيا للأنباء أوضح المخرج الحبيب المستيري أن هذا الفيلم الجديد تم تقديم عرضه الأول في تونس بمدينة الثقافة يوم 22 نوفمبر الماضي بدعم من وزارتي السياحة والشؤون الثقافية، كما تم تقديم عرض آخر لأهالي طبرقة، وبعد هذا العرض العالمي الأول في جنوة سيتم عرضه لاحقا في عدد من المدن الإيطالية.

وأضاف الحبيب المستيري الذي يشتغل كثيرا في أعماله على حفظ الذاكرة، أن هذا الوثائقي الطويل الرابع في رصيده يندرج ضمن إعادة إحياء تاريخ مشترك بين تونس وإيطاليا. فهو يروي قصة إيطاليين جاؤوا الى تونس وعاشوا 200 سنة في طبرقة التي كانت آنذاك جزيرة تابعة لملك إسبانيا، قبل أن يعودوا مجددا ويقيم بعضهم في سردينيا جنوب إيطاليا وبعضهم في إسبانيا والبعض الآخر في مدينة جنوة.
وأشار إلى أن لغتهم تتميز بمزيج بين الإيطالية والعربية كما يتقاسمون معنا جزءا من تراثنا الغذائي وبعض العادات والتقاليد. وهو ما جعلهم يسعون لدى اليونسكو لتسجيل هذه التجربة من أجل الاعتراف لهم بمسار الحياة وبتجربة العيش المشترك التي عاشوها في طبرقة كجزء من التراث الإنساني، وفق تأكيد المخرج الذي بين أن إقامتهم لمدة مائتي سنة في طبرقة لم تكن علاقة استعمار بل كانت علاقات أخوية سمتها التعاون بين الشعوب.

وأشار بالمناسبة إلى أن عرض الفيلم في جنوة عاش خلاله الحاضرون لحظات مؤثرة حيث علا صوت النشيد الوطني التونسي في القاعة، وتلاه حفل استقبال تونسي بامتياز على شرف الحاضرين تذوقوا خلاله الحلويات التونسية، في أجواء متميزة قدمت الوجه المشرق لتونس التي تحتفي بالثقافة والفن كجزء من الديبلوماسية، تونس التي تحتفي بتراث هام تتقاسمه مع شعوب المتوسط.
وأشار في هذا الصدد إلى ضرورة مزيد إيلاء الاهتمام بالثقافة وبالديبلوماسية الثقافية باعتبارها قادرة على تبليغ الرسائل المرجوّة وتعزيز العلاقات، داعيا الى عدم الاقتصار على الديبلوماسية العادية والإعلام التقليدي، فالسينما والأعمال الإبداعية عموما هي جواز سفر للترويج لتونس المنفتحة على العالم بثقافتها، والمتأصلة بعراقتها وجذورها الضاربة في التاريخ.
وجدير بالذكر أنه في إطار الترويج للوجهة السياحية التونسية، نظمت القنصلية بالمناسبة عملية قرعة، بالتعاون مع الخطوط الجوية التونسية والديوان الوطني التونسي للسياحة، فاز على إثرها زوجان إيطاليّان، وهما كاتبان، برحلة ذهاب وإياب مع الإقامة لمدّة أسبوع بمدينة الحمامات.

كما تم لأول مرة في تاريخ مدينة جنوة إضاءة كلّ من المعلمين الرمزيين للمدينة "La Fontana di Piazza De Ferrari" و "La Lanterna del Porto di Genova"، بألوان الراية الوطنية التونسية طيلة يوم 20 مارس 2022 وفق ما أكده قنصل تونس بجنوة لـ"وات" معربا عن سعادته للاستجابة لهذه البادرة ومؤكدا على الدلالات العميقة لهذه الحركة الرمزية في ظاهرها، والتي تعكس متانة العلاقات بين البلدين.


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 244200


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female