بنزرت : استثمارات بـ2000 مليون دينار لتعزيز النسيج التنموي والحد من التفاوت بين مناطق الولاية

وات -
رغم موقعها الاستراتيجي الوطني والإقليمي وما تزخر به من مميّزات طبيعية نموذجية الا ان ولاية بنزرت ظلت غائبة عن الخماسي الأول من بين جهات الجمهورية في سلّم التنمية او المعبّر عنه " بالتوب 5 التنموي" ، وهو ما دفع الدولة إلى ضخّ آليات وبرامج تنموية جديدة ذات بعد شمولي تتجسّد في المشاريع المهيكلة أو الكبرى ضمن المخطط الخماسي للتنمية 2019-2020.
فوفق المدير الجهوي للتنمية بولاية بنزرت، عبد اللطيف حميد، تناهز الاستثمارات المالية العمومية لتلك المشاريع المهيكلة 2000 مليون دينار ومن أهدافها الرئيسية تحقيق معادلة تعزيز البنية " التنموية القطاعية الشاملة " وبالأخص الحد من التفاوت الجهوي البارز بين الضفة الغربية والضفة الشرقية للولاية الى جانب الرفع من قدرتها التنافسية وطنيا واقليميا بتوفير أرضية استقطاب الاستثمار الداخلي والخارجي .
فوفق المدير الجهوي للتنمية بولاية بنزرت، عبد اللطيف حميد، تناهز الاستثمارات المالية العمومية لتلك المشاريع المهيكلة 2000 مليون دينار ومن أهدافها الرئيسية تحقيق معادلة تعزيز البنية " التنموية القطاعية الشاملة " وبالأخص الحد من التفاوت الجهوي البارز بين الضفة الغربية والضفة الشرقية للولاية الى جانب الرفع من قدرتها التنافسية وطنيا واقليميا بتوفير أرضية استقطاب الاستثمار الداخلي والخارجي .
وكشف حميد ل"وات" ان هذه المشاريع تتوزع على مشروع " الوصلة الثابتة " او جسر بنزرت الجديد بكلفة جملية أولية تقدر ب 800 مليون دينار ومشروع تحسين نسبة التزود بالماء الصالح للشرب بالوسط الريفي ومحاور سجنان بكلفة 450 مليون دينار ومشروع تزويد الجهة بالغاز الطبيعي بكلفة 150 مليون دينار ومشروع البرنامج المندمج لتحسين الوضع البيئي بمنطقة بحيرة بنزرت الكبرى بكلفة مالية تناهز الـ350 مليون دينار ومشروع برنامج التنمية المندمجة بكلفة مالية توازي 110 ملايين دينار و مشروع برنامج التنمية الفلاحية المندمجة (سجنان/جومين/غزالة) بكلفة 100 مليون دينار.
وأشار الى ان نسق تنفيذ مختلف المشاريع يتفاوت من مشروع لاخر ولكن عموما تعتبر نسبة تقدم انجاز المشاريع المهيكلة ، بفضل المتابعة اللصيقة للسلط الجهوية ببنزرت سواء ميدانيا او على مستوى الجلسات المحلية والجهوية والمركزية على مستوى الإدارات العامة والوزارات ورئاسة الحكومة ، جيدة على مستوى المخطط الخماسي للتنمية 2020/2016 ، وفق تقديره.
فبالنسبة لمشروع ربط الجهة بالغاز الطبيعي ورغم التاخر النسبي للانجاز وفق الاجال التعاقدية بسبب تشعب المسائل العقارية والفنية وتداعيات فيروس "كورونا" المستجد، تعتبر نسبة تقدم المشروع مرضية جدا بشان الجزء الأول من المشروع والرابط بين منطقتي المبطوح وجرزونة (58 بالمائة)دون اعتبار إضافة ربط بلديات العالية وراس الجبل وعوسجة بالشبكة ، بينما الجزء الثاني والخاص بربط منطقة المبطوح بكل من مناطق منزل بورقيبة وماطر والخروبة وبنزرت بات جاهزا للانطلاق بعد مصادقة مجلس إدارة الشركة التونسية للكهرباء والغاز .
اما في ما يتعلق بمشروع الجسر الجديد فاجرائيا ورغم التاخر النسبي بسبب جائحة كوفيد 19 يعتبر نسق تنفيذ المشروع متقدما ، اذ بالتوازي مع فض الملف العقاري من قبل الجهة تم يوم 16 جوان الفارط فتح اعلان طلب العروض الدولي للانتقاء الاولي للمقاولات التي ستتولى تقديم عرضها للانجاز ، حيث ينتظر ان تتولى الإدارة العامة للجسور والطرقات اعداد تقرير فرز العروض وتحديد أسماء 10 مقاولات في الغرض قبل اختيار احداها رسميا لتولي الإنجاز .
وبشأن مشروع تحسين نسبة التزود بالماء الصالح للشرب بالوسط الريفي ومحاور سجنان بات عنصر محاور سجنان وظيفيا في اكثر من محور رغم إضافة محور سيدي مشرق الخامس من خلال دخول محاور طمرة، وسجنان، والسرية طور الاستغلال وتوفير الماء الصالح للشرب لاكثر من 15 الف ساكن دون اعتبار تزويد التجمعات السكنية المتواجدة على مسار المشروع على غرار محور كاف عباد ، في حين تجاوز مشروع تحسين نسبة التزود بالماء الصالح للشرب بالوسط الريفي (330 مليون دينار)إشكالية تراجع طرف التمويل الأجنبي الأول بتكفل الصندوق السعودي للتنمية بالتمويل، وشهدت الإجراءات الإدارية تقدما ملحوظا سواء من حيث التجهيزات من خلال تخصيص فضاء لتخزين شبكة التوزيع بمنطقة ماطر بالتوازي مع انطلاق اعمال الإجراءات العقارية لمحطات الضخ المبرمجة على طول مسار المشروع وإعلان طلب العروض الخاص باقتناء التجهيزات وعنصر الهندسة المدنية والمؤمل انطلاق اشغال المشروع خلال الثلاثي الأخير من السنة الجارية 2020 بالتوازي مع النظر في ربط التجمعات السكنية المعطشة تنفيذا لمخرجات جلسات العمل التي عقدتها السلط الجهوية مع بقية الأطراف والهياكل المسؤولة .
وفي ذات السياق، اكد المدير الجهوي للتنمية ان مشروع برنامج التنمية المندمجة ما فتئ يشهد تقدما ملحوظا في مختلف مكوناته الخاصة بالتجهيزات الجماعية كمراكز الصحة الأساسية وتهيئة وتعشيب 4 ملاعب احياء، وتهذيب الاحياء الشعبية كقرية الناظور ببنزرت الشمالية، وبئر الرمل بمنزل جميل، وحي البرتقال بمنطقة العزيب، و انطلاق اشغال عدد من مكونات البنية الأساسية المنتجة كمشروع قاعة العرض النموذجية للصناعات التقليدية قبالة المرسى القديم، وسوق الجملة بجرزونة، ومد شبكات التنوير العمومي باوتيك ومنزل بورقيبة وماطر وغيرها ، في انتظار انطلاق المكون الخاص بالطرقات والمسالك بكل من ماطر، وغزالة، ومنزل بورقيبة، واوتيك، وغار الملح، وتأهيل المسالخ البلدية والأسواق خلال الفترة القليلة المقبلة.
أما بالنسبة لمشروع برنامج التنمية الفلاحية المندمجة (سجنان/جومين/غزالة) فيجري الاعداد الإداري لمختلف تفاصيله الفنية بالتوازي مع برمجة جلسات تشاركية بمواقع المشروع من اجل ضمان اندماجيته وتهيئة كل ظروف الإنجاز لجميع عناصره الفنية وأيضا المهنية والطبيعية .
وبخصوص مشروع البرنامج المندمج لتحسين الوضع البيئي بمنطقة بحيرة بنزرت الكبرى، لاحظ المدير الجهوي للتنمية انه رغم الإشكاليات الإجرائية التي حالت دون انطلاق المشروع في اجاله شهدت عناصر البرنامج بفضل تدخلات السلط الجهوية لدى مختلف المصالح المركزية ومن ابرزها جلسة العمل التي جمعت نهاية شهر جوان والي بنزرت محمد قويدر بالرئيس المدير العام للديوان الوطني للديوان الوطني للتطهير تحسنا نسبيا في تقدم إجراءات التنفيذ، ولاسيما منها المتعلقة بمكونة التطهير والاجرائات المستعجلة البالغة تكلفتها 10 ملايين دينار والمتعلقة بربط التجمعات السكنية الواقعة بحوزة المشروع بشبكات التطهير، وإعلان طلب العروض الخاص بتهيئة ميناء الصيد البحري بمنزل عبد الرحمان، وتهيئة الفسحة الشاطئية بالمنطقة، الى جانب تنفيذ مكونة إزالة التلوث الصناعي بشركة اسمنت بنزرت مع تسجيل بعض التحفضات التي يجري العمل على فضها ومراجعتها فنيا وانطلاق ذات الإجراءات بالنسبة لمصنع تكرير النفط " الستير" في انتظار انطلاق ذات الاجراءات بالنسبة لمصنع الفولاذ بعد فض اشكالياته .
وجدّد المدير الجهوي للتنمية ببنزرت، عبد اللطيف حميد، التأكيد على ان من اكبر الإشكاليات التي قد تعاني منها مختلف المشاريع المهيكلة الى جانب الإشكاليات العقارية الصادرة عن الافراد او المؤسسات والهياكل هي طول الإجراءات التي لها علاقة بمركزية المشاريع وتعدد الأطراف المتدخلة ومصادر التمويل خاصة بين الوطني والخارجي .
ودعا، في ذات السياق، إلى ايجاد الحلول الناجعة والعاجلة لهذا الاشكال من خلال منح الجهة ووحدات التصرف حسب الأهداف حرية وصلاحيات اكثر على مستوى التصرف واخذ القرار بما يضمن سرعة الإنجاز دون تسرع، وفق تعبيره.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 208238