محلّلون سياسيون: الإنتخابات البلدية لا تشهد عادة إقبالا مكثّفا ونتائجها في تونس لم تختلف كثيرا عن تلك المحقّقة في الدول الديمقراطية

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/isie290418.jpg width=100 align=left border=0>


باب نات - أكّد محلّلون سياسيون أنّ الإنتخابات البلدية في العالم لا تشهد عادة إقبالا مكثّفا، باعتبارها محليّة، ملاحظين أنّ نتائجها في تونس لم تختلف كثيرا عن النتائج المحقّقة في الدول الديمقراطية.
واعتبروا في تصريحات لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أنّ ضعف نسبة الإقبال، أمس الأحد، "مسألة عاديّة"، بالنظر إلى أنّ هذه الإنتخابات محلّية ولا تنطوي على بعد سياسي كبير، لكنّهم أكّدوا في المقابل بأنها تعدّ رسالة ومؤشّرا للسياسيين المقبلين على انتخابات، أواخر السنة القادمة (2019).
وفي هذا الصدد قال أستاذ العلوم السياسيّة، حاتم مراد "إنّ الإنتخابات البلدية وفي جلّ الدول الديمقراطية، تعرف شيئا من العزوف، شأنها شأن انتخابات البرلمان الأوروبي، بالنظر إلى أنها انتخابات محليّة وليس لها أيّ بعد سياسي كبير كالإنتخابات التشريعية والرئيسيّة.

في المقابل لاحظ مراد أنّ "هذه الإنتخابات أصبحت تنطوي في تونس على بعد سياسي، لارتباطها أولا وفي المخيال العام للشعب التونسي، بالنظام السابق ولعدم تغيّرها، رغم مضي 7 سنوات من عمر الثورة".



وأضاف أنّ "تدهور المستوى المعيشي في البلاد وعدم استقرار المشهد السياسي، جعل التونسيين يفقدون الثقة في محيطهم ويقاطعون الطبقة السياسيّة"، معتبرا أنّ هذه المقاطعة كانت "موقفا سياسيّا بالأساس".
وذكر أنّ هذا الموقف الذي مكّن المستقلين من الصعود إلى الواجهة، بهدف تغيير المشهد السياسي، هو "درس أوّلي ومؤشّر للطبقة السياسية، المقبلة في السنة القادمة (2019) على انتخابات تشريعية ورئاسية، بما يدعوها إلى تغيير برامجها والأخذ في الإعتبار حاجيات المواطنين".

من جهته قال المؤرّخ والمحلّل السياسي، عبد اللطيف الحناشي: "إنّ الانتخابات البلدية التي شهدتها تونس أمس الأحد، تختلف عن الإنتخابات التشريعية والسياسيّة، من حيث الرهانات والخصائص".
وبيّن أنّ العزوف الجزئي الذي عكسته نسبة الإقبال، لا يعود بالأساس إلى تردّي الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية أو تملّص السياسيين من تحقيق وعودهم بدرجة أولى، وإنما سببه خصوصيّة هذه الإنتخابات التي عرفت النتائج ذاتها في كافّة الدول التي عاشت تجربة الإنتقال الديمقراطي".
وأوضح الحناشي في قراءته للنتائج الأولية المعلن عنها، أنّ حركة "النهضة" حقّقت نسبة قريبة من نسب الإنتخابات التشريعية، لتثبت أنها "حزب متماسك"، شأنها في ذلك شأن الجبهة الشعبية، فيما سجّلت شعبيّة "نداء تونس"، تقلصا، بسبب تشرذم هذه الحركة إلى 4 أحزاب أو تحالفه مع النهضة.
ولفت إلى أنّ المستقلين شكّلوا "ظاهرة جديدة" في علاقة بالبلديات، "رغم أنّ بعض رؤساء القائمات الفائزة، شغلوا سابقا مناصب صلب أحزاب ولم يحقّقوا معها نتائج إيجابية"، حسب المحلل السياسي ذاته الذي بيّن أنّ العوامل السياسيّة ليست العامل المحدّد للنتائج الحاصلة يوم 6 ماي 2018 والتي بلغت نسبة المشاركة العامة فيها 7ر33 بالمائة حسب ما كانت أعلنته أمس الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات.

أما المحلل السياسي، فريد العليبي فاعتبر في تصريحه أنّ أهمّ ما جاءت به هذه الإنتخابات البلدية واتصل بالمشهد السياسي، هو مقاطعة الناخبين لهذه المحطة الإنتخابية والتي بلغت نسبة لم تبلغها في المواعيد الإنتخابية السابقة.
ولاحظ أنّه لم يستغرب النتائج الحاصلة أمس الأحد، بالنظر إلى نسب اقتراع الأمنيين والعسكريين والتي سجّلت عزوف الناخبين ونسبة إقبال ضعيفة (12 بالمائة).
كما ذكر أنّ "الأزمة الإقتصادية والإجتماعية التي تعيشها تونس هي التي أثرت على نسب الإقبال وحسمت المسألة"، معتبرا في هذا الصدد أنّ "الناخب لم يثق في السياسيين ووعودهم، طالما لم ترتبط تلك الوعود بالعدالة الإجتماعية ولم تجسمها على أرض الواقع".
في المقابل أشار العليبي إلى أنّ الإنتخابات البلديّة وإن كانت ذات أهمية قصوى لارتباطها بالشأن المحلي، إلا أنها تشهد وفي جلّ دول العالم، عزوفا وضعفا في الإقبال، "لانعدام الثقة في السياسيين"، حسب رأيه.



Comments


11 de 11 commentaires pour l'article 161415

Mandhouj  (France)  |Lundi 7 Mai 2018 à 22:12 | Par           
هذا العزوف هو نتيجۃ سياسات عموميۃ فاسدۃ و خيارات في تعاطي إعلامي نذل و خبيث .. أن يشعر الفرد بنفسه غريب في وطنه ليس بالأمر السهل , هناك وراءه ماكينات خبيثۃ لا تنام و تداول أدوار من أعلی درجات الخبث .. منذ الثورۃ الدفع لإضعاف المجتمع الذي أخاف الدكتاتوريۃ و الماكينات الماكرۃ تخدم .. لكن هذا العزوف الكبير بالأكيد أنه ليس رسالۃ مشفرۃ فقط و إنما هي رسالۃ داخل ظرف محكم الإغلاق و مضمون الوصول , و البارحۃ وصل للمرسل إليه .. إذا علی الجميع فتح الظرف و قرأۃ الرسالۃ و ما بين السطور.. الأحزاب الوطنيۃ التي توءمن بالثورۃ و بحق المجتمع في العيش الكريم يجب أن تنتهي عن البقبقۃ و أن تفهم الرسالۃ و تضع الإمكانيات اللازمۃ لمواجهۃ الأوضاع الصعبۃ و كل الحالات التي تستوجب التدخل كما يجب .. تونس للجميع و هذا ما لا يريده كلاب الإمبرياليۃ و أعوانهم في الداخل .. التونسيۃ و التونسي يلزم يفيقوا .

Mandhouj  (France)  |Lundi 7 Mai 2018 à 20:24 | Par           
علی كل حال الجريمۃ في إبعاد الناخبۃ و الناخب نجحت .. و النظام الدولي المالي و الدبلوماسي الإمبريالي كما أحزاب الدولۃ العميقۃ نجحوا في تسفير الشباب لداعش و للهجرۃ الغير نظاميۃ و للمقاهي , كما يمكن أن نقول . اليوم من الآن يجب توضيح الأشياء للمواطنيين , أن بناء موارد جديدۃ عبر الإستقلاليۃ الماليۃ سيأخذ وقت . و أن البلديات اليوم ميزانيتها مرصودۃ مسبقا في قانون الماليۃ 2018.. و أنه سوی بعض الإستثنآت للبلديات الجديدۃ ربما , سوف لا تكون هناك ميزانيۃ إستثناءيۃ , حتی تتمكن البلديات من العمل كما ترسمه مجلۃ المحليات .. كل أغلبيۃ في أي بلديۃ , يجب من البدايۃ تعمل مسح شفاف لأموال البلديۃ التي ستحكمها .. كم صرفت أموال ؟ كم أموال دفعت في مشاريع حيز الإنجاز , و و و وو و أن تنشر ذلك في العلن .. حتی تحمي نفسها .. و علی القاءمات , الأغلابيات التي ستحكم اليوم , يجب أن تجتهد مع الجمعيات التي ستعمل معها و مع هياكل الديمقراطيۃ المحليۃ التي ستتكون , حتی تتمكن من إحداث التصرف الإستثناءي و النوعي في الموارد . و هذه نصيحۃ لكل الأغلابيات التي ستحكم بعد هذه الإنتخابات .. و هكذا يمكن إحداث نجاحات يستفيد منها كل المواطنيين , و قد ربما تُنسينا الغبنۃ التي حصلت يوم السادس من ماي .. أريد أن أكون إيجابي رغم كل الشر المحدق بدمقراطياتنا و بمجتمعنا .

Mandhouj  (France)  |Lundi 7 Mai 2018 à 19:35 | Par           
Franchement je suis plus horrifié par les analyses données par certains analystes, que par ce fort taux de rejet de la politique qui gangrène notre société actuellement, et surtout notre jeunesse qui est la première concernée par ces élections municipales et par l'intérêt à la politique . Le fort intérêt apporté à la politique est le chemin de salut à toute société. La dépolitisation des élections est un danger.

Mandhouj  (France)  |Lundi 7 Mai 2018 à 18:46 | Par           
ريح شهر ماي عصف بكل الطيف السياسي .. و تفعيل العقد الإجتماعي و سياسات عموميۃ قويۃ و إيرادۃ صادقۃ في القيام بإصلاحات عميقۃ للمنظومات العموميۃ , شركات , إدارات , مصالح , هذا يبقی السبيل الوحيد لإحتضان الشباب و الطبقات الشعبيۃ و لتدعيم الديمقراطيۃ .. تونس شعبها يجب أن يقف لها ..

Mandhouj  (France)  |Lundi 7 Mai 2018 à 18:36 | Par           
في فرنسا منذ 1959 لي 2014 , 10 إنتخابات بلديۃ .. كاننت داءما المشاركۃ بين 80% و 64% .. نسبۃ العازفين في 2014 كانت 36% وهي الأكبر .. نحن في تونس نتكلم 67% نسبۃ العازفين عن الإنتخابات .. هوءلاء المحللين مدفوعون الأجر من طرف النمط الدولي .. سهرۃ الوطنيۃ واحد البارحۃ , كانت سهرۃ عير سليمۃ أبدا .. محتوی هزيل .. ما حدث في الإنتخابات البلديۃ من عزوف هو جريمۃ قامت بها كل أحزاب الطيف السياسي في الحكم و خارج الحكم .. علی مدی ثلاثۃ سنوات كرهوا الناس في البلاد و في السياسۃ .. علی مدی ال 15 شهر الأخيرۃ كلاب النمط بعثوا بي 10 ألاف شاب للهجرۃ الغير نظاميۃ .. لوبيات هذه المافيا المحميۃ سياسيا و دوليا فعلت ما تريد في شبابنا .. لماذا هذه الرداءۃ في العطاء السياسي ؟ لماذا هذه الجريمۃ ؟ ثم يأتي محللين مدفوعي الأجر ليقولوا أن ما حدث كان منتظرا و أمر معقول , و يأتون بمقارنات حيث ليس هناك مقارنۃ .

Mandhouj  (France)  |Lundi 7 Mai 2018 à 17:40 | Par           
Juste une remarque. Le site n'était pas disponible depuis hier, chose que plusieurs personnes attendait. Je sais que ce n'est pas un problème technique, mais une indisponibilité voulue par les agents du système, et après ils osent parler de liberté d'expression ! Hier soir il y avait le discours des chiens de garde.

Nouri  (Switzerland)  |Lundi 7 Mai 2018 à 17:24           
يقع اقبال اضعف من ذلك في سويسرى ولا يتحدث أحد عن تأثير أو خلل أو فشل الانتخابات.
هذا عادي جدا.

Mandhouj  (France)  |Lundi 7 Mai 2018 à 17:06 | Par           
Les analyses donner par ces pseudos analystes sont totalement fausses. Ces gens sont payés par le système qui dépasse les frontières de notre cher pays. Les élections municipales d'hier en Tunisie sont victimes d'un crime organisé par l'ensemble des partis politiques.. ni l'ordre mondial, l'Europe, le FMI,... Ne voulait des élections municipales avec forte participation, les partis politiques tunisiens Au pouvoir et dans l'opposition sont complètement complices, dans ce crime organisé contre la transition démocratique de la Tunisie. Comme le front populaire, comme Ennahdha, comme Nida tounis, comme tous les reste des charlatans partis politiques, et en première place Aabir Moussi. Les consignes sans descendues en haut, de chez le papa FMI et la maman la banque mondiale.

Mandhouj  (France)  |Lundi 7 Mai 2018 à 16:55 | Par           
Depuis 1959, à 2014. 10 élections municipales en France. Le taux d'abstention est de 20% à 36% , ça baisse, ça monte. En 2014 ce taux était de 36% pour la première fois. Donc 64% se sont déplacés pour voter. Pourquoi ce mensonge ?

Mandhouj  (France)  |Lundi 7 Mai 2018 à 16:44 | Par           
لماذا الهروب من الحقيقۃ ؟ بالعكس الإنتخابات البلديۃ هي من أكثر الإنتخابات التي تشارك فيها الشعوب الديمقراطيۃ .. لأنها تهم الشأن المحلي .. الإنتخابات التي لا تشارك فيها كثيرا الشعوب الأوروبيۃ مثلا , هي إنتخابات البرلمان الأوروبي و إنتخابات الجهات .. أما الإنتخابات البلديۃ فهي داءما أكثر من 50% نسبۃ المشاركۃ .. أما الذين يقولون أن في الدول الحدث فيها إنتقال ديمقراطي , الإنتخابات البلديۃ لا يهتم بها الناس.. من هي هذه الدول و متی كان فيها إنتقال ديمقراطي ؟ تتحدثون عن البرتغال سنوات السبعين من القرن الماضي ؟ عن دولۃ جنوب إفريقيا سنوات التسعين من نفس القرن ؟ ما لكم كيف تحكمون ! هناك مسلمۃ , أن الإنتخابات البلديۃ في تونس هي ضحيۃ تداول أدوار خبيثۃ من طرف كل الطيف السياسي و ليس أحزاب الحكم فقط حتی يقع تحييد الشارع , و لا يذهب للإقتراع سوی المنتمين و القريبين منهم, و الفاعلين في العمل الجمعياتي, و بعض كبار السن .. هوءلاء المحللين مدفوعين الأجر .. يجب أن تفهم الأحزاب أن ريح شهر ماي عصفت بهم .. و لا داعي أن أزيد , كل حزب يعرف ما يساعدو ..

Kamelwww  (France)  |Lundi 7 Mai 2018 à 16:21           

صحيح، الإنتخابات البلدية دائما تكون فيها المشاركة ضعيفة في جميع الدولة الديموقراطية في الغرب. إذا، تونس لا تختلف كثيرا عن هذه الدول.

المهم بالنسبة لي والذي يجب أن يعرفه السياسيون المتعلقون بالثورة هو العمل بجدية لتكوين حزب ثوري ديموقراطي كبير يضم الأحزاب الديموقراطية كي يكونوا جبهة تقضي تماما على بقايا التجمع وتمكن من كسب الإنتخابات البرلمانية والرئاسية في السنة القادمة، خاصة وأن حزب النداء بدأ يلفض أنفاسه الأخيرة كما رأينا في البلديات إذ إنتخب له واحد من خمسة ناخبين، وهو ما يعدل 20% فقط. وهنا فرصة كبيرة للديموقراطيين الثوريين، على شرط أن يتحدوا في حزب واحد.



babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female