نور الدين البحيري: حصر الحكم المحلي في الانتخابات البلدية فيه انحراف به عن طبيعته الشاملة في تكريس مبادئ الحكم الرشيد

باب نات - قال رئيس كتلة حركة النهضة بالبرلمان، نور الدين البحيري، إن المتابع للحياة السياسية والحوارات التي تدور يلاحظ أن بعض السياسيين حصروا الحكم المحلي في مجرد الاهتمام بالانتخابات البلدية والتنافس من أجل الفوز بمقعد فيها وهو ما ينحرف، وفق تعبيره، بالحكم المحلي عن طبيعته الشاملة كتكريس لمبادئ الديمقراطية والحكم الرشيد.

وبين البحيري، خلال ندوة نظمتها الحركة اليوم الخميس تحت عنوان "السلطة المحلية واستحقاقات الثورة"، أن التركيز على الانتخابات البلدية في جانبها التنافسي الضيق وغياب الوعي بأهمية الحكم المحلي وتركيز السلطة المحلية من شأنه أن يضعف الانتخابات البلدية ويدفع إلى العزوف عنها.

وأكد أن الحكم المحلي هو تكريس لمبادئ دستور الجمهورية الثانية وخاصة الباب السابع منه، الذي قدم تصورا جديدا للدولة ولدور المحليات فيها وأعطى أهمية جادة للسلطة المحلية من خلال جعلها مسؤولة عن تطوير الحياة الاجتماعية والمحلية والتنمية كذلك، في ظل حكم البلديات المنتخبة التي ستكون الأقرب والأدرى بمشاغل المواطنين وتطلعاتهم.

وبين أن تعميم البلديات على كامل التراب التونسي وتمكين البلديات والسلطة المحلية من الإمكانيات المادية والبشرية يكشف أن البلاد بصدد المرور بتحول كبير والدخول في مرحلة جديدة من استكمال البناء الديمقراطي والسلط المرافقة، التي قال إنه لا يمكن أن تكتمل إلا بتكريس الحكم المحلي.
من جهته، قال ناجي الجمل، النائب بالكتلة وعضو مجلس الشورى، إن تكثيف مثل هذه اللقاءات والندوات يهدف إلى توعية الناخب التونسي بأهمية السلطة المحلية المستقلة وعملية ضغط، في الآن ذاته، على مجلس نواب الشعب لاستكمال المصادقة على مجلة الجماعات المحلية.
وأشار إلى أن بطء عمل لجنة تنظيم الإدارة وشؤون القوات الحاملة للسلاح في النظر في قانون الجماعات المحلية يعود إلى وجود الكثير من القوانين المقدمة من قبل الحكومة والتي فيها استعجال نظر، لكن بعد تحديد موعد نهائي للانتخابات فإن اللجنة تعهدت بأنها ستنكب على دراسة ما تبقى من مجلة الجماعات المحلية والمصادقة عليها في أقرب الآجال.
ولاحظ أنه إذا تعذر على المجلس المصادقة على المجلة بكل فصولها، فإنه من الممكن إخراج الفصول المتعلقة بالبلديات والمصادقة عليها أولا ثم استكمال باقي الفصول.

Comments

2 de 2 commentaires pour l'article 152901

Mandhouj (France) |Vendredi 22 Decembre 2017 à 17:00

Mandhouj (France) |Jeudi 21 Decembre 2017 à 15h 52m |

نتمنى لشعبنا شوط ديمقراطي ممتع .. نعم ، بالانتخابات البلدية و عبرها سنحدث تحول نظمي في التعاطي السياسي مع الشأن العام .. من المركزية الثقيلة و المهترئة (حتى لا أقول شيء آخر )، نرتقي إلى اللامركزية .. لما نقرأ مسودة مجلة المحليات نلاحظ أن هذا التحول محتشم .. مع الأسف .. نعم هناك خوف من فناء المركز (الدولة) هذا الخوف على إعتبار أنه طبيعي ناتج أساسا عن عدم التفريق بين النظام الذاتي (الحكم الذاتي ) والنظام اللامركزي ... نحن لسنا أمام طموحات
استقلالية
أو إنفصالية لبعض الجهات، كما هو الحال في كاتالونيا بإسبانيا أو في كردستان العراق ... كاتالونيا و كردستان هي منذ عدة عقود تحكم في إطار النظام الذاتي (الحكم الذاتي ) و يطمحون للانفصال عن الدولة الأم .. نحن في تونس نعيش في إطار طموحات ثورة ، ثورة الكرامة و الحرية ، من جملة ما تحمل من طموحات ، التحول لنظام لامركزي، حتى نقطع مع أساليب و آليات النظام المركزي الذي ساهم في سياسات التهميش الدائم .. وهو حل و توجه سياسي لم و لن يضع أبدا فكرة الإنفصال عن
الدولة الأم .. المنتفعين تحت عقود الدكتاتورية ، كما المهمشين كلهم يتمسكون بتونس كدولة أم ، راعية و حامية لكل مواطنيها .. عبر نظام يكون أكثر تشاركية في صنع الخيارات التنموية لكل جهة ، في تحسيس التصرف في المال العام ، في الارتقاء بالمواطن ليكون أكثر مشاركة في شأن يومه الحيني كما في مصيره الجماعي ..

كل المتدخلين (الرئاسة ، الحكومة ، البرلمان ، الهيئات المستقلة ، و على رأسهم هيئة الإنتخابات) يجب أن يقوموا بكل واجباتهم كما يجب ، حتى تكون الأحزاب مسؤولة أمام مهماتها و يكون الشعب راض بهذا التوجه الذي هو من إستحقاقات الثورة .. ثورتنا المجيدة 17 _ 14 .

بعد هذه الإنتخابات يجب التحضير الجاد للإنتخابات الجهوية أو الأقاليم . بعد هذه الانتخابات يمكن مراجعة مراحل تفعيل اللامركزية و التسريع أكثر حتى تكون لامركزياتنا في مستوى متقدم من الحوكمة الرشيدة و من القطع مع آليات الماضي الديكتاتوري المهمش و المستفرد بالقرار .

Alerter