مجلس وطني تأسيسي أم مدرسة مشاغبين؟

تحظى مداولات المجلس الوطني التأسيسي حول القوانين المنظمة للسلط العمومية باهتمام جل التونسيين الذين ينتظرون بفارغ الصبر تشكيل الحكومة الذي تأخر نسبيا و بداية العمل الفعلي على معالجة الملفات العالقة وسط اجواء تبعث عن الأمل في قرب الانفراج و أجواء أخرى تعيشها جلسات المناقشة تبعث على الضحك و الاستغراب.
ما يعيشه المجلس من حالة فوضى بين الفرقاء السياسيين خاصة منهم كتلة المعارضة التي تنقسم بدورها الى قسمين معارضة بناءة تقدم الاضافة كلما تدخلت ومعارضة ثانية يقتصر دورها على التهريج و اثارة الفوضى عن طريق الصراخ و الاعتراض العشوائي عن كل ما يقترح و هو ما يجعل السيد رئيس المجلس يخصص وقتا ليس بهين في محاولة للتهدئة و تجنب تشنج الأعصاب باعتبار انه كل ما حضرت الحماسة غاب الوعي.
ما يعيشه المجلس من حالة فوضى بين الفرقاء السياسيين خاصة منهم كتلة المعارضة التي تنقسم بدورها الى قسمين معارضة بناءة تقدم الاضافة كلما تدخلت ومعارضة ثانية يقتصر دورها على التهريج و اثارة الفوضى عن طريق الصراخ و الاعتراض العشوائي عن كل ما يقترح و هو ما يجعل السيد رئيس المجلس يخصص وقتا ليس بهين في محاولة للتهدئة و تجنب تشنج الأعصاب باعتبار انه كل ما حضرت الحماسة غاب الوعي.
النائب ابراهيم القصاص عن تيار العريضة تسمع له جعجعة بلا طحين فكلما تدخل الى و قال "لا" و استطرد في الصياح و العواء دون ان يقدم مقترحا واضحا حتى اصبح دوره الرئيسي داخل المجلس الصراخ و لا شيء غير الصراخ فقد اختص هذا الاخير في توجيه الاتهامات فحتى السيد رئيس المجلس لم يسلم بدوره من هذه الادعاءات فقد اتهمه القصاص بانه مجرد ناطق رسمي باسم رئيس لجنة المفاوضات الحبيب خضر. فعوض ان يقدم المقترحات يقدم الاتهامات و نحن نسائل هنا هل ان من ابجديات العمل السياسي في تيار العريضة الصياح و الصراخ و الاتهامات؟ أم أن وجود القصاص في حد ذاته داخل المجلس كان غلطة نظرا لأنه ابعد ما يكون عن العالم القانوني و السياسي لسير المفاوضات و مناقشة بنودها؟

عضوة القطب الديمقراطي الحداثي سلمى بكار هي بدورها لا تتقن سوى معارضة "لا" و الوقوف على الربوة و تتقن الزغاريد داخل المجلس فهي تعشق كلمة "ديقاج" التي تعوض المقترحات البناءة.
مرشح القطب الاخر يجهش بالبكاء و هو يناقش مشاريع القوانين وفي الضفة الأخرى مرشح العريضة يقاطع رئيس المجلس دون استئذان.
هذا هو الشق الأول من المعارضة التي تقول أنها همشت و مقترحاتها لم تلاقي اي صدى داخل المجلس فعن أي مقترحات يتحدثون؟
أما الشق الثاني من هذه المعارضة و التي لاقت تدخلاتها صدى واسعا داخل المجلس و خارجه فهي منحصرة في قيادات الحزب الديمقراطي التقدمي الذي في اعتقادي كان بمفرده مؤثرا على عملية سير المفاوضات و كانت مقترحاته دائما تنم عن وعي سياسي عميق بتحديات المرحلة وسيرورتها الديمقراطية.
فتونس في هذه الفترة في حاجة ماسة الى مثل هذه المعارضات البناءة التي تعكس تطلعات المواطنين لا الى معارضة تتخذ من الشغب و الصراخ و التحدث الفضفاض باسم الشعب مبدأ و منهجا.
حلمي الهمامي
Comments
27 de 27 commentaires pour l'article 42304