مشاركة الإمام الخطيب محمد بن حمودة في عرض مسرحي يثير جدلا

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/68837e739dc0a6.34690693_kqpmgeojfnlhi.jpg width=100 align=left border=0>


أثارت مشاركة الإمام الخطيب محمد بن حمودة في العرض المسرحي "بينومي أس +1" للمخرج والممثل عزيز الجبالي، ضمن فعاليات الدورة 59 لمهرجان قرطاج الدولي، جدلاً واسعاً بين التونسيين على شبكات التواصل الاجتماعي، بين مرحّب بهذه الخطوة ومنتقد لها بشدة.

بين منبر المسجد وخشبة المسرح


الجدل تمحور أساساً حول الصفة الدينية للشيخ محمد بن حمودة، المعروف بخطبه ومداخلاته الإعلامية، إذ اعتبر عدد من المنتقدين أن المكان الطبيعي لإمامٍ خطيب هو المسجد، لا الخشبة، معتبرين أن ظهوره في عرض مسرحي قد "يمس من هيبة الخطاب الديني" أو "يخلّ بمصداقيته كمفتي وداعية"، حسب تعبيرهم.




في المقابل، رأى شق آخر من المعلقين أن هذه المشاركة تترجم صورة الإسلام التونسي المعتدل والمُنفتح على المجتمع والفنون، مشيدين بالقدرة على الجمع بين الوظيفة الدينية والمساهمة في الإنتاج الثقافي.

أخبار ذات صلة:
الشيخ محمد بن حمودة: اقنعت زوجتي بترك الحجاب لاني اقتنعت بانه عادة وليس فرض...


ردّ محمد بن حمودة: “أنا فخور”

في تعليق له، عبّر الشيخ محمد بن حمودة عن فخره بالمشاركة في هذا العمل، مؤكداً أنه لم يتقمّص شخصية تمس من صورته أو هيبته، بل ظهر كما هو، في ثوب الشيخ المتفاعل مع الناس، معتبراً أن لا تعارض بين وظيفته الدينية ومشاركته في محتوى فني محترم. وأضاف: "ما نقصتش من روحي، أنا ما مثلتش في مسلسل ولاد مفيدة، أنا كنت أنا، كما أنا".

رأي الفقهاء والجمهور: التمثيل بين الحلال والحرام

النقاشات تجاوزت بن حمودة شخصياً لتطرح مسألة جواز مشاركة المشايخ في التمثيل والفن، إذ أشار بعض الإعلاميين والمعلقين إلى حالات مماثلة في العالم العربي، مثل مفتي مصر السابق علي جمعة، الذي شارك في برامج تمثيلية توعوية، والشيخ محمد العريفي الذي ظهر في مشاهد تمثيلية قصيرة في إطار حملات دعوية.

الرأي الفقهي بقي منقسماً بين من يرى أن التمثيل "حرام مطلقاً"، ومن يعتبر أنه جائز بشرط مضمون العمل، خاصة إذا كان يخدم رسائل اجتماعية أو توعوية هادفة.

نقاش مفتوح حول دور الدعاة في الفضاء العام

أعادت هذه الحادثة فتح باب النقاش حول الصورة النمطية للأئمة والدعاة، وحدود مشاركتهم في الشأن الثقافي والفني. وبين من يرى في ذلك تطوراً إيجابياً نحو كسر القوالب الجامدة، ومن يعتبره تنازلاً عن رمزية رجل الدين، تبقى التجربة في نظر كثيرين سابقة مثيرة للجدل ستُقاس تداعياتها على مدى تكرارها أو اتساعها في المستقبل.


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 312316


babnet
*.*.*
All Radio in One