عن أي عيد تتحدثون؟ .. إنها الخديعة الكبرى.. .

حياة بن يادم
شارف عمر هذا العيد على 7 عقود من الزمن لم تنل منه المرأة سوى الشعارات الرنانة وأرقام مشاريع مخصصة إليها تلاك في المنابر على الورق فقط في كل ذكرى لينتهي بها المطاف إلى رفوف الأرشيف.
شارف عمر هذا العيد على 7 عقود من الزمن لم تنل منه المرأة سوى الشعارات الرنانة وأرقام مشاريع مخصصة إليها تلاك في المنابر على الورق فقط في كل ذكرى لينتهي بها المطاف إلى رفوف الأرشيف.
وحتى التكريم الأخير للمرأة بإصدار 23 طابعا بريديا ل "نساء تونسيات"

أما نساء الريف ونساء الطبقات الكادحة فلا تعنيها هذه الشعارات، لأنها تجاوزتها بالتفوق على الرجل بتحمل المسؤولية مضاعفة، وذلك بخروجها إلى عالم الشغل. حيث كل الشعارات التي ترفع وتلاك في الأبراج العاجية، تسحق بين مكبسي الواقع.
أما شعار المساواة في الميراث يمكن أن يهمها في ميراث الجهل والحاجة والخصاصة وقلة الحيلة، حيث تنازل الرجل لفائدتها عن كل الميراث.
هاته الندوات لم تقم بإصلاح أخطاء التاريخ الظالم، وإيقاف الجرائم الكبيرة التي اقترفتها مدنية انتهازية في حق من يفترض أنه جنس لطيف. حيث كانت ولا زالت منشغلة بالدفاع عن المرأة السلعة وعن حق السحاق، ونسيت حق المرأة البشر في الحياة.
وحتى المرأة المتعلمة وصاحبة الكفاءة تم تغييبها في مواقع القرار وارتهنت لعقلية "الكوتا"، عقلية الشفقة والإهانة ولقانون المناصفة ظاهره دعما لها وباطنه وأدا لإمكانياتها.
تحتاج المرأة إلى التحرر من هذا الشعار، الذي جعل مساواتها بالرجل سقفا لطموحاتها. في حين باستطاعتها أن تصل إلى مراتب أعلى من السقف المذكور. وجعل منها ضحية معارك وهمية ضد الرجل، والحال وأن معركتها، هي نفس معركة الرجل، ونفس معركة المجتمع، ضد العنف والإقصاء والتخلف والفقر وجرائم الشرف... لأن مشكلة المرأة مع الرجل المعنف، وليس مع الرجل، والرجل المتحرش، وليس الرجل....
لكل ما سبق فالمرأة لا تحتاج إلى مناسبة للاحتفال يتم استثمار مآسيها، بقدر ما تحتاج إلى اعتبارها إنسانة وكيان للاحترام وتحتاج لتفعيل القرارات التي اتخذت لصالحها والحصول على حقوقها الاقتصادية والإجتماعية. وفي حاجة بأن لا تكون رقما يضاف لأحداث السير وهن يتنقلن كل صباح في ظروف مهينة على متن شاحنات ومقطورات الموت إلى اليوم نظير رغيف يكاد يسدّ الرمق، متعرضين للاستغلال الفاحش بدء بالتمييز في الأجر، إلى تشغيلهن بأنشطةٍ في الأصل مخصّصة للرجال. دون أن نتطرق للتحرش المسكوت عنه والذي يتعرضن له يوميا في بلد يدعي حماية حقوقهن.
عن أي عيد تتحدثون؟ واليوم 13 أوت 2023 تصلني هذه الصورة من مدينة نابل.. إنها الخديعة الكبرى.
Comments
2 de 2 commentaires pour l'article 271453