لبيب يعود من جديد في شكل "لص" ويعكس عمق أزمة التجديد والمحدودية الابداعية التي تعيشها الإدارة العمومية!

كريم السليتي (*)
يبدو، بل على الأرجح أن الإدارة العمومية التونسية قد توقف بها الزمن في ثمانينيات القرن الماضي ، فهي ولا شك تعيش أزمة تجديد ومحدودية ابداعية عميقة. بل نحن نعاني أزمة ابداع عملاقة في القطاع العام عمومًا وفي الوزارات بشكل خاص.
يبدو، بل على الأرجح أن الإدارة العمومية التونسية قد توقف بها الزمن في ثمانينيات القرن الماضي ، فهي ولا شك تعيش أزمة تجديد ومحدودية ابداعية عميقة. بل نحن نعاني أزمة ابداع عملاقة في القطاع العام عمومًا وفي الوزارات بشكل خاص.
لما تشاهد نماذج النافورات والأشكال "الفنية" في الدوارات في مفترق الطرقات ومداخل المدن البدائية والمضحكة وتصاميم مواقع الانترنت الحكومية البالية وأخيرا وليس آخرًا إعادة تصميم شخصية لبيب في شكل "لص"، تتأكد بدون شك أن الأزمة العميقة داخل الإدارة التونسية ليس فقط في جوانب الابداع والتجديد والتطوير بل هناك أيضا أزمة مهنية ومقاييس جمالية غائبة تماما.
المصيبة أعمق من ذلك، عندما تعجز الإدارة العمومية عن حذف النصف ورقة التي تملؤها في المطار عند السفر والعودة وقد تخلت عنها جميع مطارات العالم وآخرها في الجزائر والمغرب، فتأكد أن لا أحد يريد التغيير والتطوير ولا أحد يطرح التساؤل ما مدى حاجتنا لهذا الاجراء الذي لا فائدة منه غير تعطيل المسافرين وجلب استهزاء السياح والزائرين.
"تونس الرقمية" تعجز عن اصدار مضمون ولادة عبر الانترنت في نسخة pdf رغم المليارات التي صرفت على مشاريع غبية وفاشلة، وقد كان يمكن الغاء طلب المضمون أصلا لأنها وثيقة تصدرها الادارة العمومية لتسلمها للإدارة العمومية.
أما عن الأسباب فلنكن صريحين ، جانب من هذه المصيبة الجمالية والابداعية والبيروقراطية التعيسة التي تعيشها الادارة العمومية يعود للتوظيف والتعينات والانتدابات العشوائية التي تقوم على الواسطة والتدخلات أو على عناصر تقليدية في اختبار المرشحين.
والجانب الثاني هو الفساد أو التقشف المبالغ فيه في الصفقات العمومية لاختيار شركات تقوم بهذه التصاميم الفاشلة.
في عصر الطباعة 3D والذكاء الاصطناعي والتطبيقات الخدمية تونس او بالأحرى الادارة العمومية لازالت متوقفة في الثمانينات تعيش بنفس العقلية ونفس الأساليب رغم تغير الحكومات والوزراء وحتى الرؤساء.
متى نتخلص من الارث البيروقراطي الثقيل والعقلية الكسولة التقليدية وندخل في عالم الرقمنة الحقيقية والادارة الذكية؟
متى يكون لدينا مسؤولين أذكياء وقادة حقيقيين قادرين على اتخاذ قرارات تقطع مع بيروقراطية الماضي ولهم الشجاعة لأخذ المبادرات والتجديد والتطوير ؟!
* كاتب وباحث تونسي
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 247657