حركة النهضة.. على خطى حزب التجمع الدستوري...

كتبه / توفيق زعفوري...
حركة النهضة بعد مؤتمرها العاشر و حتى قبله بقليل، ليست حتما حركة النهضة بعد ال25 من جويلية الماضي، حركة تحسن المناورة و الإلتفاف، و برغماتية عالية، وقت الأزمات و الضغوط ، صمدت النهضة طويلا بعد إنسحاب شخصيات فاعلة و مؤسسة في الحركة و من الصف الأول و الوزن الثقيل و لازالت متماسكة، أو هكذا يبدو..
إستقال 113 عضوا من حركة تترنح و تتهاوى، بعد رسالة المائة، هو بمثابة شهادة وفاة لها و تشظي هائل سببه رأس الحركة و سياسته في إدارة الشأن العام و عدم انسجامه مع واقع متحول و فشل في إدارة البرلمان و غيرها من الأسباب التي نبّه إليها المنسحبون أكثر من مرة، و الحقيقة أن ما حصل ليس مستبعدا من شخص تربع على عرش الحركة أربعة عقود، و ماطل في عقد مؤتمر الحركة الحادي عشر و أجّله و لازال يصر على نفس رأيه، هي نزعة تسلط، و ديكتاتورية مع سبق التشبث، في تناقض واضح بين الدعوة إلى الديمقراطية و بين انكاره لها داخل أسوار حركته، و هوما يترجم أيضا عدم احترام القيادات داخل الحركة و خياراتهم و لا حتى نظامها الداخلي.
استقالة 113 شخصا من قيادات مركزية و جهوية و قيادات فاعلة في الحركة هو ضربة كبيرة لما يسميه التونسيون الإسلام السياسي أو إعلان نهايته، فلم تعد حركة النهضة الحركة الأكثر تماسكا، و الأكثر تموّجا مع الواقع، و لكنها اليوم تتقدم بخطى ثابتة إلى نفس مصير نداء تونس و عديد الأحزاب اليسار ية الأخرى، و هي الان لا تختلف عن قطعة فسيفساء صغيرة مكونة لمشهد ضاق بها و لفضها رغم محاولات إيهام القواعد بالعكس، تلك القواعد التي أمضت اليوم و من أغلب جهات البلاد على عدم رضاها عن سياسة الحركة و إنسحابها و إستقالتها منها، لم يبق في الحركة غير الغنوشي و صهره و عبد الكريم الهاروني و محمد القوماني و هؤلاء لا وزن لهم في الشارع و لا حتى لدى بقية المكوّن المشهد السياسي عموما..
سيسجل التاريخ أن حركة النهضة الفاعلة صاحبة الحل و العقد، صانعة رؤساء الحكومات و أيضا صانعة مأساة تونس سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا، هي سبب تغير المشهد السياسي بصفة كلية و في سيرورة تحوله بعد الخامس و العشرين طُحنت و سُحقت و تلاشت بعد المرسوم عدد 117 و لم يبق الا إثارة الدعاوي ضدها و ضد قادتها حتى تنتهي كما انتهى حزب التجمع من قبل...
Comments
2 de 2 commentaires pour l'article 233054