تركيا تزيد في السرعة باتجاه 2023! قطارها وصل إلى الصين وحافلاتها وصلت إلى رومانيا..

نصرالدّين السويلمي
في أول رحلة تجاريّة وصل قطار التصدير التركي إلى محطّته الأخيرة بدولة الصين الشعبيّة
، وذلك بعد أن قطع 8693 كيلومترا ومرّ عبر قارتين (أوروبا وآسيا) وبحرين (قزوين ومرمرة)، وخمس دول (تركيا، جورجيا، أذربيجان، كازاخستان، الصين).
في أول رحلة تجاريّة وصل قطار التصدير التركي إلى محطّته الأخيرة بدولة الصين الشعبيّة

وكان قطار "التحدّي" انطلق الجمعة 4 ديسمّبر 2020 من اسطنبول التركيّة ووصل السبت 19 ديسمّبر إلى شيان الصينيّة.
وبهذه الرحلة التي تعدّ الأولى من نوعها في تاريخ حركة التجارة من اسطنبول إلى الصين، تكون تركيا قد دشّنت عصرا جديدا من الرحلات التجاريّة الطويلة والواعدة.
في سباق مجنون مع الزمن للوصول إلى منصّة العشرة الكبار قبل حلول سنة 2023 تواصل تركيا ثورتها الصناعيّة، وتصرّ على اقتحام كلّ أنواع الصناعات بعد أن تقدّمت على غالبية دول أوروبا في قطاعات مثل الفلاحة والألبسة والأثاث، في سياق النهم التركي للتصنيع سلّمت شركة كارسان "Karsan" التركيّة لصناعة المركبات 20 حافلة إلى رومانيا، وقبل أسابيع كانت نفس الشركة سلّمت13 حافلة إلى مدينة بيرنيك البلغاريّة بعد فوزها بمناقصة للحافلات الكبيرة أقيمت في بلغاريا، كما سبق وسلّمت دفعات أخرى إلى فرنسا وألمانيا والبرتغال وسلوفاكيا.
وتخوض شركة كارسان منافسة حادّة مع شركات أخرى تركيّة مختصّة في الحافلات على غرار شركة تيمسا"Temsa" التي تنافس كارسان على السوق الأوروبيّة وبعد سلسلة من الصفقات في أوروبا تمكّنت Temsa خلال نوفمبر من السنة الجارية من تتويج صادراتها بصفقة حافلات كهربائيّة مع دولة السويد، بينما صدّرت شركة أوغور حافلات إلى الولايات المتّحدة الأمريكيّة وتعاقدت على صفقة أخرى كبيرة مع نفس البلد.
وصدرت تركيا سنة 2019 حافلاتها إلى 88 دولة عبر العالم بقيمة مبيعات بلغت أكثر من مليار دولار، فيما تمكّنت خلال نفس السنة"2019" من إحراز رقم قياسي جديد في صادراتها حيث تجاوزت 180 مليار دولار.
مجالات كثيرة انتقلت فيها تركيا إلى السرعة القصوى أو هي بصدد.. الأمر الذي جعلها تحت المجهر الأوروبي والأمريكي، وإن كانت أمريكا تعاني من أجل علاقة متوازنة يغلب عليها الاحتواء الهادئ مع تركيا فإن معاناة أوروبا أكثر بكثير، لأن القارّة العجوز لا يزعجها الاقتصاد التركي المتنامي بنسق قوي بقدر ما تزعجها طفرة الصّناعات الدفاعيّة وخاصّة الخصوصيّة الثقافيّة الممزوجة بالروح العثمانيّة، وكان يمكن لأوروبا أن تخنق تركيا وتتخذ ضدّها إجراءات قاسية خاصّة إذا ما توحّدت كلمتها، لكن المشكل أنّها تخشى من وقوع الانكشار العثماني في حضن الدب الروسي والتنين الصيني إذا دفعته دفعة قويّة أو أغضبته غضبة قويّة أو طعنته طعنة قويّة.. لذلك نرى أوروبا تهدّد وتترفّق، تتوعّد ولا تنفّذ وأكبر أمنياتها أن تعود تركيا إلى بيت الطاعة كما كانت وتتخلّى عن تنمية الثقافة الإسلاميّة العثمانيّة لصالح ثقافة العجوز الشقراء.
Comments
2 de 2 commentaires pour l'article 217274