حكومة الرئيس مرة أخرى لمن يريد ان يفهم

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5e3bc07040ce70.73086366_pneoklgjhfimq.jpg width=100 align=left border=0>


حبيب رابح
عضو مجلس وطني لحركة الشعب



هي مقاربة سياسية قدمتها حركة الشعب لواقع سياسي تميز بالتشتت في البرلمان مع التباين الكبير بين اغلب الكتل (اسميناها شرعيات مشتتة) مقابل شعبية كبيرة تقارب الاجماع على الرئيس (اسميناها شرعية مكثفة) ... المقاربة هي كيف نستفيد من الشرعية المكثفة للرئيس لدعم الحكومة القادمة التي ستكونها احزاب بشرعيات مشتتة و رؤى متباينة و ذلك بأن يتنازل الحزب الفائز طواعية لرئيس الجمهورية عن حقه في تعيين رئيس الحكومة و تكون القيادة حزبية جماعية باسناد رئاسي و ببرنامج وطني و ثوري ...




مالذي حصل؟ رفضت حركة النهضة التنازل و تمسكت في حقها في التعيين و لكنها حاولت ان تناور و تتذاكى على بقية الاحزاب بتعيين شخصية غير معروفة سياسيا تدعي الاستقلالية بينما تبين أنها خاضعة للطرف الذي عينها و تأتمر بأوامره مالذي فعلته حركة الشعب خاضت المفاوضات بجدية و قالت بانها ستختبر استقلالية الرئيس المكلف بتصرفاته و اختياراته و خاصة البرامج الذي سيضعها في حكومته القادمة و هذا ما حصل... فقد رفض الحبيب الجملي الذي كان يقوم بمشاورات موسعة الاعلان السياسي الذي طالبت به حركة الشعب لتسييج الحزام السياسي للحكومة و ذلك لانه كان يلعب على واجهتين (الكتلة الديمقراطية من ناحية و قلب تونس من ناحية اخرى) و حتى عندما تدخل الوسطاء لتقريب وجهات النظر قام بكل ما يمكن أن يقوم به لتهميش الخط الثوري و عدم اعطاءه دورا حقيقيا في الحكومة اذ استأثر لنفسه و من وراءه الذي كلفوه ب15 حقيبة وزارية من اصل 25 و عندما رفضت الاحزاب العرض الهزيل الذي قدم و حاول الرئيس التدخل لتقريب وجهات النظر رفضوا ذلك و سارعوا بعقد ندوة صحفية لاعلان ما اسموه حكومة الكفاءات المستقلة و هي في الاصل حكومة النهضة و مشتقاتها و قلب تونس (الخطة ب) لكن وقع ما لم يكن في الحسبان بطلب قلب تونس ثمانية وزارات و ضمانات لرئيسه و عندما لم يتم الاستجابة له سقطت الحكومة و ذهبوا صاغرين لحكومة الرئيس الذي رفضوا ان يذهبوا لها طواعية و رفضوا مجرد التدخل و حاولوا تهميش الاحزاب الثورية معولين على الحزب الذي وصموه بالفساد و ظنوا بأنهم يتحكمون فيه لكنهم سقطوا في شر اعمالهم في النهاية و عسى ان تكرهوا شيئا و هو خير لكم فحكومة الرئيس هي اخف الاضرار في النهاية...

في النهاية هذه حكومة الممكن على قاعدة لا غالب و لا مغلوب و باسناد سياسي حزبي واسع و شعبي كذلك بما أنها حكومة الرئيس و كذلك بمساندة من المنظمات الكبرى التي ساهمت في انجاح المشاورات حكومة دون فاسدين و دون مطبعين و بوثيقة حكم للأولويات و الاصلاحات ساهم فيها الجميع و هي حكومة الحد الأدنى الوطني بالنسبة لنا الحمد لله مرت اربع أشهر و نصف صحيح لكن لم نخرج بلا شيء لبلادنا و ليس لنا طبعا...


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 198395


babnet
*.*.*
All Radio in One