هل كل معارض للاسلام السياسي, هو بالضرورة معادي للدين !

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5b40a6e2db8b73.86071975_qgoeihmflpnjk.jpg width=100 align=left border=0>


مرتجى محجوب

ذلك على كل حال ,ما تحاول تسويقه عن حسن نية او سوئها ,جل حركات الاسلام السياسي ,و كانها الممثل الشرعي و الحصري للدين, رغم انكار بعضها لذلك, ليس فقط لمناصريها او قواعدها ,بل كذلك لعموم المواطنات و المواطنين ,ترغيبا لهم في الانخراط او التعاطف معها او ترهيبا لهم من مغبة معاداتها و معارضتها و ما ينجر عنه من خروج عن الملة و الدين و خسارة الدنيا و الاخرة.





في محاولة مني للاجابة عن سؤال العنوان, فاني اعتبر ان الاسلام السياسي, هو تشويه مزدوج للسياسة و الدين ,و هو اداة و معول لبث الفتنة و الانقسام اينما حل :
هو تشويه للاسلام ,لانه يقحم المقدس في مستنقع الصراعات و التجاذبات السياسية ,التي لا يحتكم جلها لاخلاق او مثالية ,بالاضافة للاضفاء الباطل معرفيا و علميا, لصفة "اسلامي", على ما هو اجتهادات بشرية , لغايات سياسوية و تجارية بحتة: الاقتصاد الاسلامي ,المالية الاسلامية ,البنوك الاسلامية ....و التي و ان كانت غير ربوية ,فالمفروض ان نطلق عليها فقط, صفة "شرعية" او "غير ربوية " , بما ان مفهوم البنك على سبيل المثال, لم يستنبط من الاسلام ,بل هو من الاختراعات البشرية ,على عكس فريضة الزكاة مثلا, التي نص عليها القران بكل وضوح و يجوز بالتالي ان نصفها بالاسلامية و التي بالمناسبة طالبت و اطالب الدولة التونسية بتفعيلها في اقرب وقت ممكن .

اما تشويه السياسة, فمتعلق بتزوير و تحريف قواعد المنافسة السياسية النزيهة و القائمة على مبدء تكافؤ الفرص و على البرامج و المقترحات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية ...في ظل التزام من الدولة ,كما نص عليه , مثلا, دستور الجمهورية التونسية منذ الاستقلال في فصله الاول, بالثوابت الاسلامية ,التي تشكل قاسما مشتركا بين جميع افراد الشعب, لا يحق لاحد ان يوظفه لغير اهدافه الدينية .

اشكل شخصيا , مثالا بسيطا و متواضعا ,لمن يحب الاسلام حبا جما, دون مزايدة على احد او رياء او حاجة لاثباته سوى لخالقي و لكن لضرورات التدليل لا غير (كنت عبرت عنه عمليا بمطالبتي دسترة مجلس اسلامي اعلى في الحوار الوطني مع المجتمع المدني حول الدستور الذي نظمه المجلس الوطني التاسيسي ,كان قادرا ان يلعب دورا ايجابيا و يمثل مرجعية علمية رسمية ضد كل من يحاول المساس بثوابت الدين و احكامه القطعية ,بعيدا عن شتى التوظيفات السياسية , لو تبنته او دافعت عنه كما ينبغي حركة النهضة الاسلامية ,و لكن خوفها على ما يبدو من خسارة و رقتها الدينية في اللعبة السياسية ,هو ما حدد موقفها السلبي من المقترح في ذلك الوقت .
كما عبرت عنه في كتاباتي المتواضعة المنشورة على مختلف المحامل الاعلامية ),
رغم معارضتي للاسلام السياسي و الذي لم يعد له من حجة لمواصلة خلط الدين بالسياسة ,و خصوصا بعد المصادقة على دستور الجمهورية التونسية الجديد, و ما تضمنه من تنصيص و حماية للدين و الهوية .
قلت هذا لانه ,علميا و منطقيا, يكفي تدليل و لو كان فرديا ,لدحض مقولة : "ان كل معارض للاسلام السياسي هو بالضرورة معادي للدين" و لكني ساطعن في شخصي, في مقابل تاكيدي, على وجود الكثير ممن يشاطروني رائي ,و خصوصا بعد ملاحظة و تقييم تجارب الاسلاميين في الحكم على مدى السنوات الفارطة, اذ ادرك التونسي ,ان لا علاقة وجوبية او ضرورية بين الاسلام السياسي و بين الاسلام ,في مقابل عدم ادراك بعض الاسلاميين او تناسيهم للاسف , بان الاسلام لا يجيز بلوغ غاية و لو كانت نبيلة او عظيمة ,في فهمهم و حسب رؤيتهم ,عبر اي وسيلة كانت , فما بالك بالغايات السياسوية او الدنيوية الزائلة .
كما انهم لم يدركوا على ما يبدو ,بعد ,ما سببوه من نفور من الدين, لدى فئة لا تميز بين الاسلام السياسي و بين الاسلام, عبر جيوش سبابيهم و شتاميهم و حتى تكفييرييهم,و ما يقدمونه من صورة سيئة عن السياسة و الدين .

و اني ادعو, قياداتهم, اصحاب القرار و النفوذ , الذين لا محالة, قد ادركوا ضرورة ابعاد الدين عن التجاذبات السياسية و لكنهم اثروا الصمت و السكوت خوفا , ربما من خسارة قواعد ,لا زالت غير واعية او مصالح دنيوية زائلة او لومة لائم ,ان يتداركوا انفسهم و يعلنوا المطلوب, خدمة للوطن والسياسة و الدين و تجنبا للفتنة و التباغض و التقسيم .

و اطمئن في الاخير سائر التونسيات و التونسيين, من الذين لا زالوا مترددين او حائرين, ان : "معارضتكم للاسلام السياسي لا تعني البتة معاداتكم للدين" .

قال تعالى:

(وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ ) (البقرة:41) .

(فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً ) (المائدة:44).

(وَلاَ تَشْتَرُواْ بِعَهْدِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً إِنَّمَا عِندَ اللّهِ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) (النحل :95).

(إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (ال عمران :77) .

صدق الله العظيم .


Comments


12 de 12 commentaires pour l'article 164467

Slimene  (France)  |Dimanche 8 Juillet 2018 à 12:19           
@kamelnet.المنضومة الأخلاقية ليست لها علاقة بااللإسلام ولا بأي دين آخر لأنها منضومة إنسانية أولا.هل الأوروبيون أو اليابانيون أقل نظافة من المسلمين.بعض المظاهر من الأخلاق الحديثة كالمواطنة غير موجودة في الإسلام.جملة وتفصيلا .إحترام الصف غير موجود عندنا ورمي الأوساخ في الشارع معمول به في كل البلدان الإسلامية

Raisonnable  (Tunisia)  |Dimanche 8 Juillet 2018 à 11:12           
@إلى مرتجى محجوب
من غير محقرانية:
لو كنت مفكرا أو سياسيا معروفا أو عالما بالتاريخ و السياسة و الحضارة لسمعنا لك و احترمنا آراءك. من خلال ما كتبت يتضح أنك طفل بدأ ينمو و يكبر في عالم السياسة و يريد أن يحلل الأشياء كما تلقنها من سادته اللذين هم على شاكلته و لا يربطهم بتاريخ تونس و حضارتها إلا المولد. تعابير ركيكة، تحليل سطحي، إقتباس لآيات من القرآن الكريم ووضعها في غير محلها و تأويلها على غير ما أنزلت إليه و إسقاطات من ديانات أخرى على دولة مسلمة لا يعنيها هذا الكلام. خلاصة القول،
لم أرى في حياتي أقبح و أنذل من من اليسارجيين التونسين في أغلبه أو على الأقل اللذين يصدعون رؤوسنا بمصطلح الإسلام السياسي.قهم يفرزون الناس على قدر تدينهم. من رأوه يرتاد المساجد و ينكر المنكر و لو من الموزمبيق يعتبروه إخواني إلا إذا عاقر معهم الخمر و أباخ الزنا و القمار و الميسر و أل لحم الخنزير فذلك عندهم مسلم متقتح.
هم في حقيقة الأمر معادين لكل شيئ له علاقة بالإسلام و لا ينبسون ببنت شفة عن المسيحية و اليهوجية و حتى البوذية

BenMoussa  (Tunisia)  |Dimanche 8 Juillet 2018 à 10:22           
الف تحية لكل من ردوا بمنطق وعقلانية على نرهات الكاتب وادعئته
واعجبني بصفة خاصة ما يلي
Tahia Tounes
ليس هناك اسلامان او ثلاث او اربع واحد سياسي واخر اجتماعي والاخر اخلاقي وما الى ذلك من تصنيفات غبية ما انزل الله بها من سلطان.هناك اسلام واحد شمولي جمع بين كل هاته الامور واعطانا رؤية واضحة وشاملة وكافية عن العبادة والاخلاق والمعاملات والمال والاقتصاد والتكتيك الحربي وكل ما يهم تنظيم حياة الانسان على وجه الارض يعني اما ان تكون معه او ضده.مافماش هذا اسلام سياسي مايهمنيش وهذا اجتماعي يعجبني والا السلام نحصروه فقط في دور العبادة قال شنوة ماندخلوش
الدين في السياسة .الحكاية هذي خلات اليوم الاغبياء يتطاولو على الدين ويمسو اسس العقيدة الاسلامية وهكا ولات السياسة تتحكم في الدين وتضرب في الهوية الاسلامي

Fessi425  (Tunisia)  |Samedi 7 Juillet 2018 à 20:50           
هل كل من هب و دب من المنافقين السياسين الحق في التهجم على دين الله , لا حول و لا قوة الا بالله

Goldabdo  ()  |Samedi 7 Juillet 2018 à 17:15           
لماذا يمكنك أن تخلط السياسة بكل ما يحطر على بالك من أنم و إقتصاد و شعبوية و إعلام ووووو ولا يمكنك أن تخلط السياسة بالدين؟ بما اننا شبه أحرار في هاته البلد فمن حقي أن أخلط الدين بالسياسة إن كنت متدينا و سياسيا و لا أقبل أن يمنعني في ذلك أي خصم سياسي.

Kamelnet  ()  |Samedi 7 Juillet 2018 à 17:10           
المنضومة الأخلاقية تنبع من التعاليم الدينية( الوصاية في الواح موسي) واحكام القرآن....تعتبراطار مثالي للسلوك السياسي والاسلام ككل الاديان هدفه الرقي باخلاق الفرد معتمدا علي الايمان الذي يخاطب كل واحد في قرارة نفسه ا

MedTunisie  ()  |Samedi 7 Juillet 2018 à 15:34           
في اعتقادي ان الدين هو منهاج المسلم في السياسة و الاخلاق و المبادئ و فصل الدين على السياسة هو ضرب من المستحيل و كذلك يفعل من يريد تشويه الاسلام و تلفيق المبررات و ارجاع انحصطاط المسلمين في التشكيك بعدم قدرة الاسلام على مواكبة العصر

Ateff  (Tunisia)  |Samedi 7 Juillet 2018 à 15:09           
كل من يعادي الاسلام السياسي لا يعادي الدين بالضرورة ...ولكن العكس صحيح : كل من يعادي الدين وليست له الشجاعة ليجاهر بذلك (من نوع كلنا مسلمين) فهو يعادي الاسلام السياسي و الجمعياتي

MOUSALIM  (Tunisia)  |Samedi 7 Juillet 2018 à 14:13           
وقلت لكاتب المقال ولكل المدعين الذين يعتبرون أنه لا امكان لنهضة أو حداثة في البلدان العربية والاسلامية خارج الأطر الحداثوية اللائكية العلمانية الغربية وعبر استقراء التجربة اليابانية .كيف كان الدين -الشنتو -في اليابان ورغم أنه دين أسطوري بدائي كان أساس النهضة اليابانية منه أشتقت أغلب المفاهيم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية والفلسفية الحداثوية اليابانية ؟ وكيف ظلت تلك المفاهيم النهضوية حية وفاعلة في روح المجتمع الياباني الى
اليوم وبها تدهش كل العالم ؟ . وقلت لكاتب المقال .ان المشاريع الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية العربية التي لا تستلهم من البعد الحضاري العربي ومن البعد الديني الاسلامي ستظل مشاريع تهويمية خيالية مسقطة على مجتمعاتنا ولن يؤدي الا لمزيد من الاغتراب والانبتات الحضاري والاضطراب النفسي لشبابنا وناشئاتنا ومن ثم الى ضياع فرصة تاريخية أخرى أحدثتها الثورة التونسية من أجل نهضة حقيقية تعيد العرب الى التاريخ وتنأى به عن
الثقب الأسود الذي يبتلع كل من يقترب منه .

Abid_Tounsi  (United States)  |Samedi 7 Juillet 2018 à 14:07           
شكرا لباب نات على سعة الصدر و نشر لمقالات من كل ورد.

أما عن سؤال الكاتب و الذي لا أعرف توجهه، فأقول لك : ما يسمى بالإسلام السياسي حتما ليس ناطقا رسميا باسم الدين، لكن ما جرت به العادة، كل معارضي "الإسلاميين" لم يعارضوهم و لم يعادوهم إلا معاداة واهيغ منهم لقيام الدين. و الدليل، أنهم لم يمنحوا الإسلاميين فرصة و حيدة ليقيّم الشعب تجربة حكمهم، بل و ذهبوا أبعد من ذلك، فهم ينتقدون و يسبون و يشتمون "سلطان" تركيا الذي طار ببلاده في الفضاء بكل إنجازاته التاريخية و القياسية، و ذلك لا لشيء إلا لأنه
"إسلامي".

فلا تحاول يا صديقي طمس الحقيقة، و للأسف الأغلبية الساحقة لمعارضي "الإسلاميين" هم محاربون للدين.

Scorpio  (France)  |Samedi 7 Juillet 2018 à 13:56           
هذه كلمة حق أُريدَ بها باطل.السؤال الخطأ يؤدي حتما إلى استنتاجات خاطئة. لكل فرد الحق في ممارسة السياسة بالخلفية التي يريدها أكانت علمانية إلحادية شيوعية أم دينية. فكما أنك لا تمنع العلماني من ممارسة السياسة بخلفية علمانية و لا تمنع الشيوعي من ممارستها بخلفية شيوعية فلا يحق لك منع الإسلامي من ممارستها بخلفية دينية. الأصل هنا هو حرية اختيار الخلفية الأيديولوجية مع احترام القاسم المشترك و هو الدستور.

دعك من هذا فكل حرّ في اختيار قناعاته و توجهاته و لكن السؤال الذي يجب أن يطرح هو، هل يحق لإنسان مسلم أو يدعي أنه مسلم أن يضع قوانينا أو أحكاما مخالفة لأحكام الدين و أصوله أو أن يغيّب الإسلام من حياتنا و أسرتنا و تنظيم حياتنا؟

الجواب طبعا لا و لا داعي للسفسطة الزائدة.

و السلام

MOUSALIM  (Tunisia)  |Samedi 7 Juillet 2018 à 13:38           
وقلت لرب العالمييين أنا أحب الدين وقلت لرجل الدين .أنا أكره خلط الدين بالسياسة .


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female