بتركيز متحفها برادس ... صفية فرحات تعود للحياة من واجهة أعمالها الفنية

باب نات -
في فضاء مشبع بتفاصيل الماضي، حيث زوايا المكان وأروقته تحكي معمارية المدينة العتيقة بزواريبها الضيقة واتساع دواخلها المصممة بتشكيل فني معاصر يحكي جدة القديم، انتصب متحف صفية فرحات للفنون برادس، الذي أعاد لها الحياة هذا المساء في احتفالية، جمعت فيها عايشة الفيلالي آثارها لتعرضها للزائرين على جدران وزوايا طالما كانت شاهدة على مرور عاشقة النسيج والسجاد الحائطي بالمكان .
منسوجات مختلفة الأحجام والأشكال حيكت برؤية فنية يتداخل فيها التجريدي بصور من الحياة زينت قاعة العروض الكبرى بالفضاء، الذي قالت عنه عائشة الفيلالي " إنه يحمل روح صفية فرحات وعوالمها التي طالما احتفت بها ".
في حضرة المكان تتوقف كل صور المألوف لتجد نفسك في فضاء مثقل بسكينة الهدوء وعبق التاريخ حيث لاصوت إلا صوت الجمال والفن، تقول عائشة الفيلالي إنها كابدت لتحقق جزءا من أحلام الفقيدة في تأسيس متحف يجمع آثارها ونواة تحتضن جزءا من ذاكرة مهملة ظلت طي النسيان.

منسوجات مختلفة الأحجام والأشكال حيكت برؤية فنية يتداخل فيها التجريدي بصور من الحياة زينت قاعة العروض الكبرى بالفضاء، الذي قالت عنه عائشة الفيلالي " إنه يحمل روح صفية فرحات وعوالمها التي طالما احتفت بها ".
في حضرة المكان تتوقف كل صور المألوف لتجد نفسك في فضاء مثقل بسكينة الهدوء وعبق التاريخ حيث لاصوت إلا صوت الجمال والفن، تقول عائشة الفيلالي إنها كابدت لتحقق جزءا من أحلام الفقيدة في تأسيس متحف يجمع آثارها ونواة تحتضن جزءا من ذاكرة مهملة ظلت طي النسيان.
صفية فرحات التي آمنت بالفن منذ منتصف القرن الماضي وزاولت تعليمها بمدرسة الفنون الجميلة زمن الاستعمار كانت أول مديرة تتولى الاشراف على مدرسة الفنون الجميلة سنة 1966 وأسست التيار الفني المعروف بمدرسة تونس.
وعلى اختلاف تعابيرها الفنية كانت تجمع بين افرادها فكرة رئيسية هي إرساء لون فني محلي يكون ترجمة ثقافية لبناء ذات تونسية مستقلة فخورة بتراثها وجذورها جسدت صفية فرحات هذه الذات فنيا بالرجوع الى الحرف الفنية التقليدية واستخدام التقنيات والمهارات المحلية لتوظيفها في تراكيب حديثة وجسمتها بالأساس في النسيج والسجاد الحائطي فكونت رصيدا شاركت به في كل المعارض التي نظمتها مدرسة تونس داخل الوطن وخارجه.

ويبقى أهم جزء من سعيها الفني عملها على تزويق الفضاءات، فقامت مع عبد العزيز القرجي بتأسيس شركة خاصة بهذا النوع الفني وساهمت في إنشاء المجلة النسائية "فائزة "، التي أحدثتها لتأطير المرأة التونسية ولتعنى بقضاياها إبان الاستقلال.
قادت صفية فرحات أثناء اشرافها على مدرسة الفنون الجميلة اصلاحا شاملا لطرق تدريس الفن ومحتويات البرامج عبر تعاقدات قامت بها مع جامعة "السوربون" ومؤسسات تدريس الهندسة المعمارية في سويسرا، وهو ما مكنها من الارتقاء بالمؤسسة الى مستوى المؤسسة الجامعية الاكاديمية سنة 1973 وكان هاجسها الدائم الاعلاء من شأن الممارسة الفنية وخاصة محاربة "الفكرة الدونية" التي تحيط بشخصية الفنان وتقلل من اعتباره.
دخلت صفية فرحات في تجربة جديدة بعد تقاعدها المبكر لتحدث مركز الفنون الحية، النواة الأولى للمتحف الذي شهد انطلاقته اليوم الجمعة ووضعته تحت اشراف وزارة الثقافة رغبة منها في أن يكون فضاء مشعا على الفعل الفني وممارسته بتقريبه من عامة الناس وجعله مفتوحا لكل من يرغب في ممارسة أي عمل ابداعي ثقافي.

وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين، الذي أشرف على افتتاح المتحف، اعتبر المركز نافذة على الفن والثقافة، قائلا إنه " وجه من وجوه الفعل الثقافي الذي يقوم بالربط بين الأجيال وبين التعبيرات الجمالية المختلفة من أجل إعادة الاعتبار للفن والثقافة في محيط مهتز تحكمه عديد الالتباسات" .
وأوضح زين العابدين أن سياق الابداع ينجز بالتراكم والتواصل بين الأجيال والمهم، حسب رأيه، هو رتق الفجوة بين هذه المسارات لإعادة كتابة تاريخ جديد يعطي لأصحاب القيمة كل العناية والاهتمام.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 135252