هل توجد حياة سياسية في تونس ؟

<img src=http://www.babnet.net/images/1a/arp2015x3.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم الأستاذ بولبابه سالم

السياسة بماهي تدبير شؤون الناس و التنافس على خدمتهم و الالتصاق بمشاغلهم في ظل التعددية السياسية و قيم الحرية و الديمقراطية من أجل كسب ثقتهم و في نهاية المطاف خدمة البلاد و العباد غير متوفرة في تونس .

في تاريخ تونس الحديث يتفق الكثير من المؤرخين أن الشيخ عبد العزيز الثعالبي هو الذي ادخل مصطلح الفكر السياسي ضمن الحياة السياسية نهاية القرن التاسع عشر و مطلع القرن العشرين . و يظل السؤال اليوم ، هل توجد حياة سياسية في تونس ؟



بالنظر الى طبيعة الخطاب السياسي السائد اليوم و كمية الثرثرة و السجالات السياسية التي نتابعها في مختلف وسائل الاعلام يكاد المرء يخال نفسه في دولة تتنفس و تعيش سياسة .

لكن - مع بعض الاستثناءات- فإننا نشهد هذيانا ايديولوجيا مقيتا يجتر الأفكار المحنطة دونما قراءة للواقع الاجتماعي و الاقتصادي الجديد الذي تعيشه تونس في ظل تحولات اقليمية و دولية متسارعة . ان بعض الاعلاميين و السياسيين يمارسون مراهقة ايديولوجية متأخرة بعد سنوات من التصحر السياسي عاشتها البلاد في عهد النظام المخلوع . و رغم مرور 6 سنوات على الثورة فإن الخطاب لازال سطحيا متكلسا لا يخلو من مزايدات و تراشق بالاتهامات المضحكة احيانا . صحيح ان البعض يقتات من هذا الخطاب البائس كما نجد بعض الاعلاميين المرتزقة لم يستوعبوا دروس التاريخ و ثورة 17 ديسمبر ليبقوا مجرد ابواق مكلفة بمهمة تعيد الانتشار في كل مناسبة سياسية او انتخابية .
و لئن كانت هذه البرامج الاعلامية و ما يرافقها من خطاب سياسي قد لقيت رواجا بعد الثورة للاسباب التي ذكرناها فإننا نتابع اليوم عزوفا عنها نتيجة اتساع الهوة بين مشاغل الناس الاجتماعية (فقر ، بطالة ، تهميش ، حرقان ،،) و بين نخب سياسية استكرشت و ظهرت عليها علامات الثراء . لقد كشفت الفيضانات الاخيرة و مغادرة العشرات من الشركات الاجنبية لتونس و مشكلة بيتروفاك و الحوض المنجمي و الفوسفوجيبس بالمركب الكيميائي بقابس عن بؤس الطبقة السياسية حكما و معارضة ، و العاجزة امام الشعب عن ايجاد الحلول المناسبة . مازالت التيارات القومية و الاسلامية و اليسارية و الليبرالية تحيي صراعاتها القديمة مما سمح للنظام القديم باعادة التموقع من جديد . مازلنا ننتظر ان تمارس الاحزاب السياسة و تنتشر في الأرض ليرى التونسيون برامجهم الواقعية في مشاكل التنمية و التشغيل و انعاش الاقتصاد مع سياسة خارجية تراعي المصلحة العليا لتونس و شعبها ، و يجب ان تكون تلك البرامج نابعة من القراءة الموضوعية للواقع و ضمن امكانيات البلاد المعروفة لا انطلاقا من كراساتهم المهترئة .
الوضع في تونس صعب جدا و الحياة السياسية فيها بائسة ، و العلاقة بين الحالتين واضحة و جلية .
كاتب و محلل سياسي


Comments


3 de 3 commentaires pour l'article 131978

Mandhouj  (France)  |Mardi 11 Octobre 2016 à 07:55           
ثم للاجابة عن السؤال المطروح في العنوان ، نعم هناك حياة سياسية في دينامكية متجددة ، السياحة الحزبية على رأس و ساق ، من كتلة لأخرى ، الأحزاب يقانص الواحد الآخر ، كما صرح الابن العاق محسن مرزوق .. ثم هناك حياة نيابية هي أيضا في دينامكية ، تجدد ضبط الكتل كل أسبوع و تعيد توزيع المسؤوليات في كل جلسة ... آش خير من هكا ! ؟

Mandhouj  (France)  |Dimanche 9 Octobre 2016 à 20:33           
حتى تصلح السياسة يجب على الأقل نظام سياسي يدفع لتحسين الأداء : نحن في تونس حررنا دستور ، صادقنا عليه ، ثم جلسنا على أوراقه . ثم الشرط الثاني : الايمان المطلق أنه لا يمكن خدمة شؤون الناس في إطار المصلحة العامة ، و لوبيات الفساد تنشط في داخل المنظومات المنظمة ، و غير المنظمة (الموازية ).

تونس لها عاهات .. و مثلما يقول المثال : النفس نفسك و أنت طبيبها ، فين تحطها فين تصيبها : نحن اليوم في الفلسة ، في الحيط ، في البئر، أما أبواب الخروج ، لم نعرف طريقها بعد .. ربي يحل البصائر .

Mourad Jemni  (Tunisia)  |Samedi 8 Octobre 2016 à 14:24           
لم يتعرض الكاتب الى البنية الهرمية للدولة الموروثة منذ الا ستقلال و لم تعرف اعادة هيكلتها مايساعد على خدمة الشان العام في ظروف تضمن النجاعة و النجاح حينها يصبح السياسي مجبرا على تجويدادائه و الترسانة القانونية تصبح اكثر وضوحا و اقل تعقيدا حينهات صبح الشفافية و الحوكمة نتاجا منسجما مع البنية الجديدة للدولة التي يجب ان تتوزع على تقسيم جهوي مبتدع


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female