لغة التعليم في تونس - إلى متى الفرنسية عوض الإنقليزية؟

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/Tunisie-educations.jpg width=100 align=left border=0>


كريم السليتي (*)

سألت أحد أقاربي الذي أرسل ابنه لمواصلة تعليمه العالي في باريس عن أحوال دراسة ابنه، فأجابني والحيرة تملأ قسمات وجهه " للأسف موش جايب روحو! عنده عائق اللغة، هناك عدد من المواد العلمية والبحوث باللغة الإنجليزية وهو كما تعلم لا يتقن الا الفرنسية" فسألته باستغراب كيف يدرس في باريس وباللغة الإنجليزية، فأجابني "تلك هي الحقيقة المرة".





إذا كان هذا حال عدد من المعاهد العليا والجامعات الفرنسية في اختصاصات المال والأعمال وبعض الاختصاصات الهندسية والمعلوماتية وقد تحولت من التدريس باللغة الفرنسية إلى اللغة الإنجليزية في عقر دار "موليير"، فلماذا تصر تونس البلد المتفتح على العالم على مواصلة تدريس جميع المواد تقريبا بالفرنسية في المرحلة الثانوية والتعليم العالي؟
لماذا هذا العبث بمستقبل أبنائنا وبالمستقبل العلمي لتونس؟ لماذا نتشدق بأننا بلد قوي بكفاءته وبلد ذو منزلة ثقافية وعلمية مرموقة في حين أن الجمود والتكلس ورفض التغيير إلى الأفضل يملأ عقليتنا.

لماذا نجد جامعات غانا وكينيا وعين شمس وبير زيت في مراتب متقدمة في ترتيب أفضل الجامعات في العالم ولا نجد أي جامعة تونسية؟
لماذا عدد المنشورات العلمية في المجلات المصنفة وبراءات الاختراع لدولة الكويت والجمهورية اللبنانية أكثر بعشرات الأضعاف مما لدينا؟

لماذا نجد عشرات آلاف الموظفين الأردنيين والمصريين والسوريين يعملون في مناصب عليا في دول الخليج والمنظمات الدولية وكبريات الشركات متعددة الجنسيات في حين أن أعدد موظفينا بها بسيط جدا بل في بعض الأحيان يعد على الأصابع؟

نحن في تونس نقولها وبكل فخر: لا ينقصنا الذكاء ولا تنقصنا المعرفة ولا تنقصنا الكفاءة العلمية لكن تنقصنا القدرة على التواصل الفعال بلغة العالم وبلغة العلم والمعرفة. هذه حقيقة علينا أن نعيها جيدا ونستوعبها ونتوحد لإيجاد حل لها.

ما يثير الاستغراب حقيقة في تونس هو صمت الأولياء وقبولهم بمنظومة تعليمية تعتمد أساسا على اللغة الفرنسية وهي مع احترامي لكل الناطقين بها، لغة في نزول متواصل، لغة انحدرت من "العالمية" إلى "المحلية"، فهي تستعمل حصريا في فرنسا وأجزاء من بلجيكا وسويسرا وكندا و كذلك في بعض البلدان الإفريقية الفقيرة مثل تشاد ومالي والسنيغال.

و من غرائب الأمور في تونس أن تجد بعض الأولياء - الذين ربما يعانون مركب نقص من إتقان اللغة الفرنسية بطلاقة، أو عقد السيد الأبيض الفرنسي الأنيق - تجدهم يتحدثون مع أبنائهم منذ الولادة بالفرنسية ويسعون لإدخالهم لمدارس فرنسية، ولا يشاهدون إلا القنوات الفرنسية ولا يستمعون إلا إلى الإذاعات الفرنسية. والنتيجة في الأخير تلميذ أو طالب منقطع عن واقعه وعن العالم من حوله، حيث أنه لا يراه إلا من المنظور الفرنسي الذي يعادي الاختلاف ولا يقبل بتعدد الثقافات ويؤمن بالوصاية والأبوية (Paternism). والسؤال الموجه لهم هل العالم بعد عشرين سنة سيكون مثل العالم اليوم؟ والذكي من يستقرأ المستقبل ويعد الأجيال لذلك.

ألا يعلم التونسيون أن المنظومة التعليمية الفرنسية ليست موجودة ضمن أفضل عشر منظومات تعليمية في العالم ويمكنكم الاطلاع على هذا التصنيف كما أنها ليست أيضا ضمن افضل عشرين منظومة تعليمية في العالم حسب تصنيف آخر. فلماذا هذا الإصرار على تحطيم أمال ومستقبل أبنائنا بمنظومة تعليمية اعترف الفرنسيون أنفسهم بفشلها ويحاولون جاهدا ترقيعها.
أليس من الأولى الضغط الجماعي للتونسيين والتونسيات لتغيير المناهج التعليمية الحالية، لضمان مستقبل أبنائهم وبناتهم.

Photo Credits Edupronet

إن كنتم تنتظرون أن تبادر الدولة أو الطبقة السياسية بذلك فهذا من المستحيلات. أنظروا إلى أغلب السياسيين وعموم المسؤولين الإداريين هل يتقنون اللغة الإنجليزية؟ هل يحتاجون إلى اللغة الإنجليزية؟ هل هم واعون بأهمية التعليم باللغة الإنجليزية؟ الإجابة عموما "لا". بل على العكس فإن اللغة الفرنسية تمثل لهم منطقة رفاهية “Comfort Zone” ولا أحد يريد الخروج منها.

هل رأيتم وزيرا أو مديرا عاما أو حزبا سياسيا أو حتى نائبا في البرلمان يعد بتغيير المنظومة التعليمية والخروج بها من تحت العباءة الفرنسية السوداء إلى الانفتاح على العالمية؟ هل وعدكم حزب سياسي واحد بأنه سيغير لغة التدريس من الفرنسية إلى الإنجليزية لإدخال تونس إلى القرن الواحد والعشرين حقيقة؟

لماذا هذا الخوف من التغيير نحو الأفضل نحو العالمية نحو العلم نحو الانعتاق من براثن فرنسا واستعمارها الثقافي والاقتصادي؟ لماذا لا نريد مستقبلا مشرقا لأبنائنا وبناتنا لا تكون فيه اللغة الإنجليزية حاجزا أمامهم نحو البحث والتطوير والتجديد والعالمية و التميز؟

إن الاستثمار في تعليم تلاميذنا وطلبتنا باللغة الفرنسية هو استثمار فاشل ومحدود الإمكانيات والنتائج، واذا كان الاقتصاد التونسي يتطلب اللغة الفرنسية الآن فقد لا يحتاجها البتة خلال عشرين عاما. لذلك على الأولياء وخاصة أولئك الذين يُدجنون أباءهم تدجينا لتعلم الفرنسية أن يعوا أن العالم يتغير وأن العلم والمعرفة والبحث والتطور وضمان المستقبل يكون بإتقان لغة العلم والمعرفة.

إن بناء مستقبل تونس العلمي يكون بتنشئة الأجيال على التشبع بلغتهم العربية أولا، ثم فتح أفاق العالم أمامهم بتمكينهم من التعلم و التواصل باللغة الإنجليزية مع تربيتهم على النزاهة وحب الاطلاع والبحث وعدم الركون للمسلمات لاسيما إذا كانت موروثة عن المستعمر. لذلك على كل التونسيين و التونسيات و كل الجهات الفاعلة في البلاد أن تكون واعية بخطورة هذا التحدي. فإما أن نبقى دويلة صغيرة بلا علم و لا معرفة و لا مستقبل، يتعلم فيه أبناءنا فتات ما تجود به علينا فرنسا من مواد مُترجمة، وإما أن نبدأ بالتغيير تدريجيا نحو العالمية والأخذ بنواصي العلم و المعرفة و نرسم مستقبلا مشرقا لأبنائنا و بناتنا تكون أفاق العلم و البحث و التميز أمامهم مفتوحة يؤثرون و يتأثرون.

كاتب و باحث تونسي


Comments


26 de 26 commentaires pour l'article 131523

Fethi Mnasri  (Tunisia)  |Samedi 1 Octobre 2016 à 00:02           
والله المسالة لا تستحق جهد و لا عناء في التفكير ...نحن عندنا نخبة متعفنة و متغلغلة في مفاصل الدولة و مراكز صنع قرارها لهم ولاء للمستعمر الفرنسي اكثر مما لهم ولاء لتونس و هم اصلا يفتقرون للكفاءة و المهارة و لا "ماعون صنعة غير تذيلهم للمستعمر الفرنسي ...والله لقد صرنا مسخرة بين البلدان جراء هذا الاصرار على الركض نحو المجهول ...حتى دول افريقيا السمراء اصبحو يتحرجون من اللغة الفرنسية و استبدلوها بلغة العلم و العصر و هي الانجليزية ...صرنا غرباء في
بلادنا من جراء كمشة من ذيول المستعمر يتلاعبون بمستقل فلذات اكبادنا ....يا اخي انتم فقط قومو بتجربة و هي تخيير التلاميذ بين دراسة المواد العلمية بالفرنسية او بالانجليزية و حاسبني اذاوجدت اكثر من اولاد الصبايحية مصرين على الفرنسية .. بعد الثورة مباشرة قدم العالم احمد زويل و قدم هاته النصيحة في قصر قرطاج لكن ..... لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي

Balkees  (United Arab Emirates)  |Jeudi 29 Septembre 2016 à 05:54           
سأدلي بشهادة حية من صميم الواقع .. كلّ التّونسيين الذين أعرفهم شخصيّا و الذين يشغلون مناصب مرموقة في الخليج أو في أوروبا .. يتقنون اللغة الانجليزية و يتحدّثونها بطلاقة .. وهم بالطّبع أقلّية ,,كان من الممكن أن يكون العدد أكبر لو توفّرت اللّغة للبعض الاخر!!
سألني زميل قديم ..طبيب اختصاص.. هل هناك فرص ؟؟ فقلت طبعا .. .. فمهمه و أجاب : ولكنّ اللّغة ...وضلّ الكلام معلّقا!!!
احدى معارفي .. سألتها زميلتها الباكستانية .. اذن أخبريني ..الى أي مدى كانت اللغة الفرنسية مفيدة بالنسبة لك؟؟؟ فاجابتها بمرارة : لا شيء!!
في الخليج تدرّس الفرنسية في بعض المدارس الخاصّة .. احتجّ الاولياء و طالبوا بشطبها عن المقرّر .. لانّ أبناءهم لن يستعملوها أبدا خلال حياتهم !! و هي عبء ثقيل عليهم!!1

Gadhgadhiridha  (Canada)  |Jeudi 29 Septembre 2016 à 00:51 | Par           
مقال ممتاز و ليت الآباء يستفيقوا في أسرع وقت من سباتهم لإنقاض ابنائهم من هذه المصيبة. حتى في كندا و خاصة مونتريال, التي تعتبر ثاني أكبر مدينة فرنسية في العالم بعد باريس، يجد أغلب المهاجرين المغاربة صعوبة كبيرة في الحصول على عمل لعدم اتقانهم لغة العمل و هي الانقليزية. فتجد اغلبهم يعيشون على المساعدات الاجتماعية من الدولة و هو ما ادى الى تنقيح قوانين الهجرة للحد من استقطاب مهاجرين جدد من المغرب العربي لانهم اصبحوا عبء عليهم و غير قادرين على الاندماج في سوق الشغل. كما قال صاحب المقال، لا تترقبوا شيئا من الدولة التونسية، فمن المستحيل بأن يبادروا الساسة بهذه الفكرة الرائعة من تلقاء انفسهم لانهم لا يتقنون الانقليزية و لا تعنيهم واغلبهم عبيد عند بلد المستعمر فرنسا. فلذا يجب على كل الاولياء بل على كل التونسيون و التونسيات ان يتحدوا و يضغطوا على الدولة للمرور الى التطبيق و بسرعة لأننا ضعنا و اطفالنا في تجهيل مستمر. الى الأخ كريم: نقاشك لهذا الموضون فكرة رائعة جدا و تطرقك هادف جدا. لذلك أدعوك بكل لطف أن تنشئ موقع واب خاص لهذه الفكرة الممتازة و أنا من أول الداعمين إن شاء الله لك سواء بالمال و بالتقنية تبرع تقني. ان طرح هذه الفكرة في موقع خاص بها مندمج مع مواقع التواصل الاجتماعي يعطي لهذة الفكرة قيمة أكبر و يمكن تطبيقها امر واقع. يمكن ايضا لكل الاخوة في الداخل و الخارج اثراء الموقع بشهادات حية و تجارب واقعية تدفع بضرورة ملحة الي التفكير عمليا في المرور الى استعمال اللغة الانقليزية و لو كلف حتى استعمال المدارس الخاصة لان الفرنسية اصبحت لغة عقيمة لا تغني و لا تسمن من جوع. و الله الموفق

Gadhgadhiridha  (Canada)  |Jeudi 29 Septembre 2016 à 00:51 | Par           
مقال ممتاز و ليت الآباء يستفيقوا في أسرع وقت من سباتهم لإنقاض ابنائهم من هذه المصيبة. حتى في كندا و خاصة مونتريال, التي تعتبر ثاني أكبر مدينة فرنسية في العالم بعد باريس، يجد أغلب المهاجرين المغاربة صعوبة كبيرة في الحصول على عمل لعدم اتقانهم لغة العمل و هي الانقليزية. فتجد اغلبهم يعيشون على المساعدات الاجتماعية من الدولة و هو ما ادى الى تنقيح قوانين الهجرة للحد من استقطاب مهاجرين جدد من المغرب العربي لانهم اصبحوا عبء عليهم و غير قادرين على الاندماج في سوق الشغل. كما قال صاحب المقال، لا تترقبوا شيئا من الدولة التونسية، فمن المستحيل بأن يبادروا الساسة بهذه الفكرة الرائعة من تلقاء انفسهم لانهم لا يتقنون الانقليزية و لا تعنيهم واغلبهم عبيد عند بلد المستعمر فرنسا. فلذا يجب على كل الاولياء بل على كل التونسيون و التونسيات ان يتحدوا و يضغطوا على الدولة للمرور الى التطبيق و بسرعة لأننا ضعنا و اطفالنا في تجهيل مستمر. الى الأخ كريم: نقاشك لهذا الموضون فكرة رائعة جدا و تطرقك هادف جدا. لذلك أدعوك بكل لطف أن تنشئ موقع واب خاص لهذه الفكرة الممتازة و أنا من أول الداعمين إن شاء الله لك سواء بالمال و بالتقنية تبرع تقني. ان طرح هذه الفكرة في موقع خاص بها مندمج مع مواقع التواصل الاجتماعي يعطي لهذة الفكرة قيمة أكبر و يمكن تطبيقها امر واقع. يمكن ايضا لكل الاخوة في الداخل و الخارج اثراء الموقع بشهادات حية و تجارب واقعية تدفع بضرورة ملحة الي التفكير عمليا في المرور الى استعمال اللغة الانقليزية و لو كلف حتى استعمال المدارس الخاصة لان الفرنسية اصبحت لغة عقيمة لا تغني و لا تسمن من جوع. و الله الموفق

Abbes  (Tunisia)  |Mercredi 28 Septembre 2016 à 16:44           
Aziz Naceeur (Qatar) |Mercredi 28 Septembre 2016 à 13h 56m | Historique de Aziz Naceeur
اللغة الفرنسية هي لغة المستعمر وتدريس هذه اللغة في تونس كلغة أساسية هو من إملاءات المستعمر الفرنسي الذي لا يزال يحكم في خيارات تونس الثقافية والتعليمية ويتحكّم في خيراتها من خلال عملائه ووكلائه في تونس وسيستمر تعليم اللغة الفرنسية في تونس حتي نتحرر من الاستعمار والاستحمار و يحكمنا أحرار ليس لهم ولاء سوى للوطن ولمصلحة الوطن
إنه لمن الغباء أن نعلّم أبناءنا في تونس اللغة الفرنسية التي لن تفيدهم في مستقبلهم المهني على الصعيد الدولي أي شيء بينما تعلّم فرنسا أبناءها لغة العلوم العالمية الأنجليزية
أن أوّل إصلاح للتعليم يبدء بإستبدال اللغة الفرنسية باللغة العربية كلغة أساسية ثمّ اللغة الأنجليزية كلغة ثانية والإستغناء نهائيا عن تعليم اللغة الفرنسية لأنه لا فائدة في حشو أدمغة أبنائنا بتعليم اللغات التي لا تفيدهم في مستقبلهم .
Alerter warning
Rating:10

Kerker  (France)  |Mercredi 28 Septembre 2016 à 14:56           
لكلّ لغة أهلها فعلينا أن نكون أهلا للغتنا العربية الّتي تستوجب النّظر لتطوير لغة العلوم الصحيحة على قاعدة كي تواكب عصرها. كما علينا أن نعلّم جميع لغات العالم لأبناءنا ممّن يكون لهم شأن في رصد الأسواق العالمية و جمع المعلومات الصحيحة في كلّ الميادين و الإحاطة بجميع الإحتمالات المستقبلية العالمية . هكذا تكون لنا مكانة و تجارة ناجحة في كلّ دول العالم . و هذا يستوجب نظرة جديدة و قيادة واعية و سياسة رشيدة. بإمكاننا أن ندخل كلّ يوم الملايين من
الدّولار أو اليورو لخزائن الدّولة.

Nasehlelleh  (Tunisia)  |Mercredi 28 Septembre 2016 à 14:46           
وهل اتقنا لغتنا الاولى حتى نناقش اولوية اللغة الثانية في بلدنا...طبعا لا والدليل انا متاكد بل واراهن مع انجب طلابنا في الاداب حتى لا اقول اساتذتنا ان يفسروا وبدون منجد هذا الصدر من احد الابيات للمتنبي لَأمَةٌ فاضَةٌ أَضاةٌ دِلاصٌ ...

Kerker  (France)  |Mercredi 28 Septembre 2016 à 14:28           
لكلّ لغة أهلها فعلينا أن نكون أهلا للغتنا العربية الّتي تستوجب النّظر لتطوير لغة العلوم الصحيحة على قاعدة كي تواكب عصرها. كما علينا أن نعلّم جميع اللّغات في العالم لأبناءنا ممّن يكون لهم شأن في رصد الأسواق العالمية و جمع المعلومات الصحيحة في كلّ الميادين و الإحاطة بجميع الإحتمالات المستقبلية العالمية . هكذا يكون لنا مكانة و تجارة ناجة في كلّ دول العالم . و هذا يستوجب نظرة جديدة و قيادة واعية و سياسة رشيدة.

Aziz Naceeur  (Qatar)  |Mercredi 28 Septembre 2016 à 13:56           
اللغة الفرنسية هي لغة المستعمر وتدريس هذه اللغة في تونس كلغة أساسية هو من إملاءات المستعمر الفرنسي الذي لا يزال يحكم في خيارات تونس الثقافية والتعليمية ويتحكّم في خيراتها من خلال عملائه ووكلائه في تونس وسيستمر تعليم اللغة الفرنسية في تونس حتي نتحرر من الاستعمار والاستحمار و يحكمنا أحرار ليس لهم ولاء سوى للوطن ولمصلحة الوطن
إنه لمن الغباء أن نعلّم أبناءنا في تونس اللغة الفرنسية التي لن تفيدهم في مستقبلهم المهني على الصعيد الدولي أي شيء بينما تعلّم فرنسا أبناءها لغة العلوم العالمية الأنجليزية
أن أوّل إصلاح للتعليم يبدء بإستبدال اللغة الفرنسية باللغة العربية كلغة أساسية ثمّ اللغة الأنجليزية كلغة ثانية والإستغناء نهائيا عن تعليم اللغة الفرنسية لأنه لا فائدة في حشو أدمغة أبنائنا بتعليم اللغات التي لا تفيدهم في مستقبلهم .

Langdevip  (France)  |Mercredi 28 Septembre 2016 à 13:28           
أحسن تعليق ليوم الاربعاء إلي يستاهل 10/10

THEMIRROR


TheMirror  (Tunisia)  |Mercredi 28 Septembre 2016 à 13:13           
التونسي شخص لا لغة له

عندما أستمع إلى إذاعة أو تلفزة، أشعر بالتقزز من اللغة المستعملة في هذه الوسائل الإعلامية
المواطن التونسي هو شخص لا لغة له، و من لا لغة له، لا هوية له ،و من لا هوية له فهو حيوان ناطق
و حتى أكون أكثر وضوحا، أقول بأن المواطن التونسي عاجز على تكوين جملة باللغة العربية، و عاجز على تكوين جملة باللغة الفرنسية، إذ هو ينطق بخليط ركيك و مستهجن من هاتين اللغتين
و من خلال تجربتي الشخصية، أقول بأن في كتابة العلوم على سبيل المثال، تأتي اللغة العربية في المرتبة الأولى، تليها اللغة الانكليزية، فلماذا إذًا التشبث بالفرنسية في مدارسنا؟
أُنْهِي تدخلي بالتذكير أنه في القرن الثامن، كانت العربية هي اللغة المستعملة في نشر الاكتشافات العلمية، تماما كما هو الحال الآن للانكليزية، وكان الباحثون الفرس، مجبرون على ترجمة نصوصهم العلمية من الفارسية للعربية بغية نشرها
و في الختام، أقول لبني وطني، تكلموا عربية و ارفعوا رؤوسكم، فإنكم تتكلمون لغة القرآن

Omar Al-Fakhfekh  (Tunisia)  |Mercredi 28 Septembre 2016 à 12:18           
اصلا حتى الترويج للسياحة التونسية تأثر كتيرا من الدعايات اللتي تحصل باللغة الفرنسية، جعلت تعبنا لا يجتاز 3 دول فقط

Kamelwww  (France)  |Mercredi 28 Septembre 2016 à 11:26           
مقال ممتاز يا أستاذ كريم، وكنت أنتظره من زمان. أنا شخصيا أستاذ لغة فرنسية في فرنسا، وأوافقك على كل ما قلته. فعلا، هنا كل الأبحاث العلمية الهامة وكل المدارس العليا ذات الشأن أصبحت تدرس بالإنقليزية.
الجميع يعلم أن لغة العلم أصبحت الإنقليزية منذ أكثر من نصف قرن، ونحن في تونس والمغرب العربي مازلنا متشبثين بالفرنسية، لأن كل من يحكموننا ثقافتهم فرنسية ولا يفقهون شيئا من لغة شكسبير.
نحن نعيش فضيحة ما بعدها فضيحة، لا نحن اهتممنا بلغتنا العربية الرائعة ولا نحن اهتممنا بلغة العلم وهي الإنقليزية... بقينا مثل الذي يجلس بين مقعدين.
الإنتقال إلى التركيز على اللغة الإنقليزية بدل الفرسية أصبح أمرا عاجلا بل حارقا. أفيقوا أيها السياسييون الجهلة وانظروا حولكم، فالعالم يتغير وأنتم في سبات عميق. وشكرا مرة أخرى للأستاذ السليتي على المقال الرائع.

Balkees  (United Arab Emirates)  |Mercredi 28 Septembre 2016 à 11:21           
و بالعودة الى حلّ ّ الهجرة و العمل بالخارج أو حتّى التّشغيل عن بعد باستخدام التقنيات الحديثة: الخيار يبقى محدودا جدّا بحكم اللّغة !! ففرنسا مستعمرتنا القديمة و ملهمة مناهجنا لا تقبل تشغيل أولادنا بتعليمهم الفرنكوفوني التونسي .. بل انضر طوابير الانتضار في السّفارة الفرنسية وعدد الجوازات المرفوضة ..بل انّ شباب فرنسا ذاتها يعانون البطالة ..مالحلّ الاخر .. قد تكون كندا بولايتيها الصغيرتين الفرنكوفونيتين ..اللتان تعتبران من أفقر الولايات الكندية و
الاقل فرصا للنجاح!!

Balkees  (United Arab Emirates)  |Mercredi 28 Septembre 2016 à 11:16           
كان التعليم في تونس من أجود أنظمة التّعليم في الدّول العربية و لا أقول في العالم ..الاّ أنّه بدأ بالتّدهور من سنة الى أخرى الى أن وصل الحال الى ما هو عليه اليوم! باستثناء الطّبّ والهندسة .. الباقي في انحطاط مستمرّ !!! فالتلميذ بمستوى باكالوريا –مستوى جيد جدّا- لا يستطيع أن يتكلّم العربية باسترسال لمدّة 5 دقائق و لا حتّى الفرنسية .. واسأله أي سؤال عن موضوع (تاريخ/جغرافيا..) كان قد درسه خلال السّنة الماضية ..لن تجد الاجابة!!!! اسأله عن عدد الكتب
التي طالعها خلال ال6 سنوات الماضية .. ستفاجأ !!! ابحث عن المهارات التي ي/تعرفها غير الغناء/ كرة قدم/لعب الورق/مسلسلات/فاسبوك .. لا شيء! وقد ينطبق الشيء نفسه على بعض الاساتذة –الجدد خاصة ولا أريد أن أعمّم !!
و بالعودة الى المناهج .. لا أفهم شخصيا لم الاعتماد الكلّي على اللّغة الفرنسية ..ألم يحن الوقت لنستقلّ تعليميّا ..ألم يأن الاوان لنكسر حاجز اللغة الذي يفصلنا عن العالم الخارجي ؟؟؟ المعروف و الواضح أنّ لغة العلم و الاعمال والاقتصاد أصبحت الانجليزية و بامتياز يكفي أن 3 مليار يتكلّمونها و يتعاملون بها .. أمّا اللّغة الفرنسية فأصبحت لغة صالونات .. يتكلّمها الفرنسيون و مواطني دول كانت مستعمرات لفرنسا و لا يزالون تحت خطّ الفقر وليس لهم أيّ وزن اقتصادي
أو علمي ..مالجدوى من التشبث بهذه اللغة وجعلها لغة للعلوم التى تدرس في الثانوي و التعليم العالي ؟؟ مع أنّ معضم المراجع بالانجليزية !!!
فبحيث .. تغيير المناهج ورسكلة الأساتذة و المعلمين ضرورة قصوى تعادل في أهميتها الخبز و الماء ... ولا يجب أن توضع رهينة لتحسّن الاوضاع و الضروف فكما يقول برنارد شو: "يلوم الناس ظروفهم على ما هم فيه من حال، لكنني لا أؤمن بالظروف، فالناجحون في هذه الدنيا أناس بحثوا عن الظروف التي يريدونها، وحينما لم يجدوها صنعوها بأنفسهم».
لا تستطيع أن تبررّ اعتمادنا للغة الفرنسية كلغة علوم (رياضيات..فيزيا..علوم..) بتعلّة التخاطب مع دول المغرب و الجزائر ..مالمصلحة في ذلك ؟؟ !!!نستطيع أن نبقيها كمادة من المواد فلتسمّها "الادب الفرنسي" أخذا بخاطر الجيران و التاريخ!!
اليوم لدينا مليون بطّال من خرّيجي الجامعات بدون شغل !! شيء يدعو للفخر والحزن في نفس الوقت ..الفخر لانّ الدّولة حقّقت نجاحا باهرا في تعليم الاجيال حتّى وصلنا الى هذا العدد من خرّيجي الجامعات , و الحزن لانّ 90 % من هؤلاء ليسوا أكفاء بحسب المعايير العالمية ..وشهاداتهم ليست عملية أو ذات اختصاص محدد
.

Raisonnable  (Saudi Arabia)  |Mercredi 28 Septembre 2016 à 10:48           
@ Comet كلامك غير صحيح كل أستاذ خاصة في المواد العلمية و قد يكون ذلك صحيحا حتي في المواد الإجتماعية، و الله و هذا بالتجربة بعد 3 أشهر علي أقصي تقدير من بداية التدريس سسيجد المدرس بعدها تدريجيا سلاسة في التدريس هذا بالنسبة للي ما عندوش خلفية أنجليزية جيدة لأنو من يتقن الفرنسية قابل أن يتقن الإنجليزية بسهولة و لا تحتاج تدريب. أغلب التوانسة اللي يدرسو في الخليج و كثير منهم بالإنجليزية يقلك ما كنتش نتصور روحي في أقل من عام انجلجل بالإنجليزية. العائق
نفسي و محيطي . و اللي شادين في الفرنسية انقوللهم راجعو رواحكم فهذه اللغة ماتت علميا و لن ننهض إلا بالعلم و العربية أثري و أفضل من الفرنسية و لكن قلوبنا عمياء

Raisonnable  (Saudi Arabia)  |Mercredi 28 Septembre 2016 à 10:40           
شكرا أستاذ كريم على هذا المقال الممتاز، لقد أثلجت صدري و الله. سأضيف بعض الحقائق لما تكرمت به لتعرف أن الفرنسيين دمرونا وقضو على تفوقنا و تقدمنا. ما حصل معي في رسالة الدكتوراه في فرنسا أحدث لي رجة بقوة 7 على سلم رشتر. في أول جلسة لمختبر البحوث اللذي أنجزت فيه أطروحتي طلب مني المشرف أن أعد حوصلة على برنامج العمل باللغة الإنجليزية، فقلت له بعفوية أنا في فرنسا و كل أعضاء المختبر فرنسيين و احنا في تونس عرب و نقدم أبحاثنا و نناقشها بالفرنسية. فأجابني
بأن ذلك صحيح و لكن في قبل منتصف الثمانينات. فلغة العلم هي الإنقليزية ؟؟؟ صدمت و أعددت نفسي لذلك و قال لا تتحدث بالأمر خارج المختبر فالجامعة قد تحتج ؟؟؟ وطلب مني أن أكتب الأبحاث للنشر بالطبع باللغة الإنجليزية. فعرفت حينها أننا ذهبنا ضحية تبعيتنا العمياء للمستعمر اللذي يريد لنا أن نبقي في سلم ما قبل الثمانينات. و عندما عدت إلى تونس و حاولت قصار جهدي أن أغير بعض المقررات العلمية للإنجليزية كادو يفتكون بي و كأني قتلتلهم بوهم. الصدمة الثانية، ذهبت
هذه الصائفة لمِؤتمر علمي في ألمانيا و كان بعض التونسيين و الفرنسيين من المشاركين، كل الفرنسيين قدموا مداخلاتهم بالإنجليزية و بسلاسة و كان التونسيين مسخرة في النطق و التقديم حتي أن نصف الكلام فرنسي و مختلط،،، ههه أحد الطلبة التونسيين قدم مع مشرفه الفرنسي فطلب المشرف من الطالب تقديم المداخلة بالإنجليزي فرفض الطالب لأنه لا يجيدها البتة و هو ما أغضب الطالب و شعر بالخيبة و الإحباط و قالي بالحرف الواد الفرنسيس عاملينا مسخرة أحنا شادين في لغتهم أكثر
منهم و هوما عارفينها حدها الإقزاقون l'hexagone
. في المقابل قدم المشرف مداخلته بالإنجليزية و بكل طلاقة. هذا قليل من كثير.... و لكن أتمني علي التونسيين أن يستفيقو حتي متأخر لأنو الفوت فات و رانا ماشيين للهاوية.
و انت سيدتك تتحدث علي الجامعات السعودية مصنفة أولي عربيا نقلك إلي أغلبها تونسا و أنا منهم مقهورين من السيستام في تونس النتفرنس المتخلف البائد

Comet  ()  |Mercredi 28 Septembre 2016 à 10:24           
الفكرة جيدة وتستحق الدرس والإهتمام، لكن الدولة عاجزة، الآن، عن تطبيقها. فنحن لا نملك مايكفي من معلمين وأساتذة لتعميم الإنجليزية، وخاصة لتدريس العلوم والإعلامية بها. كما أن الدولة غير قادرة على إنتداب أجانب وتسديد أجورهم بالعملة الصعبة. ربما يكون الحل تدريجيا، وسيتطلب ذلك وقتا طويلا. ثم إن الدولة مطالبة بالإصلاح والتشغيل والتأطير معا؛ وهذا كثير، والإمكانيات ضعيفة. المسألة معقدة، لكن لو توفرت الإرادة والجرأة فستكون ممكنة، وسيجني ثمارها الجيل
القادم. أتمنى التوفيق للجميع

Slimene  (France)  |Mercredi 28 Septembre 2016 à 09:53           
@Souh Angelo.Tu te trempes dans tes analyses.La France posséde le plus grand nombre de prix Nobel de littérature.Quand aux prix Nobel en sciences,les français qui en avaient hérités,ils ont tous fait leurs études en français et rares sont parmi eux qui parlent correctement l'anglais.

Belfahem  (Tunisia)  |Mercredi 28 Septembre 2016 à 09:44           
من أستعان بهذا المثال لفتح حرب على أستعمال اللغة الفرنسية و تعويضها باللغة ألنجليزية أريد أسوق وبلطف أن اللغة الفرنسية كانت وستبقى اللغة الثانية بعد العربية في تونس وكل مؤسساتنا تتعامل بهاته اللغة وجل التونسيين الكبار --خاصة- في كل المواقع هي اقرب للتخاطب والتعامل معها فقط يبقى ألأثراء وألأنفتاح على ألأنقليزية مطلوب -علينا وفي خضم ألأصلاح التربوي أن نهتم بألأثنين لعلنا نبني لجيل مستقبلي يحسن أستعمال اللغات على أسس قوية تدريسا وتقييما وأختبارا
تكون سلاحهم وزادهم المعرفي

RESA67  (France)  |Mercredi 28 Septembre 2016 à 09:34           
Non pas l'anglais à la place du français. L'anglais en plus du français. N'oublions pas que nous sommes Africains et que beaucoup de pays africains sont francophones.

Samsoum1000  (Italy)  |Mercredi 28 Septembre 2016 à 09:25           
واقع مرير في تلك البلاد

Radhbe  (France)  |Mercredi 28 Septembre 2016 à 09:12           
A great suggestion .Thank you

Cosmotunisien  ()  |Mercredi 28 Septembre 2016 à 08:22           
الى يوم الاستقلال ان شاء الله

VERITE2012  (Tunisia)  |Mercredi 28 Septembre 2016 à 08:08 | Par           
حقيقة هذا احسن مقال هادف عندكم سنين..جلول يحب الإصلاح هاو كيفا يبدى الاصلاح موش زيد ساعة نقص ساعة و شعباوية فارغة

Ra7ala  (Saudi Arabia)  |Mercredi 28 Septembre 2016 à 07:40           
الحقيقة المرة هي أن الأمم لا تنهض بلغات غيرها من الأمم بل بلغتها الأصلية، الأمة اللإسلامية العربية صنعت الحضارة بلغتها العربية وقامت بتعريب كتب العلماء الأعاجم (غير العرب) فأصبحت رائدة في عصرها، كذلك فعلت أروبا قامت بترجمة كتب العلوم العربية للغات بلدانها لتبني حضاراتها.
لا يوجد لغة واحدة للعلم فكل اللغات تصلح للعلم والتعلم لكن قيمة تعلم لغات الغير لتستطيع أن تتعلم منهم وتتعامل معهم


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female