"حوار الأوتار 2" لكمال الفرجاني على ركح مهرجان الحمامات: تحية لروح وناس خليجان وجسر ثقافي بين الشرق والغرب

### "حوار الأوتار 2" على ركح مهرجان الحمامات: تحية وفاء لروح وناس خليجان وجسر موسيقي بين الشرق والغرب
في ليلة وفاءٍ وجمالٍ فني استثنائي، شهد ركح مهرجان الحمامات الدولي مساء 22 جويلية 2025 عرضًا موسيقيًا أوركستراليًا بعنوان "حوار الأوتار 2"، حمل توقيع المايسترو كمال الفرجاني، في تحية رمزية إلى روح الفنان الراحل وناس خليجان، رفيق دربه الفني، الذي وافته المنية في مثل هذا التاريخ من السنة الماضية (22 جويلية 2024).
في ليلة وفاءٍ وجمالٍ فني استثنائي، شهد ركح مهرجان الحمامات الدولي مساء 22 جويلية 2025 عرضًا موسيقيًا أوركستراليًا بعنوان "حوار الأوتار 2"، حمل توقيع المايسترو كمال الفرجاني، في تحية رمزية إلى روح الفنان الراحل وناس خليجان، رفيق دربه الفني، الذي وافته المنية في مثل هذا التاريخ من السنة الماضية (22 جويلية 2024).
ويأتي هذا العرض ضمن فعاليات الدورة 59 لمهرجان الحمامات، تحت شعار "نبض متواصل"، ليؤكد مكانة المشروع كأحد أبرز التجارب الموسيقية المعاصرة التي تؤسّس لتلاقٍ حضاري بين الشرق والغرب، وتحتفي بروح الابتكار والانتماء الإنساني.
تحية وثائقية وصوتية لروح الفقيد وناس خليجان
استُهلّت السهرة بعرض فيلم وثائقي قصير استعرض محطات من حياة الفنان الراحل وناس خليجان، متضمّنًا شهادات حيّة من رفاقه ومقاطع من أعماله الموسيقية. وفي لمسة مؤثرة، قدّم الفنان هيثم الحضيري أغنية "البستان"، من ألحان الراحل، بمرافقة مهدي الطرابلسي (بيانو) وشوقي كفاية (كنترباص)، في لحظة غلب عليها الحنين والاعتراف بالعطاء.
مشروع فني عابر للثقافات والحدود
يرتكز عرض "حوار الأوتار 2"، الذي يعود بجذوره إلى نسخة أولى قُدّمت سنة 2006، على رؤية فنية تجديدية، تقوم على مزج الأسلوب الأوركسترالي الغربي بالهوية الموسيقية الشرقية، من خلال توزيعات موسيقية مبتكرة لأعمال من تونس، الجزائر، فلسطين، مصر، المغرب، لبنان، فرنسا، إيطاليا، إسبانيا والنمسا.تنوّع البرنامج بين المقطوعات الآلية والأغاني، حيث أعيد توزيع أعمال تراثية وعالمية بصياغات عربية، كتب كلماتها الشاعران آدم فتحي وخالد الوغلاني، إلى جانب مقطوعات من تأليف كمال الفرجاني، وناس خليجان، سليم دمق وبثينة نابولي.
أوركسترا تشتغل كفرقة مسرحية وصوت بشري في قلب العمل
تميّز العرض بتوزيع موسيقي دقيق، شبيه بـالدراما المسرحية، حيث لم تتقاسم الآلات اللحن التقليدي، بل أدّت أدوارًا درامية مستقلة، تتنقل بين الإيقاع والارتجال والصمت، ضمن إخراج سمعي متكامل.وأكد كمال الفرجاني خلال الندوة الصحفية الموالية للعرض أن "الصوت البشري هو آلة هوائية ساحرة، لا تضاهيها أية آلة موسيقية"، وأنه اختار أصواتًا من أجيال وتجارب مختلفة لخلق "فسيفساء غنائية منسجمة"، تلتقي فيها الرؤية الموسيقية مع الشعر، في تجربة تعيد التفكير في وظيفة الصوت داخل التشكيلة الأوركسترالية.
أداء متنوّع ومقاربة شعرية لافتة
من أبرز اللحظات:رحاب الصغير أدّت "زهرة المدائن" و"البلاد اللي تغني عليها"، ثم "محلى ليالي أشبيلية" و"كبرت يا أمي"*.
هيثم القديري غنّى "الليل يا روحي" و"كأنّا لا تعارفنا"* (شعر آدم فتحي، ألحان جورج بيزي).
سليم دمق تألّق في "أنا هويت" لسيد درويش، "كامل الأوصاف فتنّي"، و"يا رايح" (تراث جزائري)، إلى جانب أغنيته الخاصة "ليامات"*.
بثينة نابولي قدمت وصلة من مقام محير سيكا ضمّت مختارات من التراث التونسي (يا مقواني، آه وادعوني، حزت البهاء والسر، آه يا خليلة)، وأغنيتي "انحبك" و"يا بنت بلادي"* بتوزيع معاصر.
واُختتم العرض بأداء جماعي صادح لأغنية "القمر المصلوب" (كلمات توفيق زياد، ألحان حسين نازك، توزيع وناس خليجان)، في لحظة جسّدت التضامن الإنساني والانتصار لقيم الحرية والقضية الفلسطينية.
شهادات المشاركين: لقاءات فنية شكلت منعطفًا في المسار
* كمال الفرجاني: "المشروع مغامرة موسيقية تحتفي بالصوت البشري وتعيد توزيع الأدوار داخل الأوركسترا".* هيثم القديري: "لقاء فني حقيقي... تجربة غنية بين الشعر والغناء الأوبرالي".
* رحاب الصغير: "كل صوت أخذ مساحة خاصة... هذه تجربة ستُخلّد".
* سليم دمق: "هذا العرض يجب أن يُعاد في مدن وفضاءات أخرى... الموسيقى العربية تتجاوز اللغة".
* بثينة نابولي: "اكتشفت طاقة غنائية جديدة داخلي… مزجت بين تراثي الصوفي والإلكتروني في رؤية فنية جامعة".
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 312195