نابل: "المركوضة" أو "الكرديانة" تحلية تقليدية لا تغيب عن موائد السهرة الرمضانية

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/nabeul2017.jpg width=100 align=left border=0>


لاتزال العائلات التونسية تحافظ خلال شهر رمضان على إعداد بعض الاكلات التقليدية من التراث الغذائي الخاص بكل جهة، والتي استمرت على مر عقود لتقترن بقدوم هذا الشهر الكريم، ومنها تحلية "المركوضة" أو "الكرديانة" التي تشتهر بها بعض المدن بولاية نابل ومنها منزل تميم وقليبية.

ويتشكل خلال الفترة المسائية من أيام الصيام عرض احتفالي فرجوي بالأنهج والأحياء أين يجتمع عدد من الشباب والأطفال لإعداد هذه التحلية، فتجدهم أمام منازلهم يتسابقون من أجل إعداد "المركوضة" الأكبر حجما والأجمل شكلا لتزيين موائد السهرة الرمضانية
هم يجدون متعة، خاصة في الاجتهاد في هذا السباق والتميز فيه وتقاسم أوقات ممتعة تبقى في أذهانهم على مدار السنة، وينتظرون عودتها من جديد مع قدوم شهر مضان من كل سنة، حسب ما أدلوا به في تصاريحهم لصحفية (وات)
...


قبل حوالي ساعتين من موعد الإفطار، كان محمد الشبعان شاب أصيل مدينة قليبية من أبناء الجالية التونسية بالخارج، يجلس أمام منزله ممسكا بآنية على غرار بقية المجموعة لتنطلق عملية إعداد أفضل "مركوضة" يتقاسمها أفراد العائلة بعد تناول وجبة الإفطار
يقول محمد إنه يحرص على أن يقضي شهر رمضان كل سنة مع عائلته، للاستمتاع بالأجواء المميزة لهذا الشهر، لاسيما وأنه لا يمكن الاستغناء عن إعداد هذه التحلية التي تذكره بأيام الطفولة، مضيفا أنه يجب التحلي بالصبر للقيام بهذه التجربة التي تعود عليها منذ الصغر
وبين ان صنع "المركوضة" يبدأ بوضع أبيض البيض في قاع آنية عميقة ثم يحرك بواسطة ملعقة خشبية ويضاف السكر والخل والليمون وماء الزهر، ويستمر تحريكها لمدة تفوق ساعة حتى يتجانس الخليط ويتضاعف حجمه ويصبح قوامه ناعما وكثيفا ولونه أبيض كالثلج عندها يكون جاهزا للأكل
وأشار إلى أن مشاركة الآخرين في إعداد هذه التحلية يعزز العلاقات الاجتماعية ويترك اثرا جيدا بينهم، بعد قضاء وقت ممتع يرتبط بشهر الصيام، ليصبح موعدا ينتظره العديد للقاء مجددا.
من جهته، تحدث حسن بن رجب، وهو في العقد الرابع من عمره، عن تاريخ هذه الأكلة التقليدية والتي يعود ظهورها، حسب ما يشاع من روايات، إلى فترة الاستعمار والسنوات التي تلتها والتي تميزت بانتشار الفقر والخصاصة حيث كان يطلق عليها في السابق اسم "طبق الهضم للفقراء" باعتبار انها تتكون من مواد بسيطة
وأضاف ان تسمية "المركوضة" متأتية من طريقة إعدادها، حيث تستمر عملية الركض لساعة تقريبا الى ان يتحول الخليط الى نوع من الكريمة، ويتم إضافة الفواكه الجافة لتزيينها، مضيفا انه كلما زادت عملية الخلط كلما تضاعفت الكمية التي يمكن الحصول عليها، لذلك تتواصل عملية الخلط اليدوي لزيادة الكمية لكافة أفراد الأسرة
ورغم توفر أجهزة الخلاط الكهربائي التي يمكن أن تعوض المجهود اليدوي لإعداد هذه التحلية، إلا أن العديد يجدون متعة في خلطها بسرعة اليدين للحصول على طعم ألذ وقوام أجمل لتبقى "المركوضة" رمزا للعادات الغذائية في شهر رمضان، يحافظون عليها اقتداء بما دأب عليه سلفهم من تقاليد



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 284427


babnet
All Radio in One    
*.*.*