تجربة الجناح المفتوح للأطفال الجانحين بإصلاحية المروج.. رؤية تكوينية للتفاعل مع الفضاء الخارجي وتعزيز مهارات الطفل الجانح

وات -
/تحرير عبد الباسط الفريضي/-هي أول تجربة يتم اعتمادها على مستوى مراكز الإيداع الخاصة بالأطفال الجانحين في تونس، تجربة الجناح المفتوح التي يختص بها مركز رعاية الأطفال الجانحين بالمروج/ الضاحية الجنوبية للعاصمة / تجربة نوعية في التعامل مع الأحداث المقيمين تقوم في جوهرها وأهدافها العامة على كسر الفجوة بين الطفل الجانح ومحيطه الاجتماعي الطبيعي، وتؤسس لرؤية جديدة في التعامل مع فترة العقوبة التي يقضيها الطفل الجانح بعيدا عن أسرته حضنه الطبيعي الأول .
يلخص رئيس مصلحة رعاية الأطفال الجانحين بالإدارة العامة للسجون والإصلاح سامي بالعربي لـ"وات" هذه التجربة بالقول إنها تجربة تندرج ضمن النظام الداخلي الخاص بمراكز إصلاح الأطفال وهي احد الأنظمة الأساسية الثلاثة التي يتم اعتمادها من خلال العمل التربوي في المراكز الموجودة في كامل تراب الجمهورية و يخول فيها للطفل الجانح مغادرة فضاء المركز ليلتحق بفضاء تكويني خارجي يتلقى فيه المهارات والتعلمات المطلوبة لتطوير كفاءته المهنية بما يسهل عليه اندماجه في الحياة العامة .
يلخص رئيس مصلحة رعاية الأطفال الجانحين بالإدارة العامة للسجون والإصلاح سامي بالعربي لـ"وات" هذه التجربة بالقول إنها تجربة تندرج ضمن النظام الداخلي الخاص بمراكز إصلاح الأطفال وهي احد الأنظمة الأساسية الثلاثة التي يتم اعتمادها من خلال العمل التربوي في المراكز الموجودة في كامل تراب الجمهورية و يخول فيها للطفل الجانح مغادرة فضاء المركز ليلتحق بفضاء تكويني خارجي يتلقى فيه المهارات والتعلمات المطلوبة لتطوير كفاءته المهنية بما يسهل عليه اندماجه في الحياة العامة .
ويختص مركز رعاية الأطفال الجانحين بالمروج، حاليا باعتماد هذه التجربة الممولة من الصليب الأحمر الدولي، بحسب نفس المصدر، في انتظار تعميمها مرحليا على كل من مركزي مجاز الباب وسيدي الهاني في مرحلة أولى والمبرمج نهاية السنة الحالية، وهي تقوم على تمتيع الطفل الجانح بالتكوين والتدريب المهني الذي يتلاءم مع رغبته في مواصلة الدراسة وفق ما ينسجم مع قدراته ورغباته وميولاته خارج أسوار مركز الإصلاح .
واستنادا الى الأعمال التقييمية التي ترافقت مع اعتماد هذه التجربة منذ 2016 ، يمكن القول بحسب رئيس مصلحة رعاية الأطفال الجانحين بالإدارة العامة للسجون والإصلاح ، إنها حققت أهدافها المرجوة في المرافقة التكوينية، وفي خلق التوازن النفسي والسلوكي لدى الفئة المستهدفة، إذ وصل عدد الذين انضموا الى هذه التجربة الخصوصية الى حدود الـ 62 طفلا ، تمكنوا من مواصلة التعليم والتكوين خارج أسوار الإصلاحية .
ويتمتع ثلاثة أطفال على مستوى مركز رعاية الأطفال الجانحين بالمروج، بتجربة الجناح المفتوح حيث تتولى إدارة الإصلاحية نقلهم يوميا ذهابا وإيابا الى مراكز التكوين لتلقي التكوين وتطوير مهاراتهم في المجالات التي وقع الاختيار عليها.
وقد تم تخصيص جناح خاص للإقامة بالإصلاحية ، بالنسبة للمتمتعين بهذا النظام، تمت تهيئته وفق معايير خاصة مغايرة لما هو موجود في الأجنحة العادية، ويتوفر على امتيازات إضافية تمكن الطفل من هامش اكثر للمراجعة و الراحة وفي درجة اكتظاظ عادية حيث لاتتجاوز الطاقة القصوى للإقامة بهذا الجناح 15 طفلا .
ويتم اختيار الفئة المستهدفة، وفق هذا البرنامج، استنادا إلى عدة شروط منها ما يرتبط بالعائلة والتزاماتها، ومنها ما يرتبط وجوبا بالاذن القضائي، إذ لايمكن الانتفاع بهذا البرنامج إلا بموافقة الجهة القضائية المختصة، وبعد رغبة صادرة إما عن الولي أو عن الطفل نفسه الذي يبدي رغبته في التمتع بهذا الإجراء، مع التزام الولي بالشروط المطلوبة والتي منها استعداده لمراقبة ابنه خارج أسوار المركز، وكذلك بعد التدقيق في ملفه الذي أودع بمقتضاه في المركز ونوعية الجرم الذي ارتكبه ، ودراسة المحيط الذي سيواصل فيه دراسته، هذا فضلا عما يقره المجلس التربوي بالمركز وفقا لسلم المعايير المعتمدة ، خاصة منها المتعلقة بالتطور السلوكي والتربوي للطفل .
اما بالنسبة للنظامين الآخرين اللذين يعتمدان في كل مراكز الإصلاح فيشملان النظام شبه المفتوح إذ يتم إيداع الطفل بالمركز، وبعد شهر من الملاحظة يقوم فيه الجانح بالتنقل بين مختلف الاختصاصات والورشات التكوينية ليختار بعدها مباشرة التخصص المطلوب للتكوين الذي ينتهي به إلى الحصول على شهادة تكوينية بعد إجراء اختبار تقييمي من قبل مختصين بوزارة التكوين المهني تؤهله للاندماج في الحياة المهنية، ويتمتع الطفل الجانح في هذا النظام بالأنشطة الثقافية والترفيهية المنظمة دون ان يغادر المركز .
والنظام الثاني هو نظام الرعاية المركزة ، وهو موجود في القانون المنظم للايداع بهذه المراكز، إلا انه غير معتمد في الواقع بعد أن وقع التخلي عنه منذ سنوات ويشمل، بالخصوص، الأطفال صعاب المراس والذين يمثلون خطرا نوعيا على المحيط العام أو الذين تتكرر تجربة العود لديهم.
فادي/اسم مستعار/ أحد الأطفال الجانحين المودعين بمركز المروج يتمتع حاليا بتجربة الفضاء المفتوح، حيث يغادر كل صباح أسوار مركز الإيداع ليلتحق بفضاء خارجي غير بعيد للتكوين في اختصاص الميكانيك، قال إن هذه التجربة مكّنته من تطوير قدراته ومهاراته خاصة وأنها تأتي تتمة لما كان يتلقاه في السابق في نفس الاختصاص، متابعا انه يجد نفسه من المحظوظين بعد الموافقة على اختياره للتمتع بهذا البرنامج ويأمل فادي ان يواصل تكوينه في نفس الاختصاص بعد المغادرة وفتح ورشة خاصة به .
على خطى فادي، يتمتع هادي/اسم مستعار/ بتكوين في احد الفضاءات الخارجية المختصة في الحلاقة، ويرى هادي أن تجربة الفضاء المفتوح تجعل الطفل أكثر التصاقا بالتكوين التطبيقي الميداني المؤطر، وتجعله غير منقطع عن الفضاء الخارجي فلايحس بثقل تجربة الإيداع .
ويرنو عدد من المختصين العاملين على دراسة سلوكات الأطفال الجانحين والعاملين بالمركز إلى تعميم هذه التجربة على بقية المراكز وتغيير التشريعات المتعلقة بالاحتفاظ والإيداع داخلها بما يركز أساسا على النواحي المتعلقة بالإصلاح والتقويم وردم الفجوة التي تنشأ بين الطفل ومحيطه الأسري والاجتماعي بعد المرور بتجربة الاحتفاظ والإيداع، وبما يحقق مرونة أكثر في التعاطي مع مثل هذه الحالات .
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 182983