رئيس الدولة في مجلس حقوق الانسان بجنيف: المبادرة التشريعية المتعلقة بالمساواة في الميراث ستكون ثورة مجتمعية ثانية

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5c73c27158a501.00101179_opkmiflqnjehg.jpg width=100 align=left border=0>


باب نات - (من مبعوثة وات سهام مامي )- أكد رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي أن المبادرة التشريعية المتعلقة بالمساواة في الميراث، التي طرحها ستشكل نقطة تحول جديدة في تاريخ تونس الحديث كما أنها تعد مواصلة للمنجز الإصلاحي الذي تميزت به تونس عبر تاريخها المعاصر وجعل منها استثناء قائلا " نريد لهذه المبادرة أن تكون الثورة المجتمعية الثانية لتونس الجديدة تحقيقا للكرامة والمساواة والعدل.

" وأضاف رئيس الدولة في كلمته التي القاها اليوم الاثنين بمناسبة مشاركته في الجزء رفيع المستوى للدورة الأربعين لمجلس حقوق الانسان بجنيف أن مشروع القانون الذي طرحه في الغرض وتمت إحالته في نوفمبر 2018 على البرلمان يأتي وفقا لمقتضيات دستور الجمهورية الثانية وروحه، لافتا الى أن مثل هذه المبادرات الجريئة يمكن أن تثير جدلا وأن تلقى معارضة لدى شريحة من المجتمع التونسي ويظل اعتماده من قبل مجلس نواب الشعب أمرا ممكنا بالنظر الى التوازنات السياسية داخله.





واعتبر أن حقوق الإنسان كل لا يتجزأ وشرط لتطور المجتمعات وهي ليست امتيازا للعالم الغربي بل يحتاجها العالم العربي الإسلامي ، لاسيما ما يتعلق بالنهوض بوضعية النساء وتحرير طاقاتهن قائلا " لا ديمقراطية بدون مساواة ولا تنمية حقيقية بدون القضاء على التمييز بين الرجل والمرأة".
وفي رده لما ذهب إليه البعض من عدم دستورية مبادرة المساواة في الميراث بين الجنسـين على أساس الفصـل الأول من الدستـور قال الباجي قايد السبسي "إنّ الدستور يلزم الدولة في فصله 21 بإقامة المساواة بين الجنسين في جميع المجالات بما في ذلك الميراث، فضلا عمّا ورد بالفصل الثّاني الّذي ينصّ على أنّ تونس دولة مدنيّة تقوم على المواطنة، وإرادة الشّعب، وعلويّة القانون".

وأكد رئيس الجمهورية أن الدين الإسلامي الحنيف خصّ المرأة بمكانة متميزة، وحثّ على ضمان حقوقها وكرامتها ، معتبرا استثناء النّساء من المساواة في الميراث بتعلّة الخصوصيّة الدينيّة متعارضا مع روح الدين الإسلامي ومقاصد الشريعة، وغير متلائم مع فلسفة ومبادئ حقوق الإنسان.

وبين في هذا السياق ان المشروع المعروض على مجلس النواب يمكن، كل مورّث يملي عليه ضميره وإيمانه احترام ما يعتقد أنّه القاعدة الدّينيّة أن يعلن، في قائم حياته،عن رغبته في أنْ يَقْتَسِم ميراثه، بعد وفاته،على قاعدة "للذّكر مثل حظّ الأنْثَيين".

من جهة اخرى اعتبر رئيس الجمهورية أن المساواة في الميراث ستفتح الباب أمام التمكين الاقتصادي للنساء خاصة وأن مساهمتهن في خلق الثروة وفي تطويرها ثابتة أمام تنامي مشاركتهن في الحياة الاقتصادية ، قائلا "إن الكثير من العائلات تقوم على دخل المرأة فيها وما يعنيه ذلك من تطوير لاقتصاديات بلداننا ونموها، فضلا عن كونه يساهم في الحد من ظاهرة العنف المسلط عليهن وتفقيرهن وتهميشهن في مجتمعاتهن، وبالتالي حفظ كرامتهن".
وذكر في هذا الصدد أن نسبة النّساء التّونسيات الحاصلات على الشّهادات العليا، حسب آخر إحصائيات اليونسكو 65 %، وبلغت نسبة المتحصلات على شهادة الدكتوراه 69 %، كما أنّ نسبة النّساء الباحثات تناهز 55 %. وقد تجاوزت نسبة النساء الناجحات في مناظرة الدّخول إلى المعهد العالي للقضاء لهذه السنة 80 % من مجموع الناجحين. وأضاف ان كل ذلك يعود إلى خيارات دولة الاستقلال التي عممت التعليم وجعلته وجوبيا ومجانيا.
وأقرت في 13 أوت 1956 مجلة للأحوال الشخصية، حررت المرأة واعتبرت بمثابة ثورة اجتماعية لتونس بقيادة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة.
وتعزز هذا الرصيد القانوني بمصادقة تونس على عدد هام من الاتفاقيات الدولية أبرزها اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة سنة 1985 التي سحبت تونس تحفّظاتها عليها.

وبين رئيس الدولة أن ، تعزيز منظومة حقوق الإنسان ، نصا وممارسة ، يعد من أبرز الأولويات التي سعت تونس على ترسيخها منذ انطلاق التجربة الديمقراطية، لما لها من أهمية في تكريس دولة القانون والمؤسسات، وفي الحفاظ على السلم الاجتماعية، مشيرا الى منهج التوافق والحوار الذي انتهجته تونس لمعالجة الخلافات وإدارة الشأن العام ومذكرا في هذا الصدد بإحراز الرباعي الراعي للحوار جائزة نوبل للسلام سنة 2015 وقد حضر هذه الجلسة رئيس مجلس حقوق الانسان كولي ساك والأمين العام لمنظمة الامم المتحدة انطونيو قوتيراش ورئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة ماريا فرنناندا إسبينوزا قارسس و المفوضة السامية لحقوق الانسان ميشال باشلي فضلا عن وفود الدول الممثلة في هذا المجلس.
ويُعْنَى مجلس حقوق الانسان المتكوّن من 47 دولة عضو بالنهوض بحقوق الإنسان وحمايتها في كافة دول العالم.
وتضطلع بلادنا، بعضويته لمدة ثلاث سنوات من 2017 إلى 2019 بعد أن تم انتخابها في الجمعية العامة للأمم المتحدة بـ 189 من جملة 193 صوتا.



Comments


15 de 15 commentaires pour l'article 177694

Zeitounien  (Tunisia)  |Mardi 26 Février 2019 à 06:42           
هذه دكتاتورية أقلية غير مسلمة تريد أن تفرض على الأغلبية المسلمة مخالفة الإسلام.

Lahache  (Tunisia)  |Lundi 25 Février 2019 à 17:52           
La Tunisie est encore tributaire des #volontés# de l'occident

Kamelnet  (Tunisia)  |Lundi 25 Février 2019 à 17:40           
@sopainful ستكون اخرتك امام الله very.. very painful 👹😈♨

IndependentMen  (Tunisia)  |Lundi 25 Février 2019 à 17:21           
ان الذين تخلصوا من (أفيون الدين) وتجرعوا مخدات من أنواع شتى فهم ذاهبون الى ابادة الانسانية بداية من الاتحاد السوفيتي وروسيا الى قيادات الماسونية العالمية عبدة الهيكل وما يفعلونه من ابادة العالم و ما نراه في سوريا و اليمن و تركمتنستان و افريقيا الوسطى و..و.. فهم لا قيم لهم فلا مبادئ عقلية ضرورية و لا منظومة أخلاقية منظبطة، فهم يسيرون من الشذوذ الى الغلمانية وصولا الى تشريع اغتصاب المرأة ، الم تسمع عن جواز الجنس مع الحيوان في الكتابات الحديثة ،
كندا مثلا أقرت محكمتها العليا جواز الجنس مع الحيوان ، ،
نزيد و لا يزي
الحمد لله على الله الذي بعث لنا الدين بالرسل ليضعوا الموازين بالقسط
أما شبهتك عن الضرب و الميراث فأسهل ما يرد عليها الا عمن طمست أعينهم عن الحقيقة و اجتزئوا النصوص دون ضبط و لا قيد...

Abid_Tounsi  (United States)  |Lundi 25 Février 2019 à 16:25           
طبعا سيكون ثورة باذن الله تأخذكم أخذ عزيز مقتدر و تسحقكم بلا رجعة.

ساق في القبر و ساق في البر و يحارب في ربي... و الله أمر غريب

Jaket  (Tunisia)  |Lundi 25 Février 2019 à 15:55           
قانون الميراث نزل مفصل و لا مجال للإجتهاد فيه ,ومن اراد أن يخالف ذلك فليخالف لوحده أما أغلبية الشعب لا وصاية عليها هي لا تريد مخالفة شرع الله,,كلمة و قص, و بالنسبة إلي قال أفيون الدين أقول له تفقه في الدين قبل أن تتلفظ بالتفاهات,

SoPainful  (Tunisia)  |Lundi 25 Février 2019 à 15:40           
المسلمون لم يتخلّصوا بعد من أفيون الدّين و لهذا هم أبعد ما يكون عن الحضارة الإنسانيّة و عقدتهم من المرأة ستظلّ أزليّة.
لا غرابة أن من شرّع ل"و اضربوهنّ" أن يقضي "للذّكر مثل حظ الأنثيين".

Mongi  (Tunisia)  |Lundi 25 Février 2019 à 14:29           
ثورة مجتمعية ولاّ ثورة على دين الله وثورة على الإسلام ؟

MedTunisie  ()  |Lundi 25 Février 2019 à 14:27           
المساوات الحقيقية دون المساس بشرع الله و مقاصده

Mnasser57  (Austria)  |Lundi 25 Février 2019 à 13:51           
ياجماعة يهديكم ربي راني هرمت وخرفت ماتاخدوش علي اللي انقولو كله حشو كلام فارغ

Tomjerry  (Tunisia)  |Lundi 25 Février 2019 à 12:36           
عفوا ، الثورة المجتمعية هي:

- ترسيخ روح المواطنة
- إحياء مفهوم الوطن لدى الجميع
- الوطن حق للجميع
- جلب العلوم وصناعة العقول لصالح الوطن
- ....

Aideaudeveloppement  (Tunisia)  |Lundi 25 Février 2019 à 11:38           
السلام عليكم لا حاجة لنا بتحريف أو مخالفة حكم الله عز وجل.

Cartaginois2011  (Tunisia)  |Lundi 25 Février 2019 à 11:26           
اصل تجاري لن يدوم كثيرا

Lahache  (Tunisia)  |Lundi 25 Février 2019 à 11:21           
Depuis un certain temps la présidence est très favorable à tout ce qui nous fait éloigner un peu plus de la volonté de la majorité des tunisiens.

Kamelnet  ()  |Lundi 25 Février 2019 à 11:19           
يبطى يا سيادة الرئيس...الشريحة الواسعة هي الأغلبية الديمقراطية الي لن تمروا بها انشاء الله


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female