المنستير : إحياء تقاليد احتفال الفرق الصوفية بالمنستير بعيد الفطر مع عرض ''يا زيّار'' في ''باب بريقشة '' بالمدينة العتيقة

باب نات -
"يا زِيَارْ" عرض قدمته مساء أمس مجموعة "الوداد للإنشاد الديني والسلامية " بالمنستير بقيادة الشاب عليّ واز في الشارع بالمدينة العتيقة في المنستير على مستوى سوق "باب بْرِيقْشَة"ْ واستقطب جمهورا من المارة جلّه من عشّاق الإنشاد الصوفي وهو يذكر بتقاليد احتفال الطرق الصوفية بالمنستير بعيدي الفطر والإضحى.
وانطلق العرض بالمولدية وتخللته عدّة أغان من التراث المحلي لمدينة المنستير على غرار "اللارا" و"مريومة يا مريومة" حسب ما ذكره لمراسلة (وات) الشاب عليّ واز، مشيرا إلى أنّ مجموعة الوداد للإنشاد الديني والسلامية بالمنستير متحصلة سنة 2016 على الجائزة الأولى في مهرجان الوطني للموسيقى الطرقية بجمال الذي انتظم من 22 إلى 24 أفريل 2016.
وانطلق العرض بالمولدية وتخللته عدّة أغان من التراث المحلي لمدينة المنستير على غرار "اللارا" و"مريومة يا مريومة" حسب ما ذكره لمراسلة (وات) الشاب عليّ واز، مشيرا إلى أنّ مجموعة الوداد للإنشاد الديني والسلامية بالمنستير متحصلة سنة 2016 على الجائزة الأولى في مهرجان الوطني للموسيقى الطرقية بجمال الذي انتظم من 22 إلى 24 أفريل 2016.
وجاء هذا الحفل الفني بمبادرة من مجموعة من التجار في باب بريقشة بالمنستير للاحتفال بعيد الفطر المبارك ولتنشيط السوق وإحياء لتقاليد كانت معروفة سابقا في سوق "باب بريقشة" التي هي السوق الأصلية في المدينة العتيقة بالمنستير باعتبار أنّ المنستير تختص بفرق السلامية وتعجّ بها حسب ما ذكره البشير مزالي تاجر بالمدينة العتيقة، مضيفا أنّهم أحسّوا خلال السنوات الأخيرة أنّ ما يميز هذه السوق من خصوصية وجمالية وحركية اقتصادية تراجعت خاصة أنّه وقع تجديد جزء من هذه السوق سنة 1985 ولم يقع استكمال الجزء الآخر.
ومن التراث اللامادي للمنستير احتفال الفرق الصوفية بالمنستير كالعيساوسة والعوامرية بعيد الفطر خلال يومين وبعيد الأضحى طيلة ثلاثة أيام وفي ذلك عملية إشهار للعيدين حيث تجوب شوارع المدينة ويلتف حولها المردون والأطفال ثم تتجه جميع الفرق نحو معلم مقام العلامة الإمام المازري أو "سيدي المازري" حسب التسمية الشعبية وفق ما أوضحه الأستاذ الباحث في التراث الموسيقى والشعبي حسين بلحاج يوسف وتواصلت تلك العادات إلى ما بعد الاستقلال بقليل.
وحضور الانشاد الصوفي والموسيقى لا يقتصر على الاحتفال بالأعياد بل كانت العادات المحلية في المنستير خلال الأعراس تقتضي انطلاق العريس من معلم العلامة الإمام المازري أو من زاوية سيدي بوطارة أو من زاوية سيدي منصور بالقراعية أو من زاوية سيدي عبد السلام بالربط بالمدينة العتيقة نحو منزله حسب محدثنا علاوة على الختان والحج إذ أنّ الحاج قبل التوجه إلى البقاع المقدسة تكون في بيته الموسيقى الصوفية وهو ما يعرف "بالتَشْوِيقْ" الخ.
وكانت مدينة المنستير تزخر بالعشرات من الزوايا غير أنّ جلّها اندثر وكان معلم زاوية العوامرية ومعلم زاوية العيساوية في "حي البلد" وهو حي وقع هدمه بالكامل وكان يحتوي على العديد من المعالم الأثرية والمنازل ذات العمارة التونسية الأصيلة.
وكانت هناك زاوية ثانية للعيساوية في معلم سيدي القلال بباب الغربي وهو معلم وقع هدمه إلى جانب زاوية القادرية التي اندثرت وكذلك زاوية للسلامية بحي السريه وزاوية أخرى للسلامية بالربط مازال معلمها قائما لكنه غير مستغل.
ويبيّن الباحث حسين بلحاج يوسف بشأن زاوية العوامرية بأنّ الزاوية الأمّ للطريقة الصوفية العوامرية موجودة في معلم مقام سيدي عامر بسيدي عامر في معتمدية الساحلين وهناك زوايا للعوامرية في العديد من المدن الأخرى بالبلاد التونسية لأتباع هذه الطريقة الصوفية.
وتشهد المنستير خلال السنوات الأخيرة عودة قويّة للفرق السلامية والانشاد الصوفي عامة مع العديد من المجموعات الشبابية من بينها حاتم الفرشيشي ومجموعة الفنّان الشاب عبد الودود بوزقرو والمازري بلحاج علي وعماد مسعود ومجدي الأنصاري، وغيرهم ولعلّ أصغرهم حاليا الشاب عليّ واز البالغ من العمر 24 سنة الذي يقول إنّه تعلّم الموسيقى والانشاد على الشيخ حاتم الفرشيشي ثم قرّر مع أصدقائه وجميعهم من الشباب تكوين مجموعة موسيقية خاصة بهم وتقدّم خلال هذه السنة بملف إلى المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالمنستير وحظي بفرصة تقديم عرض "يا زيار" مؤخرا في سهرة رمضانية بالمكنين مؤكدا أنّهم "جدّ سعداء بذلك ويعتبرون أنه تشجيع لهم".
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 163428