<img src=http://www.babnet.net/images/6/elections.jpg width=100 align=left border=0>
صحيح أن خروج التونسيين بالآلاف في كامل أنحاء الجمهورية للمطالبة بغلق قناة نسمة و التنديد ببثها الفيلم الفرنسي المسيئ للذات الإلاهية مثّل صفعة موجعة للبيادق الفرنسية في تونس و لكل أعداء الهوية العربية الإسلامية في الداخل و الخارج , صحيح أيضا أن المسيرات السلمية التى جابت البلاد شمالا وجنوبا برهنت على تمسك التونسيين واعتزازهم بالإسلام لكن يجب أن يعى آلاف التونسيين الذين خرجوا في المسيرات و الذين لم يخرجوا و يرفضون المساس بمقدسات الإسلام أن الإنتخابات التى يفصلنا عنها أسبوع واحد جزء من الحل أو أنها السبيل الأوحد لكي لا تتكرر اعتداءات مماثلة على الدين الإسلامي.
قبل أسبوع من الانتخابات من المفترض أن تتضافر جهود الأحزاب السياسية و الحكومة و هيأة الإنتخابات و وسائل الإعلام ... لفتح نقاش سياسي موضوعي معمق يتم التركيز من خلاله على كل ما له علاقة بسبل انجاح العرس الإنتخابي و أن يقع على الأقل توضيح الخارطة السياسية في أذهان التونسيين و شرح البرامج و المشاريع السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية المطروحة حتى يتمكّنوا من تحديد اختيارهم الإنتخابي لما فيه مصلحة الوطن.
قبل أسبوع من الانتخابات من المفترض أن تتضافر جهود الأحزاب السياسية و الحكومة و هيأة الإنتخابات و وسائل الإعلام ... لفتح نقاش سياسي موضوعي معمق يتم التركيز من خلاله على كل ما له علاقة بسبل انجاح العرس الإنتخابي و أن يقع على الأقل توضيح الخارطة السياسية في أذهان التونسيين و شرح البرامج و المشاريع السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية المطروحة حتى يتمكّنوا من تحديد اختيارهم الإنتخابي لما فيه مصلحة الوطن.
للأسف ما يحصل هو أن المواطن التونسي اليوم تفكيره متجه من ناحية نحو أسعار المواد الغدائية التى تحرق جيوبه ومن ناحية أخري نحو قضية عقائدية افتعلتها قناة نسمة أو الأطراف التى تقف وراءها و بالتالى عوض أن تكون أولوية التونسين اليوم أول اننتخابات ستكون على الأرجح حرّة ونزيهة يجدون أنفسهم سجناء القوت اليومي مكبّلين بأغلال صنعت على الغالب في فرنسا عنوانها ضرب الهوية العربية الإسلامية للبلاد و كأنه بذلك حكم علي التونسيين بمتابعة الإنتخابات من وراء القضبان أو هكذا تريدهم الأطراف التى برنامجها هو فقط الإلتفاف على الثورة.
ليس هذا من وحي الخيال و انما لا يخفى على أحد الحديث عن وجود مؤامرة من أطراف داخلية و خارجية تسعى جاهدة إلى إفشال المسار الإنتقالي عبر بث الفوضى و الفتنة و الفرقة في صفوف التونسيين و تشتيت انتباههم خاصة بإغراقهم في مستنقع الصراعات العقائدية ليقع تصويرهم كما يحصل الآن على أنهم منقسمون الى تونسيين متطرفين و متشددين وآخرين حداثيين ديمقراطيين .
ليس من باب الصدفة اليوم أن يتصدر الصراع العقائدي طليعة اهتمامات المواطن و الحكومة و الإعلام ... لذلك على التونسيين توخى الحذر و الإبتعاد على كل ما يمكن أن يستغله " معسكر " الإلتفاف على الثورة, فالأولوية هي توفير أحسن الظروف لإنجاح الإنتخابات فليس هناك جدوى من فرض ضغوطات و مطالب على حكومة راحلة لا محالة فعلى الأرجح اذا نجحت الإنتخابات لن يعود التونسيون في حاجة الى مظاهرات لتصل أصواتهم إلى السلطات .
حسان لوكيل
Comments
14 de 14 commentaires pour l'article 40234