مشروع الاستفتاء: مشروع من يريد إدخال البلاد في حمام من الدماء

يبدو ان الجدل حول مشروع الاستفتاء مازال متواصلا إلى اليوم في الساحة السياسية التونسية فالأحزاب التي دعت الى هذا الاستفتاء مازالت تدافع عنه من منطلق انه وسيلة ديمقراطية شعبية تمكن من حماية التجربة الانتخابية التونسية الجديدة فيما عبرت الأحزاب والأطراف المعارضة لمشروع الدستور انه وسيلة انقلابية بامتياز وانه مشروع أزمة مستقبلية.
إلى حد الآن يبدو الوضع عاديا فأي مشروع سياسي يطرح في أي دولة في العالم هو قابل للنقاش بين الأحزاب ولكن ان يكون المشروع السياسي غطاء لمخطط من قبل أطراف موغلة في الدكتاتورية والفساد السياسي دعت من قبل إلى إدخال البلاد في حمام دم هذا هو الغريب والمقلق.

إلى حد الآن يبدو الوضع عاديا فأي مشروع سياسي يطرح في أي دولة في العالم هو قابل للنقاش بين الأحزاب ولكن ان يكون المشروع السياسي غطاء لمخطط من قبل أطراف موغلة في الدكتاتورية والفساد السياسي دعت من قبل إلى إدخال البلاد في حمام دم هذا هو الغريب والمقلق.
كلنا شاهدنا مقطع التجمعي الذي هدد بإدخال تونس في حمام دم إذا تم حل حزب التجمع وقد عرض المقطع في التلفزة الوطنية دون اخذ إجراءات ضد هذا الذي يهدد بلدا بأكمله واليوم يخرج علينا نفس هذا الشخص فجأة ليدعي انه يريد الديمقراطية وانه يدعو للاستفتاء وكأنه بدا مع من يقف خلفه في مخططهم الجهنمي لإرباك الوضع السياسي تمهيدا لتنفيذ وعدهم بإدخال البلاد في حمام دم.
هذا الاستفتاء الذي نزل علينا في ليل مظلم والذي جمع من اجل تأييده جحافل من الفقراء والمحتاجين بمقابل زهيد وأنجزت لتبريره استطلاعات رأي مدفوعة الثمن هو وسيلة مقنعة للانقلاب على خيارات التونسيين التي ستحقق في المجلس الوطني التأسيسي وجعل هذا المجلس مجرد لجنة لكتابة دستور.
للأسف أحزاب سياسية كان لها تاريخ نضالي مشرف سقطت في هذا الفخ التجمعي أو ربما تواطأت من اجل منصب زائل فكيف أصبح المناضلون في خندق واحد مع الذين يهددون الشعب التونسي.
مقطع الرجل وهو يدعو للاستفتاء وكأنه ديمقراطي من طراز أول جعلني في حيرة من أمري وادخل في قلبي كثيرا من الخوف والقلق على مستقبل بلد لا يزال أزلام النظام السابق يحددون خياراته ويفرضونه على الناس من بعيد.
كريـــم بن منصور
Comments
51 de 51 commentaires pour l'article 39041