المرصد الاجتماعي: ارتفاع غير مسبوق في الاحتجاجات خلال جويلية 2025 ومطالب الشغل والماء تتصدر المشهد

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5c3dc533519005.50078724_epqknolmfgjhi.jpg width=100 align=left border=0>


سجّل المرصد الاجتماعي التونسي، في تقريره الصادر حول شهر جويلية 2025، ارتفاعًا لافتًا في نسق التحركات الاجتماعية، حيث تمّ رصد 357 تحركًا احتجاجيًا، مقابل 244 خلال نفس الفترة من السنة الماضية، ما يرفع إجمالي التحركات منذ بداية العام إلى 2387 احتجاجًا، في مؤشر على تصاعد حالة الغضب الاجتماعي وتواصل ديناميكية الفعل الاحتجاجي بوتيرة شبه مستقرة.

مطالب الشغل: مركزية التشغيل في المشهد الاحتجاجي


بلغت نسبة التحركات ذات الصلة بمطالب الشغل 60.78% من مجموع الاحتجاجات، تمحورت أساسًا حول تسوية الوضعيات المهنية، الترسيم، صرف الأجور، وتفعيل الاتفاقيات السابقة، وخاصة من قبل المعلمين والأساتذة النواب. ويعكس هذا الرقم عمق أزمة الإدماج الاقتصادي وعجز السياسات العمومية عن تحقيق العدالة الاجتماعية.




أزمة الماء: العطش يتحول إلى شعار نضالي

شكّلت التحركات المرتبطة بالحق في الماء نسبة 12.8% من مجمل التحركات، وتركزت بالخصوص في المناطق الداخلية، على غرار الرديف من الحوض المنجمي. وتأتي هذه التحركات لتُجدد التأكيد على فشل الدولة في توفير النفاذ العادل إلى الموارد الأساسية، ولتُبرز البعد البيئي والوجودي لأزمة العطش.

وفيات مسترابة في السجون ومراكز الإيقاف

وثّق التقرير أربع حالات وفاة مسترابة داخل السجون ومراكز الإيقاف خلال شهر جويلية، إلى جانب حالة وفاة نتيجة حرمان من الحق في الصحة. ويرى المرصد أن هذه الأرقام تعكس عنفًا بنيويًا مؤسساتيًا وتفشي الإفلات من العقاب، وسط هشاشة الضمانات القانونية والحقوقية داخل منظومة العدالة الجنائية.

الفضاء العام يعود إلى الواجهة

سجل التقرير عودة ملحوظة للاحتجاجات في الفضاء العام (طرقات، ساحات، محيط وزارات...)، حيث استحوذت على النسبة الأكبر من أشكال التعبئة، في مقابل تراجع استخدام الفضاء الرقمي الذي لم يتجاوز 18%، ما يدل على رغبة المحتجين في التأثير المباشر والفعلي.

احتجاجات رمزية تضامنًا مع فلسطين

لم تخلُ التحركات من البعد التضامني الدولي، حيث شهد شهر جويلية تحركات رمزية دعمًا لسفينة "حنظلة" لكسر الحصار على غزة، ومطالبات بتجريم التطبيع، في إطار تفاعل محلي مع قضايا التحرر العالمية.

خريطة الاحتجاجات: تونس العاصمة تتصدر والمناطق الداخلية تلتحق

سجّلت ولاية تونس أعلى عدد من التحركات بـ 93 احتجاجًا، تليها قفصة (32)، ثم بن عروس (21)، القيروان (20)، وصفاقس (17). وشملت بقية التحركات مختلف الولايات بدرجات متفاوتة، ما يعكس الطابع الوطني للاحتجاجات وتوسعها من الهامش إلى المركز.

من يقف في مرمى الاحتجاج؟

اتجهت أكثر من 60% من التحركات نحو رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية والولايات والبلديات، بينما توجهت 12% نحو وزارة التربية، و10% نحو الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه. كما شملت بقية التحركات وزارات الصحة والفلاحة والنقل، ومجلس النواب والسلطات الأمنية.

محاولات الانتحار: ناقوس خطر اجتماعي

سُجّلت خلال شهر جويلية 5 حالات ومحاولات انتحار، أغلبها في صفوف الشباب والنساء، وتم تنفيذها داخل الفضاءين الخاص والعام. ويرى المرصد أن هذه الأفعال تعكس عمق اليأس والانهيار النفسي في ظل تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، وغياب مسارات الدعم النفسي.

عنف موجه ضد وسائل النقل العمومي

تم تسجيل أكثر من 850 اعتداء على عربات النقل العمومي منذ بداية السنة، بينها 674 على المترو وقطار حلق الوادي، و181 على الحافلات، معظمها من قبل شباب وقُصّر. ويرى المرصد أن هذه الظاهرة تعبير احتجاجي غير واعٍ عن الغضب والتهميش، داعيًا إلى تحليل الظاهرة في أبعادها الاجتماعية والنفسية لا فقط الزجرية.

المرصد يحذّر

دعا المرصد الاجتماعي التونسي إلى ضرورة التعاطي الجدي مع التحركات الاجتماعية وتحليل خلفياتها العميقة، بدل الاقتصار على التعامل الأمني أو الاستخفاف بحجم الأزمة. كما شدّد على أهمية توفير آليات فعالة للإدماج الاجتماعي والاقتصادي للفئات الهشة، وتطوير سياسات تشغيل عادلة وفعالة، في ظل استمرار مؤشرات التهميش والإقصاء الاجتماعي.


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 312974


babnet
*.*.*
All Radio in One