عنف متصاعد في أقسام الاستعجالي... ومطلب عاجل لتجريم الاعتداء على الإطار الصحي

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/6879e9a02ad999.46913612_jklqnpgihmefo.jpg width=100 align=left border=0>


في فقرة Arrière-plan من برنامج "صباح الورد" على إذاعة الجوهرة أف أم، كان العنف الذي شهده قسم الاستعجالي بالمستشفى الجهوي بجرجيس محور حوار مع حسن المازني، الكاتب العام للجامعة العامة للصحة، وسط دعوات متزايدة لإقرار قانون يُجرّم الاعتداءات المتكررة على الإطار الطبي وشبه الطبي في تونس.

اعتداء فجري يُفجّر الغضب في جرجيس


الحادثة وقعت فجر أمس، حين عمد أحد مرافقي مريضة توفيت قبل وصولها إلى المستشفى إلى الاعتداء بالعنف على الممرضات والأعوان داخل قسم الاستعجالي، ما خلق حالة من الفوضى والهلع وعطل سير العمل.



ووفق المازني، فإن الزوج المكلوم تصرّف تحت وقع الصدمة، لكنّه انفجر غضبًا وعنفًا جسديًا على الطاقم الطبي، رغم أن الوفاة كانت مسجلة قبل الوصول. تدخل الأعوان لاحتواء الوضع، وتم إيقاف المعتدي لاحقًا، فيما تعهدت النيابة العمومية بمتابعة الملف.

واقع متكرر... وغياب أمني

المازني أكد أن ما حصل في جرجيس ليس حادثًا معزولًا، بل هو جزء من سلسلة طويلة من الاعتداءات التي طالت مختلف أقسام الاستعجالي في مستشفيات تونس، من سوسة إلى الشارنيكول وسفاقس. كما أشار إلى أن النقاط الأمنية المزعومة غائبة فعليًا أو غير فاعلة، وهو ما يترك الإطار الطبي في مواجهة مباشرة مع الانفلات.

نقطة التحول: نحو قانون يُجرّم العنف الصحي

الجامعة العامة للصحة، بحسب المازني، تدفع باتجاه سنّ قانون واضح وصارم يجرّم العنف ضد أعوان الصحة، معتبرًا أن ما يحدث اليوم يتم تصنيفه بشكل خاطئ كـ"عنف متبادل"، في حين أنه في واقع الأمر اعتداء مباشر على موظفين أثناء أداء مهامهم.

وفي ذات السياق، كشف المازني عن اجتماع مرتقب اليوم بين ممثلين عن النقابة وسلط الإشراف، مؤكدا أن لقاءًا جمعهم الأسبوع الماضي مع وزير الصحة أبدى خلاله الوزير رغبة جدية في إيجاد حلول قانونية ومؤسساتية دائمة، مشيرًا إلى تقدم الوزارة بطلب انتداب 7000 إطار صحي جديد سنة 2026.

نقص الإطار الطبي ومقترحات للتنظيم

كما شدد المازني على أن النقص الحاد في الأعوان وخاصة في أقسام الاستعجالي يضاعف من الضغط والتوتر، داعيًا إلى اعتماد آلية التنسيق مع العائلات عبر مختصين نفسانيين يُكلفون بتبليغ الأخبار السيئة واحتواء الغضب، وهو ما كان معمولاً به في السابق حين توفرت الموارد البشرية الكافية.

الرسالة الأخيرة: "نريد أن نخدم في ظروف تحترم كرامتنا"

اختتم المازني تدخله برسالة مباشرة للمواطنين مفادها أن الإطار الطبي ليس العدو بل هو الجندي الأول في مواجهة الألم والمرض، داعيًا إلى تغليب العقل على العاطفة، وإرساء ثقافة الاحترام داخل الفضاءات الصحية.
"الضرب لا يحيي ميتًا ولا يشفي مريضًا... ما نحتاجه هو قانون يحمي من يخدم البلاد".



Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 311947


babnet
*.*.*
All Radio in One