خبير مناخي يُحذر من تغير التيارات البحرية ويدعو إلى اليقظة والسباحة في شواطئ مراقبة

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/6864d4f5a826c5.24395338_ghjiepfoklnmq.jpg width=100 align=left border=0>


في حوار خاص على موجات إذاعة الجوهرة أف أم، أثار المهندس البيئي والخبير في الشأن المناخي حمدي حشاد جملة من التحذيرات العلمية حول أسباب حوادث الغرق المتكررة في الشواطئ التونسية، والتي خلّفت مؤخراً ضحايا مؤلمة على غرار الطفلة مريم التي لقيت حتفها غرقاً بشاطئ قليبية، وغيرها من الحوادث في سليمان وسوسة والمهدية.

تيارات بحرية جديدة وظواهر مناخية متغيرة


أكد الخبير أن الاحتباس الحراري وارتفاع درجات حرارة البحر أحدثا تغيّرات نوعية في طبيعة التيارات البحرية، خصوصاً على الشواطئ الرملية، موضحاً أن من بين أخطر هذه الظواهر ما يُعرف بـالتيارات الساحبة (Rip Currents)، التي تتشكل فجأة وتدفع السباحين نحو العمق بسرعة تفوق قدرتهم على المقاومة، حتى وإن كانوا من السباحين المهرة.




وأشار إلى أن هذه التيارات لم تكن بهذه الشدة أو التواتر في السابق، لكنها أصبحت أكثر توغلاً في مختلف الشواطئ، لافتاً إلى أنّ ظاهرة "زيت البحر" الظاهرية قد تخدع المصطافين وتوحي بالهدوء في حين تكون التيارات تحت السطح قوية وخطيرة.

أخبار ذات صلة:
تيارات بحرية متغيرة وأخطار خفية: تحذيرات بيئية مع دخول موسم الاصطياف في تونس...


تحذيرات وتوصيات

وفي معرض حديثه، وجّه المهندس حشاد جملة من النصائح إلى المصطافين:

* السباحة فقط في الشواطئ المراقبة من طرف الحماية المدنية ووجود أعوان إنقاذ.
* الانتباه إلى أعلام التحذير، وخاصة الراية الحمراء التي تُشير إلى خطر السباحة.
* في حال الوقوع في تيار ساحب، عدم مقاومته مباشرة، بل السباحة بشكل موازي للشاطئ ثم الخروج منه تدريجياً.
* تفادي السباحة في ظروف الطقس غير المستقرة أو عند ارتفاع الموج أو تغيّر الرياح بشكل مفاجئ.
* عدم ترك الأطفال دون مراقبة مباشرة، حتى وإن كانوا في مناطق ضحلة.

كما أشار حشاد إلى وجود مساعٍ غير رسمية لرسم "خريطة مخاطر" للشواطئ التونسية، لتحديد النقاط السوداء التي تتكرر فيها حوادث الغرق، وهو ما من شأنه أن يساعد في التوقي مستقبلاً.

إشاعات حول موجة حر استثنائية

وفي رده على بعض الأخبار المتداولة عن ارتفاع الحرارة إلى 48 درجة مئوية في الأيام القادمة، فنّد المهندس البيئي هذه المعطيات، معتبراً إياها مبالغاً فيها وغير مستندة إلى بيانات علمية دقيقة، مشدداً على ضرورة اعتماد المعهد الوطني للرصد الجوي كمصدر رسمي للمعلومة المناخية.

أخبار ذات صلة:
تلوّث يضرب الشريط الساحلي وتوصيات بتجنّب 28 موقعًا...


التلوث وتكاثر الكائنات البحرية الضارة

من جهة أخرى، نبه حشاد إلى أن ارتفاع حرارة البحر وتلوثه بمياه الصرف الصحي والمخلفات الصناعية يوفر بيئة خصبة لتكاثر كائنات بحرية ضارة، كقناديل البحر والحرّيقة (Meduses)، مؤكداً أن درجات حرارة مياه البحر بلغت 31 درجة مئوية، وهو ما يُعد عاملاً بيولوجياً محفزاً على اختلال التوازن الطبيعي داخل البيئة البحرية.


ختاماً، دعا الخبير إلى تعزيز التوعية والتحسيس بخطورة هذه الظواهر عبر وسائل الإعلام والمجتمع المدني، محذراً من استسهال البحر والتعامل معه كفضاء آمن في كل الظروف، مشدداً على أن حياة الإنسان لا تحتمل الاستهتار ولا مجازفة غير محسوبة.



Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 310997


babnet
*.*.*
All Radio in One