تغلّب على رهاب الطيران: كيف تُهزم المخاوف قبل الإقلاع؟

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/68e9ed43e08282.66274247_gejmkinqoflhp.jpg width=100 align=left border=0>


يعيش كثيرون حول العالم حالة من الخوف الشديد من الطيران، تُعرف باسم رهاب الطيران، وهي ليست مجرّد توتر عابر، بل شعور حقيقي بالقلق قد يبدأ قبل الرحلة بأيام ويستمرّ أحيانًا حتى بعد الهبوط.

لكنّ الخبراء يؤكدون أنّ هذا الخوف يمكن تجاوزه، إذا ما تعلّمنا كيف نغيّر طريقة تفكيرنا تجاه الطيران.






الدماغ يتذكّر الخوف... ويُعيد إنتاجه

يشرح عالم النفس الدكتور مارك راكلي أنّ القلق يعمل كدائرة مغلقة:
"إذا شعرت بالخوف من الطيران مرّة واحدة، فإنّ دماغك سيحتفظ بتلك التجربة ويعيد تشغيلها في كلّ مرّة تفكّر فيها بالسفر جوًّا. ومع الوقت، يصبح الطيران مرتبطًا في ذهنك بالذعر والخطر، حتى لو لم يكن هناك خطر فعليّ."

ويضيف:
"الأشخاص الذين يخافون من الطيران يحملون أفكارًا سلبية مسبقة، يرون فيها أنّ الطائرة مكان غير آمن، وأنّ حياتهم مهدّدة كلّما صعدوا إليها. لذلك، يبدأ الحلّ من داخل الفكر، من طريقة التفكير نفسها."


أخبار ذات صلة:
كيف تتعامل مع الخوف من الطيران؟ خبيرة نفسية تشرح الأسباب والحلول...



غيّر الفكرة... يتغيّر الشعور

يؤكد الدكتور راكلي أنّ الخطوة الأولى في مواجهة الخوف هي تحدّي الأفكار المقلقة واستبدالها بأخرى واقعية.
"اسأل نفسك: ما الدليل على أنّ الطيران خطِر؟ هل أُبالغ في تقدير المخاطر؟ هل هناك أنشطة أخرى أقوم بها يوميًا تتضمّن خطرًا أكبر دون أن أشعر بهذا التوتّر؟"

ويشدّد على أهمية تثقيف النفس:
"حين تفهم كيف تعمل الطائرات، ولماذا تحدث الاضطرابات الجوية، ومدى صرامة إجراءات السلامة في الطيران، سيصبح من الأسهل السيطرة على الأفكار المثيرة للقلق."



حين يتكلّم الجسد بلغة الخوف

تتجسّد مشاعر الرهاب أحيانًا في أعراض جسدية مزعجة:

* تعرّق اليدين
* تسارع ضربات القلب
* تقلّصات في المعدة أو غثيان
* إحساس طاغٍ بقرب الخطر

وفي الحالات القصوى، قد تصل إلى نوبات هلع كاملة أثناء الرحلة.

هنا ينصح الخبراء بمواجهة هذه الأعراض بالتنفس العميق والهدوء التدريجي، لا بالمقاومة الحادّة، لأنّ مواجهة الجسد بلطف تساعد الدماغ على استعادة السيطرة.


تخيّل الهبوط الآمن قبل الإقلاع

واحدة من أكثر الطرق فاعلية، بحسب المتخصصين، هي التصوّر الذهني الإيجابي:
تخيّل نفسك جالسًا في الطائرة، هادئًا، تستمتع بمشهد الغيوم من النافذة، ثم تهبط بسلام في وجهتك.

كما يساعد التأمل الموجّه على الدخول في حالة من الاسترخاء العميق والتركيز الذهني، ما يجعل الأفكار المقلقة تتلاشى تدريجيًا.


في النهاية... الخوف قابل للترويض

رهاب الطيران لا يعني الضعف، بل هو رد فعل طبيعي يمكن فهمه والسيطرة عليه.
وبالقليل من المعرفة، وبعض التدريب الذهني، يمكن لأيّ شخص أن يحوّل تلك اللحظات المليئة بالقلق إلى تجربة مريحة وآمنة تُطلّ به على العالم من ارتفاع 30 ألف قدم.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 316432


babnet
*.*.*
All Radio in One