الدوحة تُحيي السلام.. هل ينتهي النزاع في شرق الكونغو؟

بقلم عامر عبايدي
في مثل هذا التوقيت من كل عام، كانت منطقة البحيرات العظمى في أفريقيا تشهد تصعيدًا جديدًا في التوترات، تُطلق معه بيانات شجب وإدانة من الأطراف المتنازعة، وتُعاد توزيع المواقع والاتهامات، بينما تزداد معاناة المدنيين في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. لكن في يوم السبت الماضي، جاء خبرٌ غير مألوف، وغير متوقع، ليُعلن عن توصل طرفي النزاع إلى اتفاق سلام برعاية قطرية، في خطوة قد تكون فاصلة في تاريخ هذا الصراع الذي طال أمده، وطال معه الألم.
في مثل هذا التوقيت من كل عام، كانت منطقة البحيرات العظمى في أفريقيا تشهد تصعيدًا جديدًا في التوترات، تُطلق معه بيانات شجب وإدانة من الأطراف المتنازعة، وتُعاد توزيع المواقع والاتهامات، بينما تزداد معاناة المدنيين في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. لكن في يوم السبت الماضي، جاء خبرٌ غير مألوف، وغير متوقع، ليُعلن عن توصل طرفي النزاع إلى اتفاق سلام برعاية قطرية، في خطوة قد تكون فاصلة في تاريخ هذا الصراع الذي طال أمده، وطال معه الألم.
لقد استضافت العاصمة القطرية الدوحة، بعد أشهر من المفاوضات الدقيقة، واجتماعات مكثفة بين أطراف متنازعة، حكومة الكونغو الديمقراطية وحركة إم 23، التي سيطرت لسنوات على مناطق شرقية حيوية، في اتفاق لم يُعلن فقط عن وقف لإطلاق النار، بل عن نية حقيقية للحوار والبناء المشترك. خطوة كهذه كانت تبدو مستحيلة قبل أشهر قليلة، حين كانت المواجهات العسكرية تتصاعد، وتزداد وتيرتها، وتُهجّر آلاف العائلات، وتُدمّر مدنًا بأكملها.
هل انتهت الحرب؟
هذا هو السؤال الذي يطرحه الكثيرون اليوم، بعد أن وقّع الطرفان على "إعلان المبادئ في الدوحة"، برعاية أميرية، ودعم أميركي، وتأييد دولي واسع. فهل حقًا انتهت الحرب التي دخلت عامها الثلاثين، أم أن هذا الاتفاق ما هو إلا هدنة جديدة في سلسلة هدن سابقة لم تصمد؟الواقع يقول إن الظروف المحيطة بهذا الاتفاق مختلفة هذه المرة. فلم تكن قطر مجرد وسيط عابر، بل لعبت دورًا محوريًا، وسبق هذا الاتفاق لقاءٌ تاريخي بين رئيسي الكونغو ورواندا في مارس الماضي، بوساطة قطرية أيضًا، أعطى زخمًا للجهود الدبلوماسية التي تلت ذلك. كما أن اتفاق واشنطن الذي وُقّع في جوان الماضي بين الكونغو ورواندا شكّل الأرضية التي انبثق منها اتفاق الدوحة.
لماذا تغيرت المواقف؟
كيف استطاعت الدوحة أن تُقنع طرفًا رئيسيًا مثل حكومة كينشاسا بالجلوس إلى طاولة الحوار مع حركة متمردة كانت ترفض حتى مجرد ذكر اسمها؟ وكيف وافقت إم 23 على الانسحاب من بعض المناطق، ووقف إطلاق النار، في ظل المكاسب العسكرية التي حققتها في السابق؟الجواب يكمن في الضغوط الدولية، والحسابات الاستراتيجية لكل طرف. فالكونغو الديمقراطية تدرك أن استمرار الحرب يُضعف اقتصادها، ويزيد من معاناة شعبها، ويُعطي مساحة أكبر للتدخلات الخارجية. أما إم 23، فتدرك أن الصراع المفتوح لم يعد يخدمها كما كان، خاصة مع تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية، وتصنيف بعض الجهات لها كتنظيم إرهابي.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 312130