عفوا سي سليم، ما هكذا تورد الإبل.. تقبّل مروري

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/61df40e3c0da06.71004811_nifmjeqkglhop.jpg width=100 align=left border=0>


حياة بن يادم

"أنصاف الثورات مقابر للشعوب".. كان يكفي تفعيل المصادرة تفعيلا قانونيا عادلا وحازما وشاملا لكل الفاسدين المنتفعين دون وجه حق من النظام القديم (رجال اعمال- إعلاميين- نقابيين- سياسيين). كان ذلك هو موقفنا ولكن قيادة النهضة اختارت أن تكون نصف ثورة !"



هذا ما دونه الأستاذ سليم بن حميدان.






كانت التدوينة ستمر مرور الكرام بالنسبة لي لأنني لست في موقع الدفاع عن حزب حركة النهضة لأنها "ما عقرتش" وتزخر بقياداتها وقواعدها التي لهم القدرة للدفاع عنها في ظل هذه الحملة الشرسة التي تتعرض إليها، ولأن للأستاذ سليم ولغيره الحق في حرية التعبير عن رأيه في موضوع المصادرة وغير المصادرة.
لكن عندما استحضرت صفته كوزير سابق لوزارة أملاك الدولة في حكومة الترويكا يختلف الأمر لدي، لأذكّر السيد الوزير أنه كان شريكا في تلك المرحلة بنجاحاتها وإخفاقاتها وكان الأجدى تحمل المسؤولية والابتعاد عن منطق "داخل في الربح خارج من الخسارة".

وبدل اللوم على حركة النهضة ونقدها وهي ليست فوق النقد ولا هي معصومة من الأخطاء وحديثك عن "الاختراق الداخلي للنهضة من بعض المستشارين المكلفين بالقرار الحكومي وخاصة في ملفات (المصادرة والاعلام والتفاوض مع اتحاد الشغل)"، كان الأولى بكم نقد تجربة حزب المؤتمر وأنتم أحد مؤسسيه الذي حطم الرقم القياسي في الاختراقات، حيث رأينا قياداتها أعضاء في المجلس الوطني التأسيسي2011، هم أعضاء في مجلس النواب عن حركة نداء تونس 2014، والمحصلة الحزب بقي أثرا بعد عين، وكان سببا جعل حزب حركة النهضة لا تجد لها ظهيرا، والبديل كان سوى التوافق مع من تعتبرونهم من المنظومة القديمة.

كان الأولى القيام بالنقد الذاتي ومراجعة الأخطاء التي حالت دون نجاح الانتقال الديمقراطي قبل انتقاد الغير والاعتراف أن ما وصلنا إليه هي مسؤولية الجميع بأقدار وبدون استثناء نخب سياسية ومنظمات وشعب.
حسب رأي الأستاذ، النهضة اختارت أن تكون "نصف ثورة"، عندما أنظر لنصف الكأس الفارغ أعتبر هذا الرأي مثلبة وشهادة سيئة، لكن حين أنظر لنصف الكأس المليان أعتبر "نصف ثورة" شهادة حكمة لأن الحركة اختارت ذلك عن وعي بدقّة تلك المرحلة التي كانت مرشحة بأن تكون دموية في ظل مناخ الاغتيالات السائد وكان ذلك أخف الأضرار ودرءا لما كان هو أخطر.

لا أدري لماذا وأنا أقرأ تدوينة الأستاذ أستحضر المثل القائل "كتطيح البقرة تكثر سكاكنها" وهو مثل مؤلم، لكن الأكثر إيلاما أن تكون هذه السكاكين "سكاكين صديقة"، ولسان حالي يقول نلوم عيب "زمن الشعبوية" والعيب فينا.

لو قام الأستاذ سليم بالاستقالة من الوزارة انسجاما مع موقفه "ثورة كاملة" فيما يخص ملف المصادرة في تلك المرحلة، على خلاف النهضة التي اختارت أن تكون "نصف ثورة"، لرفع الحرج عنه ولرفعت له القبعة الآن، لأن فارس الموقف يقارع في الوقت المناسب أو يصمت بعد فوات الأوان. لكن مع الأسف شهوة حبّ السلطة لدى جميع النخب السياسية بدون استثناء تعمي وتصم.

عفوا سي سليم، ما هكذا تورد الإبل، لا تمتهن نشر الملح على الجراح المفتوحة مهما كان حصاد التجربة التي كنتم جزءا منها شوكا وألما وكن ممن يزرعون وردا وأملا.. تقبّل مروري.


Comments


2 de 2 commentaires pour l'article 239412

Mahdibey  (Tunisia)  |Jeudi 13 Janvier 2022 à 17:49           
أكرّر القول بأنّ ثورتنا المجيدة وأعتزّ بها إلى الأبد قضي عليها من النهار الأوّل أو بالأحرى من الليلة الأولى عندما تولّى أفراد من الّذين قامت ضدّهم بفضل تطبيق الفصول 55 ثمّ 57 من الدستور القديم مواصلة الحكم و تسيير البلاد.
وتواصلت الانتهاكات والتلاعب والتستّر ثمّ تحالف السبسي والغنّوشي في لقاء مشؤوم أجهض ماتبقّى منها وحكم عليها بالموت السريري و لم يبق منها كان الشعارات الجوفاء.
أمّا بقيّة الطبقات والقوى السياسيّة أمّا لا حول ولا قوّة لهم و ليس لهم في السّوق ما يذوقون أو بقوا يلتقطون الفتاة من القيادات المنتصبة.
والسؤال الآن ما العمل و هل هناك منقذون قادرون تخليصنا من هذا الوحل؟
بالطبع نعم

BenMoussa  (Tunisia)  |Jeudi 13 Janvier 2022 à 00:19           
شكرا اخت حياة مقال جميل وافكار صادقة ورائعة
بقي انني لم افهم ما المقصود بـ"تقبّل مروري"
مرورك من اين الى اين وما دخل سليم بن حميدان فيه وما علاقة مرورك بما ورد في المقال
رجائي توضيح الامر في تعليق او في مقال قادم ان لزم الامر
اما الاخ سليم عندما يقول "كان يكفي تفعيل المصادرة تفعيلا قانونيا عادلا وحازما وشاملا ..." فمن منعك من ذلك ؟ هل حزب النهضة ام حزب المؤتمر ام رئاسة الحكومة ؟
ثم هل كان تطبيق ذلك ممكنا ومتاحا ؟
ثم لماذا لم تعبر عن ذلك يومها بكل وضوح ولماذا لم تواصل الثورة حتى تحقق الثورة كل اهدافها
واخيرا سؤال شخصي جدا عندما تتحدث عن "الفاسدين المنتفعين دون وجه حق من النظام القديم (رجال اعمال- إعلاميين- نقابيين- سياسيين)" هل نظرت مليا حواليك
اليس من بينهم اعضاء من عائلتك ؟ ما كان موقفك منهم ؟
من كان واجهة بيته من زجاج لا يرمي بيوت غيره بالحجارة
اعانك الله عل المكافحة الصادقة للفساد


babnet
*.*.*
All Radio in One