أي مستقبل لقطاع العقارات و الوكلاء العقاريين مع التطور الرقمي السريع

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5fc4ce2053dea8.51750210_pqfhnleimgkjo.jpg width=100 align=left border=0>
Pixabay


بقلم أنيس الغربي،
مدير مبوب تونس



عرفت أغلب القطاعات تغييرا ملحوظا في نشاطها مع التطور الذي يشهده القطاع الرقمي. وبدوره، تطور قطاع العقارات تزامنا مع الثورة الرقمية التي عرفها العالم مؤخرا. فقد غيّرت هذه الثورة أنماط الاستهلاك وطريقة عمل الناس. فإلى أي مدى كان تأثيرها على قطاع العقارات؟




قفزة مستقبلية

لا يمكننا اليوم بعث مشروع عقاري دون الإلتفات إلى الأنترنت. فقد أصبحت جميع أطراف هذا القطاع اليوم، من البائعين والمشترين والمستثمرين على اطلاع جيد للغاية للسوق بفضل الويب. رغم أنه منذ خمس سنوات فقط، كانت الإعلانات المبوبة هي التي تسيطر على سوق إعلانات العقارات في تونس، إذ أن البائع كان يضع وصفا موجزا دون صور للعقار. أما اليوم وبفضل التطور الرقمي للويب ولشبكات التواصل الإجتماعي، أصبح للحرفاء إمكانية مشاهدة العقار عبر الصور، والزيارات الإفتراضية وحتى الفيديو، مما جعل العرض والطلب يتحول طبيعيا نحو الرقمنة، الأمر الذي لا يغير فقط مهنة الوكيل العقاري ولكن أيضًا تجربة الحريف.


التقنيات الرقمية الحديثة: فرصة سانحة للوكلاء العقاريين للإقلاع

شهد قطاع العقارات تطورات عديدة بسبب تغير طريق عمل الوكلاء العقاريين. فعند الحديث عن التحول الرقمي فإننا نفكر بشكل طبيعي في ظهور تطبيقات الهاتف المحمول. فقد تأثر قطاع العقارات بشدة مع التطور الذي عرفته الهواتف الذكية. كما أصبحت الشبكات الاجتماعية تلعب أيضًا دورها في الاستراتيجية الرقمية لوكالات العقارات، بل وتحولت إلى وسيلة إعلامية حقيقية لوكالات العقارات. فقد أصبح بالإمكان إثراء محتوى الإعلانات العقارية عبر النصوص و الصور التفاعلية مما وثق صلة الوكلاء بالحرفاء. بالإضافة إلى ذلك، فإن التونسيين بطبعهم مواكبون للتكنولوجيا مقارنة بمحيطهم. فقد أظهرت الدراسات أن 7.9 مليون تونسي لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت وأكثر من 7.3 مليون لديهم حساب على الفيسبوك وفقًا لتقرير نشرته شركة ديجيتال ديسكوفري.

مهنة متغيرة

بالإضافة إلى هذه الفرص ، أحدثت التكنولوجيا الرقمية ثورة في مهنة الوكيل العقاري. فقد سهّلت له تنظيم مهنته عبر التطبيقات الحديثة. كما يمكن أن تجذب أيضًا جمهورًا أكبر بكثير كما ذكرنا. هذان العاملان يدفعان الوكيل العقاري لتغيير طريقة عمله بشكل جذري. فوفقًا لجيل بلانشارد ، المؤسس المشارك لـ Seloger.com ورئيس EMPG ، وهي مجموعة رائدة للبوابات العقارية في البلدان الناشئة، يجب أن يكون الوكيل العقاري الآن قابلاً للوصول بشكل دائم تقريبًا وأن يكون سريع الاستجابة. إذ أن 78٪ من المستهلكين يشترون من أول من يجيب على تساؤلاتهم ؛ ومن هنا تأتي أهمية الرد على رسائل البريد الإلكتروني في أقل من 5 دقائق. في الوقت نفسه ، تخلق التكنولوجيا الرقمية منافسة أشد؛ إذ يمكن للمشترين و المستأجرين المحتملين الآن الإتصال بأكثر من 20 وكيلًا في وقت واحد. هذه المنافسة المتزايدة تجبر الوكيل العقاري على التحول حتى يتمكن من الاستجابة في أي وقت وإدارة المزيد من العقارات ويكون أكثر استجابة من أي وقت مضى. كما ساعدت التطبيقات والأدوات الرقمية للنشر وإدارة الإعلانات وكلاء العقارات ومرافقتهم في هذا التحول. فمهنة الوكيل العقاري لا تستحق البقاء طوال الوقت في المكتب، إذ تسمح له هذه التطبيقات بنشر إعلانات في أي مكان وفي أي وقت. أخيرًا، تقدم هذه التطبيقات أيضًا خدمات المراسلة التي تتيح لك التفاعل مع المستخدمين على الفور وبالتالي تكون مستجيبًا قدر الإمكان.

تجربة العملاء في قطاع العقارات تغيرت بشكل كبير

أصبحت التكنولوجيا الرقمية الآن جزءًا لا يتجزأ من شراء أو تأجير العقارات ، سواء كانت جديدة أو قديمة، مما يمنح الباحثين تجربة أفضل بكثير. كما تتيح التكنولوجيا الرقمية مشاهدة مخططات البناء، والموقع الدقيق والوصف الكامل للممتلكات والأسعار وكل مدى توفر المشروع. واليوم ، ترسخ الزيارة الافتراضية نفسها تدريجياً، وبفضل التقدم في الرقمنة ، لأصبح يمكن تصور شقة مستقبلية ثلاثية الأبعاد. وبالتالي فإننا نشهد تحولًا في مهنة وكلاء العقارات الذين يستفيدون من التقنيات الجديدة لتجربة أفضل مع حرفائهم. باختصار، يقود هذا الواقع الجديد المتخصصين في القطاع إلى التدريب وإعادة ابتكار أنفسهم ومراجعة أساليب عملهم لتعزيز دورهم الاستشاري في التعامل مع حرفائهم لأن هذا المجال سيعرف تطورا بشكل مستمر.


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 216002


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female