المغرب و عصا الديمقراطية الغليظة

بقلم الأستاذ بولبابه سالم
انتصر حزب العدالة و التنمية المغربي في الانتخابات التشريعية التي شهدتها البلاد الاسبوع الفارط حيث دعم رصيده في البرلمان ليصبح عدد نوابه 125 مقعدا . كثيرون توقعوا منافسة شرسة بين الاسلاميبن و حزب الاصالة و المعاصرة العلماني و القريب من المخزن لكن الناخبون المغاربة صوتوا لفائدة الاستمرارية و جددوا ثقتهم في حزب عبد الاله بن كيران بعد الانتعاشة الاقتصادية التي تحققت بفضل استفادة المغرب من الوضع الاقليمي الذي افرزته ثورات الربيع العربي حيث تدفقت الاستثمارات بكثافة ، و لا ننسى هجرة الكثير من الشركات الاجنبية من تونس نحو هذا البلد الشقيق بسبب كثرة الاحتجاجات و المطلبية المشطة و اهتزاز الوضع الأمني في بعض الفترات .
انتصر حزب العدالة و التنمية المغربي في الانتخابات التشريعية التي شهدتها البلاد الاسبوع الفارط حيث دعم رصيده في البرلمان ليصبح عدد نوابه 125 مقعدا . كثيرون توقعوا منافسة شرسة بين الاسلاميبن و حزب الاصالة و المعاصرة العلماني و القريب من المخزن لكن الناخبون المغاربة صوتوا لفائدة الاستمرارية و جددوا ثقتهم في حزب عبد الاله بن كيران بعد الانتعاشة الاقتصادية التي تحققت بفضل استفادة المغرب من الوضع الاقليمي الذي افرزته ثورات الربيع العربي حيث تدفقت الاستثمارات بكثافة ، و لا ننسى هجرة الكثير من الشركات الاجنبية من تونس نحو هذا البلد الشقيق بسبب كثرة الاحتجاجات و المطلبية المشطة و اهتزاز الوضع الأمني في بعض الفترات .

كثيرون يريدون المقارنة بين تونس و المغرب حول التمشي الديمقراطي ، و الواقع ان ملك المغرب محمد السادس و بفضل طاقمه الاستشاري المتمرس قد جنب بلاده تداعيات الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها بلاده بعد نجاح الثورة التونسية في اسقاط بن علي ، و كان اكثر فطنة و ذكاء من الرئيس السوري الذي انتبه متأخرا جدا . لقد شكل الملك لجنة لتعديل الدستور ثم اقامة انتخابات ديمقراطية شفافة تعبر عن ارادة الشعب المغربي الحقيقية ، طبعا يملك محمد السادس سلطات واسعة و له مكانة اعتبارية عند الشعب المغربي كما يملك ايضا نفسا اصلاحيا حيث بادر منذ وفاة والده الحسن الثاني الى بعث هيئة لكشف الحقائق و الملفات السوداء لتحقيق المصالحة الوطنية و قد تابع المغاربة جلسات مثيرة و صادمة بين الحلادين و الضحايا .
هناك من يتساءل ، هل الصراع الايديولوجي في المغرب موجودة بنفس الحدة الموجودة في تونس ؟ نعم ، هو كذلك ، فعندما نتابع وسائل الاعلام المغربية و مواقع التواصل الاجتماعي نجد العلمانيين و الحداثيين يتهمون الاسلاميين بالرجعية و الظلامية ، كما يتهم الاسلاميون خصومهم بالانبتات و ينعتونهم بالطابور الخامس للاستعمار و الازلام ،،، لكن الفرق انه لا احد يتجرأ في المغرب على طرق ابواب السفارات الاجنبية لطلب المساعدة و الاستقواء على خصمه السياسي ، كما ان حنفية المال السياسي الخارجي مقطوعة و تخضع لمراقبة مجهرية و لا يوجد تساهل معها . كما ان النقابات العمالية تطالب لكنها لا تتوقف عن العمل او تعتصم داخل المصانع لذلك حققت المغرب نسبة نمو هامة تصل الى 5 بالمائة .
توجد في المغرب سلطة الملك و عصاه الغليظة فلا احد يتجرأ على زيارة سفير او طلب تدخل اجنبي او تقديم تقارير لدوائر اجنبية ، لذلك قد نتفق مع ابن خلدون في ان العرب لا يستقيمون الا بشيء من القوة الرادعة .
من ناحية أخرى ، لا يمكن المقارنة بين النخب المغربية و النخب التونسية ، فهناك نهضة فكرية و ثقافية يعيشها المغرب منذ عقدين مع دكاترة و كتاب كبار مثل محمد عابد الجابري و علي اومليل و عبد الله العروي و عبد الاله بلقزيز و غيرهم ، اما عندنا فالجميع يعرف كيف تم تفقيس بعض نخبنا في الحقبة النوفمبرية و بعضهم يلعن الثورة و يصفق للانظمة الفاشية الدموية .
كاتب و محلل سياسي
Comments
7 de 7 commentaires pour l'article 132146