مهرجان الحمامات الدولي: "سهرة قائدي الأوركسترا" توحّد المتوسط على نوتات التنوع والانتماء

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/6873dba5f31315.54071585_kghpqoemjnfil.jpg width=100 align=left border=0>


في ليلة من ليالي الموسيقى الراقية التي تنبض بالثقافة المتوسطية، احتضن مسرح الهواء الطلق بالحمامات، مساء 12 جويلية، عرض "سهرة قائدي الأوركسترا"، ثاني سهرات الدورة 59 لمهرجان الحمامات الدولي (11 جويلية - 13 أوت 2025)، في تجربة استثنائية جمعت خمسة مايستروهات من تونس، الجزائر، وإيطاليا، في توليفة موسيقية ساحرة من إنتاج مسرح أوبرا تونس.

حملت السهرة طابعًا احتفاليًا بالتنوع، حيث تجاورت الألوان السيمفونية الكلاسيكية مع النغمات الشعبية المغاربية، وامتزجت المقامات الشرقية بموسيقى الأوبرا الإيطالية، في مشهد أوركسترالي مشحون بالعاطفة والرمزية الثقافية.





تنوّع في القيادات... وحدة في الإحساس

افتتح المايسترو شادي القرفي العرض بقيادته للأوركستر السمفوني التونسي، رفقة الفنان محمد علي شبيل، الذي غنى "أنا نموت عليك" بإحساس عميق، قبل أن يترك المايسترو محمد المقني بصمته من خلال مقطوعات مثل Prélude وRigolade التي جمعت بين الشرق والغرب في سرد موسيقي متصاعد.

أما المايسترو محمد الرواتبي، فقد أعاد للجمهور دفء الذاكرة التونسية بمرافقة الفنانة منجية الصفاقسي، التي أدت "خلي يقولو اش يهم" و"يلي سحروني عينيك"، في توزيع معاصر حافظ على الروح الأصلية.

مغاربية وأوبرا... على وتر واحد

الجزائري لطفي السعيدي أعاد إحياء التراث الشعبي المغاربي بمقطوعات حملت عبق الحنين، أبرزها "يا رايح" التي حركت وجدان الحاضرين. ثم جاء الدور على الإيطالي أندريا تارنتينو، الذي اصطحب الجمهور في رحلة نابوليتانية رفقة السوبرانو غوار فارادجيان، حيث قدمت روائع مثل O sole mio وParla più piano وسط تصفيق حار.

وفي الختام، عاد شادي القرفي لقيادة الأوركستر في "مالوف فانك"، حيث التقت أنغام المالوف التونسي بالإيقاع الفانكي العصري، قبل أن يصدح محمد علي شبيل مجددا بمجموعة من الأغاني التونسية والعربية بأسلوب أوركسترالي منحها أبعادا جديدة، أبرزها "كي يضيق بيك الدهر" و"ليلة لو باقي ليلة".

شهادات من خلف الكواليس

في الندوة الصحفية التي تلت العرض، أوضح شادي القرفي أن السهرة ولدت من رغبة في توحيد الإبداع الموسيقي المغاربي والمتوسطي في رؤية أوركسترالية حديثة. وقال: "أردنا تقديم الموسيقى التونسية جنبا إلى جنب مع الإيطالية والمغاربية لتأكيد أن الموسيقى تتجاوز الحدود."

من جهته، اعتبر لطفي السعيدي أن الجمهور التونسي "تفاعل باحترام وانسجام"، فيما عبّر محمد علي شبيل عن سعادته بهذه التجربة قائلا: "الغناء مع الأوركستر مسؤولية وإحساس مختلف تمامًا، يعطي للأغنية بعدًا روحانيًا خاصًا."


"سهرة قائدي الأوركسترا" لم تكن مجرد عرض موسيقي بل كانت احتفاءً بالانتماء المشترك لفضاء ثقافي وإنساني يتقاطع عند ضفاف المتوسط، ويؤكد أن الموسيقى تظل دائمًا لغة جامعة ومُلهمة.

ويلتقي جمهور المهرجان الليلة مع الإيقاعات القناوية المغربية للفنانة هند النعيرة، والموسيقى الشعبية الجزائرية بتوزيع معاصر مع جازية ساطور.



Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 311697


babnet
*.*.*
All Radio in One