الإنتخابات البلدية والحكم المحلي:6 اسئلة تشرح لك

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/baladiatfordummies.jpg width=100 align=left border=0>


باب نات - طارق عمراني - تقوم السلطة المحلية علی أساس اللامركزية. تتجسد اللامركزية في جماعات محلية، تتكون من بلديات وجهات وأقاليم ،يغطي كل صنف منها كامل تراب الجمهورية وفق تقسيم يضبطه القانون. يمكن أن تحدث بقانون اصناف خصوصية من الجماعات المحلية الفصل 131 ، الباب السابع من الدستور التونسي

وانطلاقا من هذا الفصل وتجسيد لمبدأ الحكم المحلي الذي أقره الباب السابع من الدستور ستكون تونس علی موعد في 6 ماي 2018 مع أول انتخابات بلدية ومحلية منذ الثورة وهو استحقاق من الأهمية بمكان وسيكون بمثابة الثبيت للمسار الديمقراطي التونسي





ماذا نعني باللامركزية؟
هناك عدة تعريفات للامركزية وهي عكس المركزية واللامحورية ويمكن تعريفها علی انها عدم تركيز السلطة بمستوی إداري واحد وبالتالي توزيعها علی مؤسسات ادارية متعددة في الدولة مما يعني تفويض الإدارة المركزية لإدارات وأجهزة بعيدة جغرافيا عنها للقيام بمهام معينة


هل تعني اللامركزية اضعاف السلطة المركزية؟
علی العكس تماما فالحكم المحلي الية لتخفيف اعباء الحكم عن السلطة المركزية لضمان افضل النتائج فلكل جهة مشاكلها التي تختلف عن الاولويات والمشاكل في جهة اخری فمن شأن اللامركزية تسهيل عملية التنسيق بين دوائر الدولة وربط الصلة بين المواطن والسلطة في إطار ديمقراطية القرب وبالتالي تحول السلطة إلی شكل افقي بدل عموديتها التي تفرضها المركزية من خلال اشراك المواطن بأشكال مباشرة وغير مباشرة في صنع القرار او حتی عبر تحوله إلی قوة إقتراح وضغط ومراقبة وبالتالي يمكن ان نعتبر الحكم المحلي تجليا من تجليات الديمقراطية ان لم يكن روحها فإذا كانت الديمقراطية حكم الشعب للشعب فما من آلية يمكن أن تطبق ذلك بشكل نموذجي مثل الحكم المحلي


ما هي الإضافة المرجوة من الحكم المحلي (المجالس البلدية ) سياسيا وتنمويا؟
من شأن الحكم المحلي ان يرسخ ثقافة المبادرة والعمل السياسي بتكوين جيل سياسي جديد في كل الجهات بعد ان كان العمل السياسي حكرا علی المركز فمشاركة المواطن في الحياة العامة سيمكنه من اكتساب الثقافة السياسية وفهم مقاربة "الحقوق والواجبات" بشكل جيد ،فمن المشاكل التي تعاني منها تونس الثورة هي غياب الحس المدني والمواطني والسياسي وغياب الشباب عن مراكز القرار وهو ما يمكن تجاوزه عبر آليات الحكم المحلي إذا ما تم تطبيقها علی افضل وجه أما تنمويا فالإستقلالية المالية للبلديات يمكن ان تقلل من مظاهر الفساد بتركيز رقابة ذاتية صلب المجالس من شأنها مراقبة سير الصفقات العمومية ومساءلة اللجان والوقوف علی حسن سير الأشغال والمشاريع

الا يمثل الحكم المحلي خطرا علی وحدة البلاد؟
هناك من يری ان الحكم المحلي من شأنه اضعاف الدولة وتغذية النعرات الإقليمية والجهوية وهنا يجب الاشارة إلی ان الحكم المحلي ليس حكما ذاتيا ولا شكلا من اشكال الفيدرالية بل آلية لدعم التنمية الجهوية والقضاء علی التفاوت الاقاليمي والتنموي مع احترام وحدة البلاد من خلال الدستور الذي اقر في بابه السابع مبدأ اللامركزية فيتم تحديد صلاحيات الهيئات المحلية عبر قانون الجماعات المحلية التي سيضبطها مجلس النواب وبالتالي فالدستور هو السلطة العليا عكس النظام الفيدرالي الذي يقوم علی دساتير مختلفة عبر الولايات كما ستظل المجالس المحلية والبلدية والجهوية تحت رقابة واشراف الدولة

هل ان المسار الديمقراطي والانتخابي التونس رهين تفعيل الحكم المحلي؟
بحسب بعض المنظمات العالمية ومن بينها فريدوم هاوس و crisis group فإن تونس تعيش تحديات كبری فيما يتعلق بإستكمال المسار الديمقراطي خاصة مع جنوح رئيس الجمهورية نحو النزعة السلطية ورغبته في استحضار النموذج البورقيبي وتلميحه في اكثر من لقاء صحفي إلی اعتزامه تنقيح نظام الحكم الحالي بالتوسيع من صلاحيات رئاسة الجمهورية اضافة إلی تململ السبسي من عمل الهيئات الدستورية وخاصة هيئة الحقيقة والكرامة كما ان صيف 2017 كان بوابة لعودة رموز النظام السابق عبر تحوير وزاري غلب عليه اللون البنفسجي بتمثيلية كبيرة لرجالات بن علي وقيادات سابقة للتجمع الدستوري المنحل بالإستفادة من قانون المصالحة الادارية
وقد ضغطت بعض الجهات الدولية علی رئاسة الجمهورية لاستصدار امر للاستعداد للإنتخابات المحلية بعد ان حاولت جهات سياسية داخلية نافذة تعطيلها بإعتبار ان الحكم المحلي سيجرد المركز من صلاحياته وهي اطروحة خاطئة ومغالطة
ومن هنا يمكن ان نعتبر ان اجراء الانتخابات البلدية (والتسريع بإحداث محكمة دستورية في اقرب الآجال) في 6 ماي 2018 ستكون بمثابة قبلة حياة للمسار الديمقراطي التونسي وشرعية جديدة للتجربة التونسية لدی المجتمع الدولي والجهات المانحة والمنظمات الدولية

ماهي المشاكل التي تعترض تطبيق الحكم المحلي في تونس؟
تبقی اكبر المشاكل التي تعترض تطبيق الحكم المحلي في تونس هي العوائق المالية حيث ستستلم المجالس البلدية و الجهوية المنتخبة مقاليد السلطة امام خزائن فارغة بالنظر إلی الازمة الاقتصادية التي تعيشها تونس كما ستحاول بعض الجهات النافذة اقليميا وجهويا إلی السيطرة علی المجالس البلدية سواء بدعم جهات حزبية في الحملة الانتخابية او بمحاولة مافيات المال وأباطرة الاعمال شراء الذمم واختراق المجالس حال تركيزها كما يبقی عزوف الشباب عن الشأن السياسي عائقا بشريا أمام آليات حكم لا مركزية تقوم أساسا علی الطاقات البشرية وخاصة الشبابية




Comments


2 de 2 commentaires pour l'article 156158

Portugal  (United States)  |Vendredi 16 Février 2018 à 17:05 | Par           
الحكم المحلي معناه اذا صارت انتخابات يلزمك تصبر عامين على الأقل باش تشوف حيك وحومتك تخدمو بالڤدا وعملو مشاريع وإلا تنتخب جماعة اخرين انت تعرفهم وواثق فيهم يعني قصر الخيط تلقى الابرة

Lechef  (Tunisia)  |Vendredi 16 Février 2018 à 11:33           
Si nous essayons d'analyser la dernière question et sa réponse, nous allons nous apercevoir que les '' candidats aux élections '' vont essayer de faire des discours sur leurs activités futures et leurs projets pour le développement et la bonne gestion des infrastructures de leurs régions.
Ces candidats , comme à l'accoutumé et lors des élections, établissent des projets sans savoir les budgets nécessaires et déterminer leurs sources.
Devant des caisses vides, de quels projets pourrait- on parler alors ????
Donc, ces candidats devraient tout d'abord connaître les budgets alloués et disponibles pour pouvoir définir les propriétés et étudier des projets.
Sinon, c'est du bla-bla-bla pour arriver et s'accrocher par la suite aux chaises .
Ce comportement est surtout bien connu chez les partis dont les promesses sont très nombreuses , mais les faits , les applications et l'exécution sont médiocres.


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female