العذاري في حوار مع لوموند: التوافق لم يمح خلافاتنا مع نداء تونس ...والجبهة الشعبية خسرت رهان الشارع

باب نات -
طارق عمراني - نشرت صحيفة لوموند الفرنسية حوارا مطولا مع القيادي في حركة النهضة ووزير الإستثمار والتعاون الدولي التونسي زياد العذاري وذلك علی موقعها الإلكتروني بتاريخ 18 جانفي 2018 تحت عنوان Tunisie : « Nous devons prendre au sérieux les attentes des gens, mais il ne faut pas exagérer la portée des événements »
وهذا نص الحوار:
العذاري : يجب ان نتعامل مع المطالب الشعبية بكل جدية وفي المقابل لا يجب أن نبالغ في تهويل الأحداث ،فقد شهدت تونس إحتجاجات سلمية محدودة يكفلها الدستور والكثير من العمليات التخريبية يعاقب عليها القانون
وهذا نص الحوار:
لوموند: شهدت تونس مظاهرات احتجاجية ومئات الإعتقالات ،أعلنت الحكومة علی إثرها عن حزمة من الإجراءات لصالح العائلات المعوزة ...هل تعتقد أن هذا كفيل بإمتصاص الغضب ؟
تونس تمكنت من انجاح انتقالها الديمقراطي وسيتدعم هذا النجاح بإستحقاق انتخابي في هذا العام يكرس الحكم المحلي والبلدي ونحن لاننكر حجم التحديات الإقتصادية و الإجتماعية التي تعترض تونس منذ الثورة إضافة إلی بطء المنوال التنموي وصعوبات نجمت عن الأوضاع المتفجرة إقليميا والعمليات الإرهابية النوعية التي ضربت تونس في 2015،كل هذه الاسباب وغيرها عطلت الإنطلاقة الاقتصادية المرجوة
السواد الاعظم من الشعب التونسي يتفهّم ذلك ،ولكن حاولت بعض الأطراف السياسية مثل الجبهة الشعبية اليسارية توظيف الغضب الشعبي من قانون المالية الجديدة لكنها لم تجد تجاوبا شعبيا كبيرا ومن جهتها تواصل الحكومة سعيها نحو تركيز اصلاحات اقتصادية لدعم الفئات الفقيرة وتصب اخر الإجراءات التي اتخذتها الحكومة في هذا الإطار وحتی نكون واضحين فإن اي اجراء اجتماعي سيكون محدود الفاعلية دون سياسة إقتصادية تحفّز النمو وتخلق مواطن الشغل
لوموند : يفهم من حديثك انه لن تكون هناك تعديلات علی قانون المالية
الوضع صعب ولكنه ليس كارثيا كما يروّج لذلك البعض ،فقد شهدت سنة 2017 انتعاشة كبيرة فقد عاد السياح الی تونس بأرقام مماثلة لارقام سنة 2010 كما تضاعفت نسبة النمو وحجم الصادرات ويجب علينا البناء علی هذه الارقام حتی يتعافی الميزان التجاري وهذا يتطلب التضحية من الجميع وتقبّل بعض الاجراءات المؤلمة
لوموند : تم انتخابك سنة 2011 ثم وقع انتخابك مجددا سنة 2014 ،المطالب الاجتماعية ليست جديدة ولكن لم تؤخذ هذه الانتظارات علی محمل الجد لسنوات فلماذا فشلت الطبقة السياسية في ايجاد منوال تنموي حقيقي؟
لوموند: أليس هناك اخطاء؟
لوموند: تحدث عن تضحيات اضافية من التونسيين : هل لا زال لديهم ما يقدّمونه ؟
لوموند:تری بعض التحليلات أن توافقكم مع حركة نداء تونس منذ 2014 مسؤول بدرجة ما عن المشاكل الإقتصادية : فماهو تقييمك لهذا التوافق ؟
لوموند: مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية أعلنت القيادات الندائية فض الإرتباط بكم واعتبرتكم خصما سياسيا.
لوموند : ألست قلقا بشأن تطور الأوضاع الاجتماعية في تونس؟
لا يمكننا معالجة كل المشاكل بين عشية وضحاها ،يجب علينا الآن اصلاح الدولة واعادة التوازن وتحفيز الإستثمارات ودفع عجلة النمو الشامل والعادل وبعذ ذلك لكل حادث حديث حول توزيع ثمار النمو وفي الوقت الحالي ليس هناك نمو وليس لدينا نا نوزّع.
لوموند: في نوفمبر 2016 خلال مؤتمر الإستثمار الدولي تم رصد 34 مليارا لدعم تونس فأين وصلت تلك الوعود
العذاري: تم تفعيل اتفاقيات بقيمة 19 مليار وجهت لدعم البنية التحتية ومازال النقاش متواصلا حول 15 مليار دينار،تونس بحاجة للاستثمار وهذا مانتوقعه من شركائنا وخاصة فرنسا التي دعمت التجربة التونسية ونحن نتظر منها بعث استثمارات ضخمة تكون بمثابة قاطرات في المنطقة
Comments
1 de 1 commentaires pour l'article 154691