الشاهد: التشكيك في الحرب على الفساد لا يخدم سوى الفاسدين

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/chahedle2007bvvcx1.jpg width=100 align=left border=0>


باب نات - قال رئيس الحكومة يوسف الشاهد في رده على تساؤلات النواب خلال الجلسة العامة المنعقدة طيلة اليوم الخميس والمخصصة لمناقشة الحكومة حول مكافحة الفساد "إن التشكيك في الحرب على الفساد لا يخدم سوى الفاسدين" مؤكدا أنه بالرغم من كل الاختلافات والخلافات حول السياسة المعتمدة من قبل الحكومة في هذه الحرب فإن الإجماع حاصل على ضرورة المضي فيها قدما.

وبخصوص الحديث عن تورطه شخصيا في ملف فساد، عندما كان كاتبا للدولة مكلفا بالصيد البحري، أوضح رئيس الحكومة أن وزارة الفلاحة رفضت، وفق ما يخوله لها قانون الصفقات العمومية، طلبا لشركة فازت بصفقة نموذجية تتعلق ب20 وحدة صيد بحري طالبت بتعميمها على كامل الاسطول التونسي.





وبين رئيس الحكومة أن الشركة الفائزة احتجت على هذا التمشي وتقدمت بشكوى في الغرض ضد وزير الفلاحة وعليه شخصيا بصفته كاتب دولة "الذي لم يكن يوقع حينها على أي صفقات "، إلى هيئة الطلب العمومي ثم للقضاء الذي قرر حفظ الملف لأنه لم يكن يحتوي على أي قرائن ومبررات.

أما في ما يتعلق بقضية البنك التونسي الفرنسي فقد بين الشاهد أن الحكم فيها صدر منذ 72 ساعة فقط وأنه حكم مطول وهدفه تحميل المسؤولية ولم يتضمن حكما بغرامة مالية على عكس ما تم تداوله.

وذكر، في هذا الصدد، أن هذه القضية مفتوحة منذ سنة 1982 وهي لدى التحكيم الدولي، وقد كلفت الدولة التونسية محامين من أكبر المكاتب في بريطانيا لمتابعتها، مشيرا إلى أنه وبعد الإطلاع بصفقة دقيقة على هذا الملف سيتم إبلاغ الرأي العام بمحتواه، وستقوم الدولة بالخطوات اللازمة لاستئناف الحكم ونقضه إذا تطلب الأمر.

وفي تعليقه على مسألة الإيقافات ذكر الشاهد أنها جرت بمقتضى قانون الطوارئ، وفي إطار القانون، مشيرا إلى أن ملفات الموقوفين قد أحيلت على القضاء وتم إصدار بطاقات إيداع في حق عدد منهم وأن الأمور لم تكن فقط إدارية بل قضائية ودارت بالفعل في سرية تامة لضمان نجاحها.

وأشار، في هذا السياق، إلى أن إحالة شخصين فقط على القضاء من بين الموقوفين أفضى للحكم بسداد معاليم ديوانية بقيمة 700 مليون دينار، مؤكدا أن الحرب على الفساد لم ولن تكون انتقائية أو لضرب الخصوم السياسيين "كما يدعي البعض"، بل لخدمة الدولة ودعم مواردها.

وبخصوص الديوانة بين الشاهد أن هذا الملف يتضمن "مشاكل بالجملة"، وفق تعبيره، وأن الحكومة وضعت برنامجا للإصلاح على مدى أربع سنوات، مقرا بوجود بطء في هذا الإصلاح ستعمل الحكومة على تجاوزه.

كما بين أن الحكومة تركز على رقمنة الإدارة والتقليص من الإجراءات التي يكون فيها التعامل مباشرا مع المواطن، بما يوفر قدرات إضافية للدولة لملاحقة الفاسدين في المعاملات الإدارية.

وأفاد رئيس الحكومة، في ما يتعلق بالقطب القضائي المالي، أنه تم توفير كل التجهيزات التي يحتاجها، وبقيت مسألة دعمه بالموارد البشرية اللازمة وهي من مشمولات المجلس الأعلى للقضاء، متعهدا بتوفير مقر لائق بالقطب في أقرب الآجال.

وذكر بأن الحكومة قررت انتداب 500 قاض خلال السنتين القادمتين رغم الضغوطات المالية وارتفاع كتلة الأجور، وقررت كذلك الترفيع في ميزانية وزارة العدل خلال سنة 2018 والعمل على تحسين ظروف القضاة.

وذكر أيضا أن الحكومة وبالرغم من كل الضغوطات المالية ، فإنها ستفتح باب الانتدابات استثنائيا خلال سنة 2018 للهيئات والمؤسسات ذات العلاقة بمكافحة الفساد.

وقال الشاهد إن الاشكال بخصوص الحرب على الفساد أن كل طرف يريد أن يقودها وفق رؤيته، مقرا بأن الرؤية التي اعتمدتها الحكومة قد تشكو من النقائص، وأن كل البدايات تكون صعبة وشاقة.

وأضاف أن هذه الحرب لم تنطلق في 23 ماي الماضي مع حملة الايقافات، بل انطلقت منذ اوت 2016 بإعداد ترسانة تشريعية هامة من بينها قانون حماية المبلغين وهيئة مكافحة الفساد ومقاومة الاثراء غير المشروع ، وإقرار إجراءات في إطار الإصلاح الإداري، مشيرا إلى أن الحرب على الفساد هي حرب طويلة المدى ولا يمكن الحكم على جدواها بعد 4 أشهر من انطلاقها.

كما لفت إلى أن الحكومة تعمل على تحقيق هدف على المدى المتوسط وهو التخفيض في ترتيب تونس لتكون ضمن الثلث الأول في قائمة البلدان التي يكون فيها مستوى الفساد ضعيفا.

وختم الشاهد كلمته بالتأكيد على أن الحكومة مستعدة للتعاون وقبول كل ما يمكن أن يدعم الحرب على الإرهاب، مذكرا بأن العديد من النواب قدموا ملفات فساد جدية تمت إحالتها على القضاء.


Comments


3 de 3 commentaires pour l'article 145525

Mandhouj  (France)  |Samedi 22 Juillet 2017 à 10:17           
الحرب على الفساد يجب أن تأخذ منحى شمولي و جاد وبدون خوف ... الحرب على الفساد كما هي تفكيك و محاسبة هي بناء أطر جديدة للعلاقات داخل عالم الاقتصاد و التبادل و التجارة ، كما داخل المؤسسات العمومية ، و عالم الصفقات العمومية ... نريد تونس الجديدة ، الشفافية ، التصرف الرشيد ، في الموارد و الثروات .. دون ذلك تبقى الحرب على فساد عنوان فقط ...

Mandhouj  (France)  |Samedi 22 Juillet 2017 à 10:13           
هذا للتذكير فقط ... الحرب على الفساد يجب أن تأخذ منحى شمولي و جاد وبدون خوف ... الحرب على الفساد كما هي تفكيك و محاسبة هي بناء أتر جديدة للعلاقات داخل عالم الاقتصاد و التبادل و التجارة ، كما داخل المؤسسات العمومية ، و عالم الصفقات العمومية ... نريد تونس الجديدة ، الشفافية ، التصرف الرشيد ، في الموارد و الثروات .. دون ذلك تبقى الحرب على فساد عنوان فقط ...

............................

“وذكرت مصادر شاركت في اجتماع القصر ان الرئيس قائد السبسي اكد ان الايقافات ستشمل كل من تورّط في الفساد وأن مصير كل فاسد سيكون السجن حتى وان كان يتقلد اعلى منصب على هرم السلطة .”

السيد رئيس الجمهورية أريد أن أصدق .. لكن ! لحد الآن كل تصريحات كوادر النداء أو المحسوبين عليه (بسيس ، العكرمي ) ، … تدفع لنقل أن هناك إزدواجية في هذه العماليات ضد بعض رجال الأعمال … يجب أن نفهم أن الحرب على الفساد هي نفسها أحد مسارات و مستحقات الثورة : القطع مع آليات الماضي في العمق ، يعني : تفكيك الشبكات ، تنظيف ، و بناء جديد لمنظومات العلاقات الموجودة ، فيما يخص العمل العمومي ، كما العمل الحر ، (الادارة ، السوق ، …)… و كل هذه التصريحات الرسمية
و غير الرسمية ، تدفع لطرح عدة اسئلة … و كل تسأل هو شرعي ، و لا يعني عدم مساندة الحكومة في الحرب على الفساد .

– أين موقع الشاهد كرئيس حكومة وحدة وطنية من كل هذا (من هذه الازدواجية )؟
– يجب أن نفهم أن الحرب على الفساد لها لون واحد رغم تشعبها (complexité) و خطورتها . كم مرة قلنا أن الحرب على الفساد هي أصعب من الحرب على الارهاب ؛ خاصة أن الفساد ليس مجرد ناس يلعبوا بضعف الدولة ، و إنما أصبح (منذ وقت طويل ) منظومات موازية داخل الدولة (التسيير السياسي و الاداري و التصرف في المصالح العمومية ) و منظومات جد منظمة في عالم العلاقات الاقتصادية و المالية ؛ له آليات فعل جد معقدة صعبة التفكيك، و خاصة له حماية سياسية أمنية قضائية قوية
(visible et invisible à l’oeil nue )… لونها الواحد : أنها معركة لها إستراتيجية ذات أهداف مرحلية و بدايات بناء جديد لمنظومة العلاقات عبر آليات جديدة و قيم جديدة …

إذا حكومة الوحدة الوطنية (و لا أقول الشاهد فقط ) تمضي في هذا التوجه (تفكيك ، تنظيف ، محاسبة ، و في آن واحد بناء الجديد )، سيكون لها المساندة من طرف كل الأحزاب التي تؤمن بأن تونس للجميع في إطار هذا العهد الجديد مع التاريخ الذي فتحته ثورتنا المباركة . لا يكون هناك تشكيك من أحد أو احتراز من أحد ، ما توفرت الشفافية و المراقبة الديمقراطية و الاجتماعية ؛ و ما الشفافية و المراقبة الديمقراطية و الاجتماعية سوى جزء من البناء الجديد . الشاهد كرئيس حكومة ،
حكومة الوحدة الوطنية ، رئاسة الجمهورية ، الأحزاب التي في الحكم ، يجب أن يفهموا أنه لا وجود لأي ورقة بيضاء في الدولة الديمقراطية ، و اعتبر أننا في تونس في دولة ديمقراطية ، فعدم الاحتراز أو عدم التشكيك و المساندة المطلقة ، ليس ورقة بيضاء .

في هذا الموضوع هذا آخر كلامي ، إنتهى الكلام . و أتمنى التوفيق لشعبنا العظيم في التأسيس لدولة القانون و المساواة .

et comme disait le proverbe: s’il faut tout un village pour éduquer un enfant, il faut tout un peuple pour construire un pays.

Abid_Tounsi  (United States)  |Vendredi 21 Juillet 2017 à 10:52           
لوبي كمال اللطيف (ولي نعمتك أنت و السبسي) لم يمس بسوء... إذن هي ليست انتقائية و علينا التسليم بذلك.


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female