السعودية وتونس: هل يصلح الجبالي ما أفسده الغنوشي؟

وكالات -
أكد رئيس حكومة ''تونس الثورة''، حمادي الجبالي، رغبة بلاده في توطيد العلاقات مع المملكة العربية السعودية، حيث يختفي "الرئيس المخلوع" زين العابدين بن علي، بينما لم يتوقف الإعلام السعودي في التنديد بالشيخ راشد الغنوشي، زعيم حزب النهضة الحاكم، الذي كشر عن أنيابه محذرا، من واشنطن، أسرة آل سعود الحاكمة بأنها ستواجه انقلاباً إن لم تمنح الحريات لشعبها. فهل ستنجح الحكومة "النهضوية" في إصلاح ما أفسده زعيمها؟
ورغم أن السيد الجبالي أكد في لقاء مع قناة فرنسية أن مسألة المطالبة بتسليم بن علي هي من مشمولات القضاء الذي سيقوم بتتبع هذه القضية، إلا أن الرئيس التونسي الجديد، د.المنصف المرزوقي، كان قد شدد قبيل انتخابات المجلس التأسيسي على أن السعودية مطالبة بإعادة "رئيس عصابة مجرمين " مكبلاً فوراً.
ورغم أن السيد الجبالي أكد في لقاء مع قناة فرنسية أن مسألة المطالبة بتسليم بن علي هي من مشمولات القضاء الذي سيقوم بتتبع هذه القضية، إلا أن الرئيس التونسي الجديد، د.المنصف المرزوقي، كان قد شدد قبيل انتخابات المجلس التأسيسي على أن السعودية مطالبة بإعادة "رئيس عصابة مجرمين " مكبلاً فوراً.
حمادي الجبالي على قناة فرانس 24
المرزوقي "نموذج" يحتذى
ولم يصدر أي رد فعل من الرياض على انتخاب الدكتور المرزوقي رئيساً مؤقتاً للجمهورية التونسية. غير أن الإعلام السعودي شبه الرسمي أشاد بنضال هذا "الرجل الحقوقي" وبخطابه "الموضوعي والرصين" وهو يؤدي اليمين الدستورية.
ومن بين المشيدين بخصال المرزوقي الكاتب يوسف الكويليت، في افتتاحية صحيفة الرياض الحكومية، بعنوان "! تونس...بين الغنوشي والمنصف المرزوقي

أما حسين شبكشي، فكان أكثر إطراء في مقال في "الشرق الأوسط" بعنوان " تونس نحبك برشا

أما الغنوشي...
في المقابل، تواصلت المقالات النارية المنددة برئيس حزب النهضة بسبب تصريحاته في "معهد واشنطن" للدراسات - وهو واحد من أهم المؤسسات السياسية والبحثية المؤيدة لإسرائيل - أثناء مائدة مستديرة والتي تحدث فيها عن مستقبل البلدان العربية والعلاقة مع الولايات المتحدة.

وكان الغنوشي قد قال بأن "الثورات تفرض على الملكيات العربية إتخاذ قرارات صعبة. فإما أن تعترف بأن وقت التغيير قد حان أو أن الموجة لن تتوقّف عند حدودها لمجرّد أنها نُظم ملكية. الجيل الشاب في السعودية لا يعتقد أنه أقل جدارة بالتغيير من رفاقه في تونس أو سوريا".
فكتب الكويليت "الغنوشي، الذي غالباً ما يكون متناقضاً مع تصريحاته ومواقفه وتبدل سحنته حسب الأجواء الباردة والساخنة، واتجاهه مع كل التيارات (...) بحاجة لأن يكون، وخاصة في هذه المرحلة، أكثر اتزاناً، لا بتصدير الثورة، كما فعل أستاذه الخميني (...) ومن دون أن يلحق الضرر ببلده أو ينطلق من مفهوم الوصي الجديد على عالم إسلامي كبير غير مؤهل أن يكون رأسه".
وبدوره، شن الإعلامي سعودي عبدالرحمن الراشد، مدير قناة "العربية" هجوماً غير مسبوق على الغنوشي الذي "بعد فوز حزبه، طار فورا إلى واشنطن لا إلى مكة، بل زار أقرب المعاهد الاستراتيجية الأميركية إلى إسرائيل، ونثر على الحاضرين وعودا مثل قوله إن دستور تونس لن ينتقد إسرائيل، وإنه يؤيد حق المسلم في أن يغير دينه إلى أي عقيدة يريدها، وإنه يتفاوض مع العلمانيين لإشراكهم في حكومته. وعندما سألوه عن فلسطين وإسرائيل أكد لهم أن الشأن الفلسطيني آخر اهتماماته، فلديه مليون عاطل في تونس يحتاجون إلى أن يبحث لهم عن عمل".
وأضاف الراشد "طبعا لم يتجرأ زين العابدين، الرئيس التونسي السابق، على قول ربع مثل هذا الكلام في تاريخ رئاسته، ولم يعترض أحد اليوم على كلام الغنوشي المتلهف على الحكم".
المصدر-ميدل ايست أونلاين / فرانس 24
بورتريه حمادي الجبالي الأمين العام لحزب النهضة بتونس
Comments
38 de 38 commentaires pour l'article 42631