نـــــــــــعم لتمويل قنواتنا من جيوبنا

لم تتعرض اي قناة تلفزيونية عربية أو غربية أو حتى من دول عدم الانحياز أو من دول شمال البلقان أو من القرن الافريقي للقمع و الضغط الذي تعرضت له قنواتنا التلفزيونية في عهد الرئيس السابق بن علي الذي استمات في التنكيل بهذه المؤسسات الاعلامية الشريفة بعد أن تيقن من قدرتها على فضح نظامه والتشهير باستبداده ولكنه لم يقدر على الجامها او اسكات صوتها
استمرت قنواتنا الثلاث والنصف في النضال رغم كل مضايقات النضام السابق وكانت تقدم رسائلها مشفرة نحو المشاهد الذي فهم قنواتنا..اي نعم فهم قنواتنا وتمكن من تفكيك رسائلها المشفرة في برامج سياسية بامتياز كانت توهم السلطة بأنها برامج سطحية مائعة واستطاع مناضلو الاعلام كعبد الرزاق الشابي وعفاف الغربي وعفيف الفريقي وريم السعيدي ووليد الزراع وعربية حمادي اضافة الى وحاتم بن عمارة والمنصف بن سعيد وهالة الذوادي وسمير الوافي ولطفي العماري تمرير رسائلهم السياسية الخطيرة التي لم تع السلطة خطورتها الا عند فوات الاوان
كان سمير الوافي مثلا يقدم رسائله المشفرة من خلال الحديث عن الملابس الداخلية لاحداهن أما عبد الرزاق الشابي فكان الوحيد الذي يدفع ربات البيوت لذرف لترات من الدموع كل ليلة جمعة والى الان يرن الصوت الجهوري للمتميزة هالة الذوادي في اذاننا وهي بصدد السخرية من هذا وتحقير ذاك ولا ننسى دموع المنصف بن سعيد التي اراد بها ايهام الرئيس السابق بأنه الأب الحنون لكل التونسيين أما رازي القنزعي فأسعد شعبا كاملا عندما بشره ب"حدث هام هو حضور السيد محمد زين العابدين شخصيا ابن سيادة الرئيس في ملعب رادس وهذي في الحقيقة رسالة من سيادة الرئيس"
استمرت قنواتنا الثلاث والنصف في النضال رغم كل مضايقات النضام السابق وكانت تقدم رسائلها مشفرة نحو المشاهد الذي فهم قنواتنا..اي نعم فهم قنواتنا وتمكن من تفكيك رسائلها المشفرة في برامج سياسية بامتياز كانت توهم السلطة بأنها برامج سطحية مائعة واستطاع مناضلو الاعلام كعبد الرزاق الشابي وعفاف الغربي وعفيف الفريقي وريم السعيدي ووليد الزراع وعربية حمادي اضافة الى وحاتم بن عمارة والمنصف بن سعيد وهالة الذوادي وسمير الوافي ولطفي العماري تمرير رسائلهم السياسية الخطيرة التي لم تع السلطة خطورتها الا عند فوات الاوان
كان سمير الوافي مثلا يقدم رسائله المشفرة من خلال الحديث عن الملابس الداخلية لاحداهن أما عبد الرزاق الشابي فكان الوحيد الذي يدفع ربات البيوت لذرف لترات من الدموع كل ليلة جمعة والى الان يرن الصوت الجهوري للمتميزة هالة الذوادي في اذاننا وهي بصدد السخرية من هذا وتحقير ذاك ولا ننسى دموع المنصف بن سعيد التي اراد بها ايهام الرئيس السابق بأنه الأب الحنون لكل التونسيين أما رازي القنزعي فأسعد شعبا كاملا عندما بشره ب"حدث هام هو حضور السيد محمد زين العابدين شخصيا ابن سيادة الرئيس في ملعب رادس وهذي في الحقيقة رسالة من سيادة الرئيس"
لم تهتم قنواتنا بالاشهار ولا بمداخيله ولا بعائدات الارساليات القصيرة ولا بتلك السخافة "ابعث ارسالية على الرقم 7878787878 تربح سيارة أو منزل " بل كان همها الوحيد صالح المواطن وبث الثورة في نفوسنا كي نزيح هذا الفساد الذي عصف ببلدنا .يوميا كانت تصلنا الرسائل المشفرة لتتحول الى قاعات عمليات تمرر الرسالة تلو الرسالة للمواطن والسلطة نائمة على أذنيها تظن أن هذه القنوات بصدد استبلاه العباد واللعب على سذاجتهم وعواطفهم وتنويمهم لكن الحقيقة انها نجحت في اشعال ثورة شعب كامل.
قامت الثورة وسقط النظام وظلت قنواتنا تقدم رسائلها لكن هذه المرة بشكل صريح مباشر..قناة حنبعل وبتوصيات من باعثها جعلتنا نتسمر أمام شاشاتها العزيزة منذ الاطاحة بالنظام فلا وقت للاحتفال بنجاح الثورة فجلسنا نتابع المكالمات الهاتفية التي تبشرنا بوجود قناص هناك وعصابة مسلحة هنا وملثمين في سيارات الاسعاف وقتلة مجرمين في بيوت الراحة وسلاحف نينجا في مطابخنا وتحولت استديوهاتها الى منبر لصراع ديكة من النوع الرفيع واستطاعت المنشطة اللامعة عربية ان تكون أول منشطة في العالم تطرد ضيفا لها في المباشر لتبث الدفء في قلوبنا
اسالت هذه القناة لعابنا وتحول منشطوها الى نجوم صف أول وطبعا تواجد الصائدون في الماء العكر الذين اتهموا حنبعل باثارة الفتنة وتقديم خطاب اعلامي منحط ساذج واستغلال القناة لتصفية الحسابات الشخصية مع المنافسين وعلى رأسهم شركة "كاكتوس" عبر ريبورتوجات مفبركة اضافة الى اتهامها هذه الايام بالاساءة الى الاطار التربوي والمس من شرف الاساتذة
قناتنا الوطنية بدورها وبعد برامج رائعة ك"متابعات" و"نسمة صباح" "العشوية" و"خيمة شعر" و"الارشادات الفلاحية" وحتى "النشرة الجوية" تابعت مسارها النضالي فرأينا لأول مرة صحفيا يركب "كريطة" وكان لها شرف اشعال أحداث الكاف الاخيرة بعد تمريرها لشهادة مواطنة بخصوص تعنيف رئيس منطقة لاحدى المواطنات اضافة الى البث الدوري لوثائقيات نادرة تصور الحياة السلاحف والدببة والتماسيح لزيادة جرعات الحماسة في صدورنا
قناة نسمة لم تشذ على القاعدة وواصلت تقديم اعلام راق وكان كليبها "احنا الزين" بمناسبة نجاح "بن علي" في الرئاسية مجرد تمويه للسلطة وتواجد صاحبها "نبيل القروي" بقوة في قناته حتى ألفناه وألفنا ضحكته البريئة يؤكد دائما امتنانه للحنان والعطف الذان يشملان قناته من الصانع السابق للتغيير ولم يؤثر فينا الصحفي "حسن بن عثمان" عندما خرج هذه الأيام ليسر لجريدة يومية بأن الحصة التي نشطها والتي بثت على القناة بخصوص احداث سيدي بوزيد في أواخر ديسمبر كانت بتعليمات شخصية من الرئيس السابق لصاحبها
اوووف أظنني وصلت الى الفقرة الاخيرة في هذا المقال فانا اتحمس جدا وارهق نفسي جدا جدا عندما اكتب عن ابداعات قنواتنا لاعطائها ماتستحق..اه عذرا نسيت قناة الشباب سابقا ..قد اعود اليها في مقال لاحق هذا اذا وجدت ما يكتب عليها اصلا..وبعد ما سبق اظن من الشرعي ان اطلب باعلى صوتي من هذا المنبر بتخصيص معلوم قار يصرف لهذه القنوات ويقتطع من فاتورة الكهرباء والماء أيضا لم لا، ولا يكون المبلغ رمزيا بل يجب ان يكون في حجم المجهودات العظيمة التي تبذلها هذه المنارات الاعلامية..فشكرا لباعثي قنواتنا..وشكرا لتلفزتنا الوطنية..وشكرا لمنظمة الناتو..وشكرا لقوات حفظ السلام في دارفور.وألف شكر ووردة لقنواتنا..حفظها الله لنا من الزوال ..قولوا آمــــــــــــــــــــين
حمدي مسيهلي
Comments
48 de 48 commentaires pour l'article 32840