يوميات عاطل -1

الفصل الأول - استيقظ عاطل كعادته متثاقلا على صوت الراديو الذي دائما ما تعدله أمه على ذبذبات الاذاعة الوطنية والتي تعشقها وتعتبرها أفضل وسيلة لمعرفة أحوال البلاد والعباد ، كانت تستمع لبرنامج يتحدث عن الاف عروض الشغل التي تتوفر يوميا للشباب والحوافز التي تشجع على الانتصاب...للحساب الخاص لتتأكد بعدها ان ادعاءات عاطل بأنه لا يجد شغلا يحترم شهاداته لا أساس لها من الصحة
لدى عاطل اليوم مقابلة مهنية هي رقم 325 منذ تخرجه ونيله شهادته التي دائما ما ينسى أين وضعها، لبس ثيابه التي يخصصها عادة حصريا لهذا النوع من المقابلات وحلق لحيته التي لا علاقة لها بالتدين بقدر ماهي نتيجة لقلقه وضجره من وضعيته.خرج عاطل أخيرا ومر في طريقه مرور الكرام أمام الصحف المعروضة ولم يجد ما يشده اليها ويشجعه على مد يده في جيبه المتواضع لاقتنائها فنصفها أخبار كروية ونصفها الآخر يتراوح بين قضايا الاغتصاب واعلانات الموتى والمواليد ونسخ من المواقع الالكترونية اضافة الى صورة بحجم نصف صفحة لامرأة نصف عارية

لدى عاطل اليوم مقابلة مهنية هي رقم 325 منذ تخرجه ونيله شهادته التي دائما ما ينسى أين وضعها، لبس ثيابه التي يخصصها عادة حصريا لهذا النوع من المقابلات وحلق لحيته التي لا علاقة لها بالتدين بقدر ماهي نتيجة لقلقه وضجره من وضعيته.خرج عاطل أخيرا ومر في طريقه مرور الكرام أمام الصحف المعروضة ولم يجد ما يشده اليها ويشجعه على مد يده في جيبه المتواضع لاقتنائها فنصفها أخبار كروية ونصفها الآخر يتراوح بين قضايا الاغتصاب واعلانات الموتى والمواليد ونسخ من المواقع الالكترونية اضافة الى صورة بحجم نصف صفحة لامرأة نصف عارية

وصل عاطل الى وجهته ، دخل فوجد العشرات ممن جاؤوا لنفس هدفه متأبطين ملفاتهم ويفوقه بعضهم من الجنس اللطيف امكانيات جسدية قد تؤخذ بالاعتبار في مثل هذه الحالات وبعد انتظار ممل دخل فعرف بنفسه وبشهاداته وبخبراته وقدم أوراقه وكاد يقبل الأيادي ولكن لا حياة لمن تنادي سوى جملة واحدة سمعها لدى خروجه: أترك هاتفك وسنتصل بك
وعاد عاطل يجر كل أذيال الخيبة فوجد أمه تشاهد برنامجا تلفزيونيا محوره "الشباب التونسي وتربية القطط: الواقع والآفاق"، لمحته أمه وهمت بسؤاله ولكنها سكتت حين تفطنت لأذيال الخيبة ونزلت من عينيها دموع حارة سرعان ما مسحتها حتى لا ينتبه عاطل لها وأكملت مشاهدة البرنامج.
خاف عاطل من الجلوس وحيدا حتى لا يكدره التفكير في مستقبله المشرق فخرج وتوجه الى مقره الرسمي المقهى فوجده مكتظا عن بكرة أبيه لأن الحدث جلل ففريق تونسي يتبارى مع فريق افريقي يعتبر من أحسن 600 فريق في العالم فجلس بعيدا يتابع الجماعة ولا صوت يعلو فوق صوت السباب والشتائم فلم يتركوا لاعبا الا وشتموه هو وأفراد عائلته دون أن تفارق الشيشة أفواهمم رغم ما يقال عن الصرامة في تطبيق قانون حظر التدخين ولم يطق كثيرا المكان فغادره مسرعا لينجو بنفسه وبرئتيه من مصائب هذه المقابلة.
رن هاتفه واذ بصديقته ،التي لم يستطع الى حد الآن التقدم لخطبتها، على الخط بادرته بكلمات رومانسية تعبر عن العشق والهيام فقابل عاطل كلماتها ببرود لأن حالته لم تكن تسمح بممارسة الرومانسية على الهاتف ولا بتبادل مفرداتها ولا وقت لديه يخصصه للحب حتى يستقر مهنيا وماديا.
عاد أخيرا الى المنزل ووجد وسادته الخالية في انتظاره التي ملت من رأسه ومن أحلامه الساذجة التي دائما ما يستفيق منها على صوت الاذاعة أو صوت أمه ويتيقن حينها أنها ستظل مجرد أحلام يعبث بها الآخرون، أراد في النهاية أن ينام ولكن النوم عانده وكفر هو الآخر برغبته في الراحة والنعاس فجلس يفكر وأوهم نفسه أن مستقبله سيكون مشرقا وأنه سيحقق كل طموحاته في ظرف وجيز. حينها فقط زال عنه الأرق ودغدغه النعاس وذهب في نوم عميق جدا لن يوقظه منه الا....صوت الاذاعة الوطنية...
يتتبع
حمدي مسيهلي
Comments
24 de 24 commentaires pour l'article 27407