ثنائيات السلطة والمعارضة , الأقلية و الأغلبية تهدد المصلحة الوطنية

تواترت في الآونة الأخيرة تصريحات لعدد من رموز الأحزاب التى سلكت طريق المعارضة تؤكد أغلبها على افتقاد الحكومة لبرنامج واضح و على فشلها في تقديم حلول مستعجلة خاصة لمشاكل التشغيل و التنمية و أيضا على عجزها في إدارة المرحلة و فرض هيبة الدولة الذي انجر عنه انفلات و عنف و استهتار بعلوية القانون.
إعتصامات و إحتجاجات و قطع للطرقات , نداءات بالعصيان و تعطيل الإنتاج في المؤسسات و سرقات و تجارة مخدرات و سلاح و أحداث عنف أمام المحاكم , في الشارع و الجامعات كل ذلك حسب البعض مسؤولية الحكومة التى تسلمت مهامها منذ شهر واحد.
إعتصامات و إحتجاجات و قطع للطرقات , نداءات بالعصيان و تعطيل الإنتاج في المؤسسات و سرقات و تجارة مخدرات و سلاح و أحداث عنف أمام المحاكم , في الشارع و الجامعات كل ذلك حسب البعض مسؤولية الحكومة التى تسلمت مهامها منذ شهر واحد.
إذ تحاول بعض الوجوه المعروفة بنضالها قبل 14 جانفي أو بالأحرى 13 جانفي و التى لم يحالفها الحظ في الإنتخابات الماضية و لم يمنحها الناخبون ثقتهم تحميل هذه الحكومة أكثر مما تحتمل حتى أن بعضهم و كأنه يحملها مسؤولية 50 سنة من التهميش و التفقير و الكبت الفكري.
لم نجد في الحقيقة ما يدفعنا إلى إلقاء اللوم على الحكومة و حتى مبالغتها في تبنى مبدأ الحوار و تفهم ردود فعل التونسيين العفوية و مطالبهم الإجتماعية التى يستغلها البعض لمزيد توتير الأوضاع هو من دون شك التمشي الأنسب في هذه الظروف الإستثنائية .
في مقابل ذلك هناك تقصير من جزء كبير من المعارضة عاجز عن التخلى عن منطق الأغلبية و الأقلية وعقلية الخاسر والرابح فأن تقول مية الجريبى مثلا إن دور المعارضة ليس مساعدة الحكومة فذلك يوحى بنوع من اللامسؤولية فبلادنا الآن ليست في حاجة إلى ثنائية سلطة ومعارضة بقدر ما هي في حاجة إلى لحمة بين مكونات المشهد السياسي .

ليست هذه دعوة إلى أن تكون المعارضة كرتونية كما كانت في عهد بن علي لكننا نؤكد على أنه لا يمكن خلال هذه الفترة الإستثنائية أن تبقى الطبقة السياسية منقسمة إلى سلطة ومعارضة أو أقلية و أغلبية أولا لأن ذلك بدأ يؤثر على لحمة و وحدة التونسيين و ثانيا لأنه من السابق لأوانه الحديث عن هذه المفاهيم الديمقراطية خاصة و أن المؤسسات التى ستحمي هذه الديمقراطية لا تزال إلى حد كبير على حالها و ثالثا لأن تضافر الجهود و العمل المشترك بين مختلف مكونات المشهد السياسي و أيضا المجتمع المدنى هو السبيل الوحيد للمضي قدما في مسار الإصلاح و البناء .
الغريب في الأمر أن أغلب السياسين سواء من الحكومة أو المعارضة عندما يقع استضافتهم في البرامج التلفزية أو الإذاعية يرفعون شعار الحوار و فتح أبواب النقاش و تضافر الجهود لأجل المصلحة الوطنية لكن ليس هناك على أرض الواقع ما يوحى بذلك فمتى ستعى الطبقة السياسية أن ثنائيات السلطة و المعارضة و الأقلية و الأغلبية تهدد المصلحة الوطنية .
حسان لوكيل
Comments
19 de 19 commentaires pour l'article 44534