الهاشمي الحامدي يعلن تجميد نشاطه السياسي بعد ان ادخل البلاد في حالة فوضى سياسية

يبدو ان الهاشمي الحامدي الذي أصبح رئيسا سابقا لكتلة العريضة الشعبية للعدالة والتنمية يريد ان يجعل من نفسه بطلا أسطوريا فالرجل أعلن عن بيانه على قناة المستقلة بطريقة بطولية شبيهة ببيانات تشرشل التي بثها الراديو والتلفزيون البريطاني زمن الحرب العالمية الثانية حين دعا شعبه إلى الصمود أمام الهجمة النازية او دعوات الجنرال الفرنسي ديغول الذي حث من لندن عبر الأثير الشعب الفرنسي الى مواجهة احتلال الجيوش الألمانية.
لكن الهاشمي الحامدي ليس ديغول ولا تشرشل بل هو زعيم كتلة انتخابية تمكنت بطريقة فجئية ولعدة أسباب من الصعود لتحتل المرتبة الثانية في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي لكن الكتل السياسية تجاهلتها وتجاهلت الحامدي لأنهم يصفونه بالموالي للنظام السابق .
لكن الهاشمي الحامدي ليس ديغول ولا تشرشل بل هو زعيم كتلة انتخابية تمكنت بطريقة فجئية ولعدة أسباب من الصعود لتحتل المرتبة الثانية في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي لكن الكتل السياسية تجاهلتها وتجاهلت الحامدي لأنهم يصفونه بالموالي للنظام السابق .
لكن الحامدي لم يستسلم فقد هدد وتوعد الرئيس المؤقت فؤاد لمبزع ووكالة تونس إفريقيا للأنباء والتلفزة الوطنية والأحزاب الفائزة ان لم يعتذروا له ولكن تلك الأطراف لم تعتذر فكان رد الهاشمي بان جمد نشاطه السياسي و انسحب من رئاسة العريضة الشعبية ووصف النظام السياسي بأنه غير شرعي .
حقيقة لا نعرف ان كان قرار الهاشمي هو انتقام من الأطراف التي حذرها ام هو انتقام من نفسه ومن مستقبله السياسي وهل نحتاج إلى شهادة الحامدي لكي نعتبر ان النظام السياسي شرعي او غير شرعي.
انسحاب الحامدي من العمل السياسي يلزمه وحده ولن يغير عدم اعترافه بالمجلس التأسيسي شيئا لكن ما يؤسفني حقيقة هو ان بعض فيئات الشعب تستمع لترهاته ولمحاولات التعبئة العاطفية منتحلا شخصية الرجل الذي يريد ان يعمل لصالح الطبقات الفقيرة في حين انه كان مساندا للمخلوع قبل يوم فقط من سقوطه.

لقد كشف الهاشمي الحامدي وجهه الحقيقي على قناته "المستقلة" فالرجل ظهر لاهثا وراء كرسي الرئاسة وكال التهم للمرزوقي لان آخر المعلومات تقول ان رئيس حزب المؤتمر من اجل الجمهورية سيتولاها ورغم تظاهر الحامدي بأنه لا يرغب في اي منصب وان ما يقوم به من اجل الدفاع عن الفقراء والمهمشين وأبناء المناطق الداخلية لكن عباراته النابية التي وجهها للأطياف والشخصيات السياسية تثبت حقده الكبير على من اختارهم الشعب ممثلين له.
نحن لا ننكر ان الهاشمي حصد اصواتا كثير والذين انتخبوه هم من أبناء تونس لكن العريضة لم تتحصل على المرتبة الأولى كي يهاجم الحامدي النظام السياسي التونسي ثم ان من حق الأحزاب السياسية التحالف من اجل تكوين حكومة ومن حقهم رفض تواجد العريضة في تلك الحكومة هذا ما يفرضه العمل الديمقراطي.
انسحاب الهاشمي من العمل السياسي سيزيل كثيرا من الاحتقان على الساحة السياسية وهو قرار يأشر الى ان المرحلة القادمة ستعرف استقرارا سياسيا كبيرا نحتاج له لتحقيق نمو اقتصادي يحتاجه المفقرون الذي يدعي الهاشمي الحامدي انه يدافع عنهم .
كريم بن منصور
Comments
37 de 37 commentaires pour l'article 41529