بعد أحداث المتلوي وفتنة جبنيانة : وقف النزيف مسؤولية وطنية

يبدو أن شهر رمضان المبارك شهر الإخاء والسلام والتحابب لم يمنع أصحاب الفتن ومحبي الفوضى والانفلات الأمني من إشعال فتنة بغيضة في مدينتي جبنيانة والمساترية بولاية صفاقس بعد ان تمكنوا من إشعالها في المتلوي وسبيطلة.
أنا لا أتحدث عن أشخاص معينين ولكني أتحدث عن فكر لا يقبل إلا ان يعيش في الظلام والفوضى والتقاتل القبلي والجهوي.
أنا لا أتحدث عن أشخاص معينين ولكني أتحدث عن فكر لا يقبل إلا ان يعيش في الظلام والفوضى والتقاتل القبلي والجهوي.
أحداث جبنيانة والتي اعتبرت نسخة مطابقة الأصل للأحداث التي سبقتها في مناطق أخرى كان سببها نزاع بين أهالي هاته المنطقة ومنطقة المساترية استعملت فيها بنادق الصيد والحجارة وخلفت عديد الجرحى مما اضطر قوات الجيش والشرطة إلى فرض حالة حضر التجول بالمدينتين بداية من الساعة الثامنة مساء إلى الساعة الخامسة صباحا .
هذه الأحداث ستطرح تساؤلات حول أسباب تواصل مثل هذه الأعمال الغريبة على تقاليد المجتمع التونسي الذي عرف بتجاوزه للمنطق القبلي منذ الاستقلال .
هذه الأسئلة سرعان ما بدأت الإجابات عنها من طرف أهالي مدينة جبنيانة الذين أوضحوا لوالي صفاقس الذي تنقل إلى المدينة ليعاين الخسائر البشرية والمادية بان مسؤولا تجمعيا قديما كانت له يد في الأحداث وفي إشعال الفتنة.

هنا تتضح الصورة وينقشع الشك كما ينقشع الضباب فمثل هذه الأحداث لا يقوم بها إلا الأطراف السياسية الخاسرة من نجاح ثورة الحرية والكرامة والتي تحاول بكل السبل إعادة عقارب الساعة إلى الوراء ولا يمكن تحقيق ذلك إلا حين يتم إيجاد فتنة بين أبناء الوطن الواحد .
نفس سيناريو المتلوي يعاد في جبنيانة مع نفس اللاعبين والمحركين وهنا يأتي دور الأمن و القضاء لكشف تلك الوجوه وإيقافها فورا لتقديمها للعدالة كما يأتي دور المثقفين والسياسيين لنشر الوعي والترفيع من الحس الوطني من اجل إيقاف هذا النزيف فالمسؤولية مشتركة لحماية هذا الوطن الذي بدا بالتعافي اقتصاديا وسياسيا ولا تؤرقه سوى مثل هذه الأحداث .
كريــــم بن منصور
Photo credits: TAP
Comments
8 de 8 commentaires pour l'article 37893