حزب الوطن وآفاق تونس والعنف: الضحية والجلاد

تنتشر هذه الأيام على صفحات الفايسبوك مقاطع فيديو تظهر مشاهد تعنيف غير مبررة ضد مواطن تونسي أدلى برأيه في اجتماع حزب الوطن بمدينة نيس في فرنسا وآتهم صراحة السيد محمد جغام بأنه من بقايا النظام البائد وأن حزبه سليل حزب التجمع المنحل كما تنتشر
مقاطع أخرى تظهر رفض بعض مواطني ولاية قفصة لوجود حزب آفاق تونس وتهديدهم لصاحب النزل الذي كان من المزمع إقامة اجتماع الحزب فيه مما أدى إلى إلغاء ذلك الاجتماع خوفا من عمليات عنف محتملة وسبب رفض وجود الحزب في قفصة هي نفسها التي اتهم بها المواطن سالف الذكر حزب جغام وهي قرب قياداته من التجمع وعلاقاتهم السابقة بالعائلات المتنفذة ودورهم المشبوه في مساندة النظام السابق.
ما حدث في حزب الوطن ومع حزب آفاق وغيرها من الأحزاب يبرز أن العنف السياسي أصبح ظاهرة واضحة بعد أن كنا نعاني من العنف الرياضي.

ما حدث في حزب الوطن ومع حزب آفاق وغيرها من الأحزاب يبرز أن العنف السياسي أصبح ظاهرة واضحة بعد أن كنا نعاني من العنف الرياضي.
المفارقة فيما حصل هو أن حزبين متهمين بأنهما وريثين للتجمع أحدهما يمارس العنف ويقصي شخصا أدلى برأي مهما كان الاختلاف معه والآخر يمارس عليه هذا العنف ويعمل البعض على إقصائه لنفس السبب وهو الاختلاف مع آراء الحزب وتوجهاته.
والغريب في كل ما حدث أن الأشخاص الذين علقوا على المقطع الأول "مقطع اجتماع حزب الوطن" ورفضوا سياسة العنف الذي مورس على المواطن من قبل بعض الحضور

هنا يطرح سؤال واضح هل هنالك عنف مبرر ومشروع وعنف غير مبرر وغير مشروع.
نحن نعلم أن العنف بكل أشكاله مرفوض وهو يتناقض مع مبادئ الديمقراطية لذلك فإن أي حزب أعطيت له تأشيرة العمل السياسي عليه أن يصرح برفضه القاطع لممارسة العنف مهما كان بسيطا وعلى السلطات المختصة والممثلة هنا في وزارة الداخلية أن تحميه من أن يمارس عليه العنف أي أن الحزب عليه الابتعاد عن سياسة الإقصاء أي أن يكون جلادا كما نرفض أن يقصى من العمل السياسي فيتحول إلى ضحية.
إن قبول الرأي المخالف "المسؤول" يحتاج إلى تغيير العقليات التي عايشت الاستبداد والعنف باسم السلطة طوال نصف قرن لذلك نظن أن المرحلة الديمقراطية التونسية ستكون صعبة ومحفوفة بكثير من المخاطر وأهمها العنف السياسي.
كريم بن منصور
اجتماع حزب الوطن
مواطنون في الجنوب يرفضون حزب أفاق
Comments
29 de 29 commentaires pour l'article 37204