التعليمات الناعمة أو الصنصرة الجديدة
وردت في التقرير السنوي حول الحريات الصحفية في تونس الذي أعدته النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة،إشارة خاطفة إلى بروز أشكال جديدة من الصنصرة و الرقابة و ذلك في شكل تعليمات ناعمة" تتقدم بها "مصادر مأذونة في بعض الوزارات الهامة".و هي إشارة بليغة ،تفصح عما يخالج في أعماق كل الصحفيين من تخوف و حذر و عدم إحساس بالأمان،و تحيل في ذات الوقت إلى سنوات طويلة من القمع و الكبت و التعتيم في إطار خطة اعتمدها النظام السابق تهدف إلى تهميش قطاع الإعلام و ضرب كل الأصوات و الأقلام المنادية بحرية الإعلام و المدافعة عن حق المواطن التونسي في إعلام حر و صادق و مسؤول،حيث واجه الكثيرون آلة القمع و التضييق على الحريات،وفشلوا في الدفاع عن استقلالية القطاع،كما تحمل هذه الإشارة، في طياتها تخوفا كبيرا من الرجوع إلى الوراء خاصة بعد هذه النقلة النوعية الهامة و الملموسة التي حققها الإعلام التونسي منذ الثورة ،شكلا و مضمونا بفضل المناخ السياسي و الاجتماعي الجديد في تونس و كذلك بحرص متنام من الصحفيين على الإرتقاء بمردودية القطاع و وعيهم بالتحديات الجديدة التي أصبح يواجهها.

فلقد ظل قطاع الإعلام طيلة أكثر من عقدين، إعلام تعتيم و تضليل و تزييف للحقائق رهينا للتعليمات و عرضة للصنصرة و التهميش،غير قادر على الإنصات إلى مشاغل المتلقي و الاستجابة لانتظاراته،مما خلق بينه و بين المواطن أزمة ثقة ظلت تتعمق من سنة إلى أخرى،و أدت إلى حصول قطيعة تامة،كان البديل عنها اللجوء إلى وسائل الإعلام الأجنبية للحصول على الأخبار الوطنية.و اليوم يجد القطاع نفسه في مفترق الطرق ضمنيا،إذ أن هذه" التعليمات الناعمة" قد تتحول إلى أخرى شديدة ف"تبطش"بالمهنيين في القطاع، و تؤدي إلى الانحراف عن مساره في هذه المرحلة التاريخية التي تعيشها بلادنا، كما أن هذه التعليمات قد تتسبب مجددا في جمود العلاقة بين الإعلام و المواطن، خاصة و أننا صرنا نرى بوادر مصالحة تاريخية بدأت تتشكل بعد الثورة،و يصنعها الصحفيون بوعي و مسؤولية ..

فلقد ظل قطاع الإعلام طيلة أكثر من عقدين، إعلام تعتيم و تضليل و تزييف للحقائق رهينا للتعليمات و عرضة للصنصرة و التهميش،غير قادر على الإنصات إلى مشاغل المتلقي و الاستجابة لانتظاراته،مما خلق بينه و بين المواطن أزمة ثقة ظلت تتعمق من سنة إلى أخرى،و أدت إلى حصول قطيعة تامة،كان البديل عنها اللجوء إلى وسائل الإعلام الأجنبية للحصول على الأخبار الوطنية.و اليوم يجد القطاع نفسه في مفترق الطرق ضمنيا،إذ أن هذه" التعليمات الناعمة" قد تتحول إلى أخرى شديدة ف"تبطش"بالمهنيين في القطاع، و تؤدي إلى الانحراف عن مساره في هذه المرحلة التاريخية التي تعيشها بلادنا، كما أن هذه التعليمات قد تتسبب مجددا في جمود العلاقة بين الإعلام و المواطن، خاصة و أننا صرنا نرى بوادر مصالحة تاريخية بدأت تتشكل بعد الثورة،و يصنعها الصحفيون بوعي و مسؤولية ..
اليوم يجب أن نتعلم قول لا لهذه التعليمات الناعمة..
رفيقة
رفيقة







Comments
4 de 4 commentaires pour l'article 35061