موقفنا من احداث ليبيا بقلم عبد الباري عطوان

<img src=http://www.babnet.net/images/5/atwan.jpg width=100 align=left border=0>


أعترف بأنني أصبحت أشعر بحالة من الاكتئاب في كل مرة أحاول فيها الكتابة عن الشأن الليبي وتطوراته المتلاحقة، والسبب حالة الانقسام الحادة التي نراها في البلاد، وعمليات التشويه والتضليل التي تمارسها آلة إعلامية جبارة تقف خلفها جهات تملك المال، بل الكثير منه، وتكاد تسيطر بالكامل على الرأي العام العربي.
في البداية كان هناك ثوار أبرياء يطالبون بالحرية والعدالة الاجتماعية وحكم القانون في مواجهة نظام ديكتاتوري ظالم حول البلاد الى مزرعة له ولأبنائه، ولم يتورع عن اعلان الجهاد على دولة مثل سويسرا لانها اعتقلت أحد أبنائه المقدسين، واستخدم سلاح النفط ضدها، وذهب الى ما هو أبعد من ذلك عندما طالب بتفكيكها وتوزيعها على كل من المانيا وايطاليا وفرنسا.
الثورة كانت شرعية، وازدادت شرعيتها عندما هدد العقيد معمر القذافي بسحق الثوار ومطاردتهم بيتا بيتا، والقضاء عليهم بكل أنواع الأسلحة، وخرج ابنه وخليفته ليبشر الليبيين بانهاء هذه المهمة في مدينة بنغازي في أقل من ثمانٍ وأربعين ساعة.

فجأة انقلبت الثورة السلمية الى تمرد عسكري، واصبح الثوار يركبون الدبابات، ويحملون الاسلحة الثقيلة، ويرفعون علامة النصر في كل مرة يحررون فيها مدينة أو موقعاً، ويرقصون طربا فوق جثث الجنود الليبيين التابعين للديكتاتور، وهم الجنود أنفسهم الذين كانوا قبل أشهر معدودة مصدر فخر لأبناء البلاد جميعا.



الثوار قالوا انهم يرفضون التدخل الاجنبي بأشكاله كافة، وكل ما يطالبون به هو مناطق حظر جوي لحماية المدنيين من طائرات الطاغية، ورغبته الانتقامية المتوحشة. وفي ظل غياب أي تدخل عربي، رحب الجميع بقرار مجلس الامن الدولي الذي يحقق هذا المطلب باعتباره الخيار الوحيد لمنع مجزرة دموية في بنغازي على أيدي كتائب العقيد وأبنائه.
الى هنا كانت الصورة واضحة، ثوار ضعاف التسليح والعتاد يواجهون قوة جبارة مدججة بالاسلحة والدبابات والطائرات وجيش من المرتزقة بعضهم جاء من افريقيا والبعض الآخر من بعض الدول العربية.
الانقلاب الحقيقي وقع عندما شاهدنا حلف الناتو يطور عملياته، ويخرج عن تفويض قرار مجلس الامن الدولي، بقصف مواقع الطرف الآخر بأكثر من 150 صاروخ كروز، وأطنان من القنابل، وتدمير قواته الارضية.
وقال الجنرال مولن رئيس هيئة اركان القوات الامريكية بأن غارات حلف الناتو وعملياته دمرت أكثر من أربعين في المائة من القدرات الدفاعية للنظام الليبي.
نحن الآن أمام طاغية ليبي يستعين بقوات مرتزقة من الحفاة العراة في مواجهة معارضة مسلحة تستعين بقوات مرتزقة مدججة بالصواريخ والطائرات وتحمل اسم حلف الناتو الذي يضم أكثر من أربعين دولة بقيادة الولايات المتحدة الامريكية.
نذهب الى ما هو أكثر من ذلك ونقول ان نظام القذافي يقاتل نفسه، فجميع قادة المعارضة العسكريين والسياسيين كانوا في خدمة هذا النظام، ابتداء من العقيد خليفة حفتر الذي جرى تدريبه من قبل وكالة المخابرات المركزية الامريكية في فيرجينيا، ومرورا باللواء عبدالفتاح يونس وزير الداخلية السابق، وانتهاء بالسيد مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الانتقالي الليببي.
صراع على السلطة بين جناحي نظام ديكتاتوري قمعي، وليس صراعا من أجل الديمقراطية، وحقوق الانسان ورفاهية الانسان الليبي، والا لماذا يخدم اللواء يونس العقيد القذافي لأكثر من اربعين عاما وهو يعلم جيدا بكل جرائمه في حق الشعب الليبي، وكيف يكون السيد عبدالجليل وزير العدل عادلا وهو يخدم وزيرا للعدل في ظل نظام قمعي حكم بالاعدام والتعذيب على المعارضين للحكم الديكتاتوري.


*


انتقلوا من خدمة النظام الليبي الديكتاتوري القمعي، الى القتال تحت بيارق حلف الناتو، ولا يهمهم على الاطلاق النتائج التي يمكن ان تترتب على نقل البندقية من كتف الى آخر حتى لو جاء عدد الشهداء بالآلاف من الطرفين، وكأن هؤلاء ليسوا من الليبيين العرب والمسلمين.
خبراء عسكريون من بريطانيا وفرنسا وايطاليا يدربون ويقودون حاليا قوات المعارضة الليبية وطائرات امريكية بدون طيار تقصف حاليا مواقع للطرف الآخر في طرابس وسرت وسبها في غارات مستمرة كان آخرها ارسال صواريخ الى قاعدة بوابة العزيزية في طرابلس دمرت مكتب العقيد القذافي وقتلت واصابت العشرات.
نحن الآن امام معادلة جديدة: القتلى الذين يسقطون برصاص كتائب القذافي هم شهداء من الدرجة الاولى، اما القتلى الذين يسقطون بصواريخ الطائرات الامريكية وصواريخها فهم ليسوا كذلك حتى لو كانوا ابرياء وتواجدوا في المكان بمحض الصدفة فهؤلاء لا بواكي عليهم.
السيد موسى كوسا رئيس جهاز مخابرات الزعيم الليبي لعشرين عاما، ووزير خارجيته لأكثر من ثلاث سنوات، وقبلها سفير في عدة دول، قدم للمخابرات البريطانية والامريكية والفرنسية كل ما لديه من معلومات عن رئيسه السابق الذي طالما تغنى بثوريته، ومن غير المستبعد ان تساعد معلوماته هذه طائرات الناتو لقتله او خطفه في الايام او الاسابيع المقبلة اذا استطاعت الى ذلك سبيلا.
حرق اكثر من 1200 سجين في سجن ابو سليم على يد مخابرات الزعيم الليبي لم يتوقف عندها أحد، بل لم يتم توجيه سؤال واحد الى السيد كوسا عن دوره في هذه المجزرة اذا كان له دور، ومجازر اخرى عديدة، فطالما نقل البندقية من كتف الى آخر فهو انسان بريء دون ان تثبت براءته، وما ينطبق عليه ينطبق على جميع الليبيين الآخرين من امثاله.
هذا العدوان الثلاثي الامريكي الفرنسي الايطالي ليس جديداً على ليبيا، ففي عام 1943 جرى تقسيم ليبيا المستعمرة الايطالية السابقة الى ثلاثة كيانات بعد الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء. واحد تحت اسم ولاية برقة وكان من نصيب بريطانيا، والثاني فزان من نصيب فرنسا، والثالث طرابلس التي اقامت فيها الولايات المتحدة قاعدة هويلس العسكرية الشهيرة.
لا نجادل بأن الغالبية الساحقة من الليبيين تريد رحيل الزعيم الليبي واسرته وكل رجالاته الدمويين، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه حالياً هو عن الثمن الذي ستدفعه ليبيا وشعبها لحلف الناتو مقابل هذه المهمة، والسؤال الآخر هو الوضع الذي ستكون عليه في المستقبل القريب خاصة ونحن نرى دولتين خربهما حلف الناتو والتدخل الاجنبي هما العراق وافغانستان.


*


ممنوع علينا ان نطرح مثل هذه الاسئلة، فالاتهامات جاهزة بالقبض من الزعيم الليبي والعمالة لنظامه، ولا احد يتهم حلف الناتو او يشكك في نوايا قيادته الامريكية، فهؤلاء ملائكة يقومون بأعمال خيرية، ومن يشكك في ذلك هو مجنون واحمق ومؤيد للديكتاتوريات والطغاة وقمع الحريات.
السيد عمرو موسى امين عام الجامعة العربية بلع لسانه فوراً، واختفى عن الساحة لانه قال ان طلب الجامعة للتدخل الاجنبي لم يكن بهدف حماية ليبيين وقتل ليبيين آخرين، فقد فتحت عليه نيران جهنم، مثلما فتحت وستفتح علينا، لانه نطق بكلمة حق. وكان من المقرر ان يوقع على البيان الثلاثي المشترك الذي وقعه باراك اوباما (امريكا) ونيكولا ساركوزي (فرنسا) وديفيد كاميرون (بريطانيا) الذي طالب باخراج الزعيم الليبي ليس من طرابلس فقط وانما من كل ليبيا، ولكن لم يحدد الى اين ربما الى العالم الآخر، ولكنه لم يوقعه لندمه الشديد على تأييد التدخل الاجنبي.
تقطر قلوبنا دماً ونحن نرى الاشقاء الليبيين يحرقون بنيران حرب اهلية طاحنة نحن الذين ايدنا وسنؤيد الثورات العربية في كل مكان، لاننا نرى الثورة الليبية تعرضت للخطف من قبل جنرالات وسياسيين جاءوا من رحم نظام العقيد يتعطشون للحكم والسلطة والانتقام ولاسباب معظمها خاصة تتغطى بغلالة رقيقة باسم خدمة الشعب.
نختم هذا المقال بالرد مسبقاً على الذين سيشهرون في وجوهنا سيف الاتهام بالانحياز الى العقيد وجرائمه وطغيانه، والقول باننا عندما كنا نهاجمه ونظامه كان معظم المعارضين اما يخدمون نظامه هذا وينهلون من ملايينه، واما يقفون طوابير امام مقر سيف الاسلام القذافي في لندن، ويدبجون المقالات حول نواياه الاصلاحية ويباركون توليه رئاسة البلاد خلفاً لوالده، والمقالات هذه موجودة في ارشيف صحيفتنا 'القدس العربي'.
السيد عبد الرحمن شلقم وزير خارجية ليبيا السابق وأحد قادة المعارضة يعلم جيداً ما اذا كنا مع نظام القذافي في ذروة جبروته ام لا، وما اذا كنا حصلنا على رشاواه المليونية ام لا ونحن نقبل شهادته فهو رجل صاحب ضمير وخلق.
الطرف الوحيد الذي سنؤيده هو من يعمل على حقن دماء اهلنا في ليبيا، ومستقبل ليبيا هو الذي سيتقرر على طريقة ابو موسى الاشعري اثناء معركة المصاحف، اي عزل الطرفين، الطاغية ومن يحاربون تحت حراب الناتو.




Comments


16 de 16 commentaires pour l'article 34786

محمدعلي دشراوي  (Tunisia)  |Jeudi 28 Avril 2011 à 14:06           
لم نتعلم الحكمة بعد وهدا اكبر عيوبنا دائما ننساق الى لغة العاطفة العماتةوالتخوين....ما يحصل في ليبيا حالة مرتقبة بعداكثر من اربع عقود من الظلم والاستبداد...فليس العيب في التدخل الاجنبي لانه كان عملا انسانيا بل العيب في ترك شعب يباد بايادي مرتزقة استحلوا اشقاءنا في ارزاقهم واعراضهم وانتم قابعون تتفرجون وتتزايدون على دماء الابرياء.قولوا خيرا او فاصمتوا يا عبدة الاصنام فالتاريخ وحده سيبين الحق من الباطل..

Une pyramide  (Tunisia)  |Jeudi 28 Avril 2011 à 13:42           
Cette "grande et bonne " nommée abderbari attouane que beucoup des télespectateurs souhaitent voir et écouter est une "ecole" . entre cet intellectuel et la plupart des journalistes arabes (tunisiens compris) ,c'est comme l'ecart entre la terre et la lune. en éspérant que sa vie cachée soit identique que son discours .moi je l'adore en tout cas

قاريء  (Tunisia)  |Jeudi 28 Avril 2011 à 11:03           
رد من شلقم على عطوان ==
وليس يصحُ في الإفهام شيء... إذا احتاجَ النهارُ إلى دليل.. 'المتنبي'
نشر الأستاذ عبد الباري عطوان افتتاحية بـ'القدس العربي' يوم الثلاثاء 26 نيسان/إبريل تحت عنوان 'موقفنا من أحداث ليبيا' وعليه أرد فأقول:
أولا: يا سيد عبد الباري، لماذا الاكتئاب، وأنت القلم المصادم المقارع؟ الشأن الليبي لا يختلف عن شقيقه التونسي أو ذاك المصري. انتفض الشعب مطالباً بتغيير نظام الحكم سلمياً من أجل تأسيس دولة جديدة ومجتمع حديث، يؤسس لكيان متطور يدخل دائرة القرن الواحد والعشرين، بمؤسسات ديمقراطية وبنية عصرية. في تونس استطاع الشعب أن يحقق مبتغاه بأقل الخسائر البشرية والمادية، وغادر زين العابدين بن علي البلاد بعد أن أرغمه الجيش على ذلك، حدث الشيء ذاته في مصر. في ليبيا
اندفع الشباب يوم 15 شباط/فبراير في مظاهرة سلمية ببنغازي تطالب بالإفراج عن محام شاب يتابع قضية السجناء الذين قتلوا في سجن أبو سليم. ففتحت عليهم قوات القذافي النار وقتلت بعض المتظاهرين، وعندما أراد أهل بنغازي تشييع شهدائهم بالتكبير أمام مقر كتيبة الفضيل أبو عمر الأمنية، قام جنود الكتيبة بقتل العشرات من المشيعين.. قاوم هؤلاء العزل هذا الاعتداء بأن تجمعوا أمام الكتيبة يهتفون بسقوط القذافي ويطالبون بنهاية الطغيان، جاء الساعدي معمر القذافي من طرابلس
ومعه قوات مدججة بسلاح وذخيرة تسحق ما سموه بتمرد بنغازي، وكانت مذبحة جسر جليانه، حيث قتل أكثر من مائتي مدني أعزل. قاد هذه المذبحة العميد عبد الله السنوسي صهر معمر القذافي وآمر مذبحة سجن أبي سليم.
اتسعت مساحة الغضب في بنغازي وقرر ثوارها الهجوم على منبع القتل وهو كتيبة الفضيل أبو عمر، هاجموها واستولوا عليها، وأصبح في يدهم سلاح يدافعون به عن أنفسهم، اتسعت رقعة الثورة في الشرق والغرب، واندفعت جماهير طرابلس في فشلوم وتاجوراء تهتف بالتضامن مع بنغازي وتطالب بالحرية، فدارت آلة القتل، وسقط العشرات في تاجوراء وفشلوم..
قرر نظام معمر القذافي تنفيذ وعيده، فقد قال معمر القذافي في خطابه الذي ألقاه من بقايا بيته الذي ضربته أمريكا عام 1986، سأزحف أنا ومعي 'الملايين' من 'جميع أنحاء العالم' من أجل تطهير ليبيا من 'الجرذان' شبراً شبراً وزنقة زنقة، وهذا ما فعله القذافي فجنّد المرتزقة من كل مكان وأطلق أيديهم وبنادقهم ليستبيحوا كل المدن الليبية.
وصلت حالات الاغتصاب في أجدابيا والبريقة إلى أكثر من 350 حالة، قال شهود عيان ان مرتزقة من غرب أفريقيا يضعون صلباناً على صدورهم اقتحموا البيوت في مدينة زوارة واغتصبوا فتيات قاصرات ثم أخرجوهن من بيوتهن عاريات كما ولدتهن أمهاتهن وأمروهن أن يركضن في الشارع والدم يسيل منهن.. أقسَمَ سيف الإسلام القذافي أن تكون ليبيا خلال أسبوع بدون جنس 'البربر' 'الأمازيغ'. وهم سكان ليبيا الأصليون الذين يصل عددهم إلى قرابة نصف مليون، ببساطة تطهير عرقي. وأراد معمر
القذافي أن يزيل مدينة بنغازي من الوجود واستخدم في ذلك الطائرات وراجمات الصواريخ والدبابات. أما مصراته ـ ستالينغراد ـ القرن الواحد والعشرين فليست في حاجة إلى الحديث عما فعلته كتائب القذافي بها..
لماذا الاكتئاب يا سيد عبد الباري وأنت تحاول الكتابة عمّا يجري في ليبيا؟ أقول من حقك أن تكتئب إذا كان ذلك حزناً وألماً على إخوتك العزل المظلومين الذين يذبحهم مرتزقة القذافي وينتهك أعراض بناتهم ويدمر بيوتهم.
تقول يا سيد عبد الباري في افتتاحيتك يوم الثلاثاء 26 نيسان/إبريل: 'صراع على السلطة بين جناحي نظام ديكتاتوري قمعي، وليس صراعاً من أجل الديمقراطية، وحقوق الإنسان ورفاهية الإنسان الليبي، وإلاّ لماذا يخدم اللواء يونس العقيد القذافي لأكثر من أربعين عاماً وهو يعلم جيداً بكل جرائمه في حق الشعب الليبي، وكيف يكون السيد عبد الجليل وزير العدل عادلاً وهو يخدم وزيراً للعدل في ظل نظام قمعي، حكم بالإعدام والتعذيب على المعارضين للحكم الديكتاتوري'.
لقد حكَّمْتَني يا سيد عبد الباري في السطور الثلاثة الأخيرة من افتتاحيتك وقلت انك تقبل شهادتي لأنني صاحب ضمير وخلق، أشكرك على ذلك، رغم أنني كنت وزيراً للقذافي! فأقول أمام الجميع انني لم أعلم يوماً أنك أو صحيفتك تقاضت بشكل مباشر أو غير مباشر درهماً من ليبيا.
أستغرب من وصفك ما يجري في ليبيا أنه 'صراع على السلطة بين جناحي نظام ديكتاتوري!! أمعقول يا عبد الباري! هل ما يجري في مصراتة وهذا النهر من الدماء والجبال من أجساد أولادنا الشهداء، وهذه المعارك التي يتصدى فيها الشباب في الجبل الغربي لكتائب القذافي هي جزء من صراع على السلطة بين جناحي نظام ديكتاتوري' هل هؤلاء المقاتلون في إجدابيا والبريقة ونالوت والزنتان والزاوية التي دمرت وزوارة التي أزيلت، هل هؤلاء جزء من صراع على السلطة بين جناحي نظام ديكتاتوري
يا عبد الباري! هل الدكتور محمد الغرياني الذي أسرته كتائب القذافي وطلبت منه أن يقول: يعيش معمر القذافي فهتف الله وأكبر، وقالوا له: قل الفاتح فقال: لا إله إلا الله، فأطلقوا عليه النار وقتلوه... هل هذا يصارع على السلطة يا عبد الباري؟
يا عبد الباري، عمر بن الخطاب كان مع أبي سفيان ضد محمد رسول الله، فآمن بالله وبمحمد فهل نقول انه منافق وانحاز إلى الرسول في معركة السلطة، خالد بن الوليد وغيره! جمال عبد الناصر كان ضابطا في جيش الملك فاروق. وأنت أين عملت قبل أن تؤسس صحيفة القدس؟
مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي كان وزيرا للعدل في حكومة القذافي، وهو الذي قال على الهواء في مؤتمر الشعب العام: أنا أستقيل من الحكومة، لأنني عندما كنت قاضيا حكمت على قتلة بالإعدام، تم تغير الحكم، 'هناك أبرياء في السجن' وركض القذافي إلى المؤتمر للرد على مصطفى وطلب من محمد الزوي أمين مؤتمر الشعب العام ومن البغدادي المحمودي فصل مصطفى عبد الجليل فورا، ولكنهما قالا له: لنؤجل ذلك فإذا فصل بعد الذي قاله سيكون بطلاً.. وفي مقابلة أجريت مع
مصطفى عبد الجليل في نهاية سنة 2010 وقبل الانتفاضة قال: أنا لست وزيرا للعدل لأنه لا يوجد عدل في ليبيا، وحقق معه اللواء مصطفى الخروبي عضو مجلس قيادة الثورة سابقا وقال له ان هذا الكلام قد يكون مدسوسا عليك، فرد الشيخ مصطفى: لقد حذفوا مقاطعا من مقابلتي الصحافية لأنني قلت أكثر من ذلك. ولتعلم يا سيد عبد الباري أن جميع أعضاء المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي أعلنوا في قرار جماعي ومعهم أعضاء إدارة الأزمة أنهم لن ينافسوا أو يسعوا لأي منصب سياسي بعد تحرير
ليبيا.
أما حديثك عن الاستعانة بقوات 'الناتو' فهو من العجائب والغرائب، لولا تدخل 'الناتو' يا سيد عبد الباري لكانت بنغازي اليوم أثرا بعد عين، ولكان مصير مصراتة أسوأ من مصير مدينة الزاوية، ولكان عدد القتلى في ليبيا تجاوز مئات الآلاف، إني أتصورك تقول لأهل الكويت انكم خونة، لماذا لم تحرروا بلدكم من صدام حسين لوحدكم وكيف تسمحون للمرتزقة النصارى الصليبيين أن يدنسوا أرض العروبة المقدسة الطاهرة؟! أو تقول لأهل بولندا: أنتم عملاء، لا توجد ذرة وطنية فيكم، كيف
تجلبون الحلفاء المستعمرين لتحريركم من هتلر !
أنت تقول ان القذافي ديكتاتور، وان قادة المعارضة لا يختلفون عنه، أي: الاثنان على خطـأ، فما هو الصواب؟
يا سيد عبد الباري نحن أمام ثورة عربية حقيقية تكنس الديكتاتوريين في ليبيا وفي اليمن وفي سورية، سنودّع حقب الجهل والتسلط، وسنحرق لغة الخشب والشعارات البلاستيكية، وفي الختام نقول ما قاله تشرشل عندما قيل له كيف تتحالف مع ستالين قال: أتحالف مع الشيطان من أجل الدفاع عن وطني.
لا تكتئب يا عبد الباري بل أكتب.

وزير خارجية ليبي سابق ومندوب ليبيا لدى الامم المتحدة


Mouaten de beja  (Tunisia)  |Mercredi 27 Avril 2011 à 23:40           
Un article objectif montre que tout le monde est dans l'impasse le nato kadafi et le cnt mais n'apporte pas la solution et comment sortir de cette guerre sans massacrer le peuple lybien innocent

Basta  (Germany)  |Mercredi 27 Avril 2011 à 19:21           
Al-ghaddafi a débilité son peuple et maintenant il est entrain de le tuer. c´est un traître.

Hakkaka  (Germany)  |Mercredi 27 Avril 2011 à 18:54           
Après la fuite de ghaddafi j´accepterais entendre la vérité. pour le moment je suis sourd.

Ramli  (Qatar)  |Mercredi 27 Avril 2011 à 18:12           
Pour une fois on lit un article de qualite... pas comme les autres articles de nos pseudos journalistes ...toutes mes excuses pour ceux qui ne tombent pas sous cette categorie... (ils sont deux ou trois... peut etre meme pas)

La verite  (France)  |Mercredi 27 Avril 2011 à 17:11           
Il vous mieux lui que parler de palestine.....

que de kahdafi le criminel

   (Tunisia)  |Mercredi 27 Avril 2011 à 12:18           
Abdelbéri attouane demeure une voix sage et pertinente , sans détour et sans partie pris . il ne s'est jamais dévié de ses positions courageuses contre les despotes et les dictateurs de tous les pays arabes sans exception . ceux qui le critiquent , ignorent ses vertus de penseur hors pair et ses qualités humaines .

الطيب  (Tunisia)  |Mercredi 27 Avril 2011 à 11:57           
يا قذافي ما تكسرش راسك...
حطو ليبيا في الحنديرة ليهم برشة.
تو ذراعك يا علاف...اليبي الراجل ادافع على بلاده و احط ايده في ايد خوه و يتفادى التقسيم...
هانم كلابهم في شرق رجعو سنوسية...تقولش عليه عهد ذهبي متاع الملك...تي ماو كان يضرب في ليبيين بالصباط هو جنود الانتداب البريطاني...و زيد البلاد سموها برقة...و هزوا علام لمريكان...اش مازال...كون كيفك نهز روحي نمشي لواحد من صحابي و خلي حوت يوكل حوت...استغفر الله العظيم...الواحد جهلوه...تي نحكي نا و واحد ليبي ...قالي نحن نبو القايد...قتله ماله اش قعد تزمر في تونس بره هز سلاحك و دافع علا بلادك...

Bargue_ellile  (Tunisia)  |Mercredi 27 Avril 2011 à 11:57           
Comment ta oublies qatar .c bizare ou le dollare........abdelbari touts on a devenu nuuuuuuuuuuu.............

XY  (Tunisia)  |Mercredi 27 Avril 2011 à 11:44           
@aaz
مبروك تحط فالفخ و شدك المنداف

Amir  (Tunisia)  |Mercredi 27 Avril 2011 à 11:28           
عندما قام هو بانقلاب على السنوسي رفض الأخير التدخل الأجنبي لمساعدته. هاهم الآن يتداركون الأمر ولو بعد أربعين عاما. لكن ياسي عبد الباري إعطنا تصورا آخر لنهاية الدكتاتورية في ليبيا والإجرام والإستهتار بمقدرات البلد لمدة أربعين عاما. لو سمحت

AaZ  (Tunisia)  |Mercredi 27 Avril 2011 à 11:15           
سي عبد الباري يزي من التنبير وحل المشكلة كانك عبقري زمانك.ويزيو من العروبة الفارغة فلا خير في حاكم يستعين بمرتزقة ليقتل شعبه والبادئ أظلم

Fathi  (Tunisia)  |Mercredi 27 Avril 2011 à 09:54           

اللهم انصر الإسلام والمسلمين واثأر للمستضعفين من المسلمين الذين انتهك فراعنة العصر حرمة دمائهم وأموالهم وأعراضهم بغير الحق ويشرفنا أن نكون عبيدا لله الذي سمى نفسه الحق

XY  (Tunisia)  |Mercredi 27 Avril 2011 à 08:59           
سي عبد الباري
عهدي بيك باهي...
مرتزقة؟ حتى "هيومن راتس وتش" قلت ما ثماش.
كتائب القذافي كلمة طلعتها الجزيرة...
عدد الضحيا و شكون قتلهم تو ماعادش نجمو نعرفو...علاش الثوار و الي جابهم رفضوا التحقيق...علاش؟
القذافي دكتاتور...اكيد...لازم يمشي...اكيد...بالطريقة هذي...لا مش اكيد.
لو تو اموت القذافي...باش تموت معاه تونس و مصر الجزاير...لي باش اصير هي حرب قبلية طاحنة لا تبقي ولا تذر.
استهدوا بالله يا ليبيين و اركحوا رام يلعبو بيكم يهديكم ربي.


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female