من الصمت الرهيب..الى "الاسهال" السياسي

<img src=http://www.babnet.net/images/6/loud.jpg width=100 align=left border=0>


سبحان مغير الأحوال..لم تكن كلمة "سياسة" تحظى بشعبية كبيرة لدى التونسيين بل كانت اكثر الكلمات التي ينفر منها التونسي..ولم يكن المتحدث في السياسة شخصا مرغوبا فيه بل على العكس ما ان يتلفظ بهذه العبارة "الخبيثة" حتى يلتفت اليه الجميع بنظرات عتاب ولوم وغضب تجبره على الصمت أو مغادرة المكان حالا حتى لا يصيب الجماعة بالعدوى.



و ينظر الى المتحدث في الشأن السياسي على أنه انسان مختل يرمي بنفسه الى التهلكة فيتواطئ الجميع ضده لاسكاته حتى لا يتهموا بسببه بالخوض في الشأن السياسي وحاول مثلا أن تتهكم يوما على "النشاط الرئاسي" الذي يتصدر مايسمى بنشرة الأنباء(جميع القنوات تسميها أخبار الا عندنا تسمى أنباء) أو أن تسخر من طريقة القاء ما يسمى بسيدة تونس الأولى سابقا لخطاباتها فحينها ستنزل عليك اللعنات سرا وجهرا وقد تتهم بالعمالة والاستقواء بالأجنبي.




لم تكن "السياسة" كلمة مرحبا بها فدائما ما يعتبرها الكثيرون تجاوزا للمحظور واعتداء على "الصمت الرهيب" الذي بسط بظلاله على الغالبية الساحقة في مجتمع مدجن بامتياز لا مجال فيه لانتقاد اعلى هرم السلطة واتباعه وهو المحاط بهالة من القداسة تجعلنا لا نتخيل حتى انه يأكل مثلنا أو يشرب مثلنا أو يمارس الحب على طريقتنا.
اذا رأيتهم يتهامسون فاعرف أنهم يتحدثون في السياسة فلا تكاد تسمع سوى بعض الحروف التي لا تكاد أذنيك تلتقطها لشدة حرصهم على السرية وتصلك من الجهة الأخرى أصوات جهورية واضحة تعرف مسبقا أن أصحابها يتكلمون في الشأن الكروي..لا نكتفي بمراقبة الرقابة الذاتية على أنفسنا وقمع ألسنتنا بل ونعنف كل شخص يحاول استعراض تحاليله السياسية وحينها لا صوت سيعلو فوق "أخطانا" و"فك علينا".

بين ليلة وضحاها انقلب حالنا وتحول ملايين المحللين الرياضيين الى ملايين من المحللين السياسيين يستعرضون "عضلاتهم التحليلية" وبعد أن تذيلت "السياسة" قائمة المواضيع التي يتناولها التونسي عادت لتتصدر هذه القائمة بفارق كبير عن المواضيع الأخرى وتحول الكثيرون إلى نسخ من عبد الباري عطوان وعزمي بشارة وغيرهم.
في منزلك وفي الشارع وفي وسائل النقل بأنواعها وفي المقهى وفي مكان العمل تحاصرك التعاليق والتحاليل السياسية وكأن التونسي يحاول في فترة وجيزة تعويض مافاته من سنوات الصمت عبر كم هائل من التحاليل والاستنتاجات والتي عادة ما يشاهدها في القنوات الإخبارية وعلى صفحات الجرائد ليعيدها على مسامع من يضعهم القدر في طريقه محاولا الظهور بمظهر المحلل البارع والعارف بقواعد اللعبة السياسية.



يكاد رأسك ينفجر وأنت محاط قسرا بشعارات سياسية فضفاضة كانت في السابق رجسا من عمل الشيطان..تحاول الهرب ولكن دائما ماتجد نفسك ضحية لهرسلة سياسية مرعبة..تحاول الابتعاد عن "الجوقة السياسية" واللجوء إلى صديقتك أو زوجتك أو أمك فيحدثنك عن اللجوء السياسي للطرابلسية ونية الحكومة الالتفاف على الثورة ونظارات المرزوقي ومؤامرة جراد وضحايا ليبيا واعتصام ميدان التحرير ومعارك نيجيريا.
نجتر ما نسمعه ونعيده عشرات المرات يوميا ويخطأ من يعتقد أن ذلك نتاج لوعي سياسي كبير أو إلمام بالساحة السياسية وإنما لا يتعدى الأمر مجرد تفريغ لكبت سنوات ومسايرة لفترة تتميز بفائض من المادة السياسية نتج عنه إسهال لفظي سياسي سيطر على بيوتنا وشوارعنا ومقاهينا وحتى غرف نومنا
وهنا أستذكر طرفة رواها المنصف المرزوقي تتلخص في نعت أحدهم له ب"الخوانجي الملحد" أمررها مرور الكرام..فرجاء ارحمونا من تحاليلكم واتركوا السياسة لأهلها لقد اهترئت آذاننا..أرجوكم أتركوها فحديثكم في السياسة أشبه بطبق "ملوخية" بالدجاج..أرجوكم ارحموا عزيز قوم أرهقته تنظيراتكم..وارجعوا للحديث على الكرة وعلى "المسامح كريم" ..ارحمونا فان الله لا يضيع أجر المحسنين
حمدي مسيهلي








Comments


8 de 8 commentaires pour l'article 33500

Jassem.c  (Jamaica)  |Vendredi 11 Mars 2011 à 18:26           
Donc si shili veut qu'ont continue a discuter du football et oublier ce qui est entrain de ce passer en tunisie, bizarre cet article d'une personne comme lui.

Chiheb Ayed  (Canada)  |Vendredi 11 Mars 2011 à 18:20           
Lorsque tu étouffes une personne pendant 54 ans, dès que tu lève la main sur sa bouche il va commencer à respirer fortement et en profondeur. c'est normal et c'est une bonne réaction pour redonner de l'oxygène aux poumons. respirer "doucement" est contre-indiqué dans une telle situation. alors, pourquoi on n'aura pas le droit de respirer "profondément"?

Saadoucha  (Tunisia)  |Vendredi 11 Mars 2011 à 15:22           
Wallahi parler du sport alors qu'on avait jamais touché à une balle ca c'est vraiment ridicule
un gamin maigrichon qui regardait par la fenetre les vrai mec faire du sport alors qu'il est caché dans les jupes de sa maman et qui lorsqu'il grandit il commence a commenter les match , a donner son avis a dire pourquoi il n'a pas dribler et il n'a pas marqué, il et en plus c'est lui qui s'ennerve le plus

ca c'est pas normal

mais la politique mon cher c'est l'affaire de tous
et puis sur ce forum qui parle de politique se sont des discussion et des opinions sur les sujets clefs de la vie(religion,laicité,situation actuelle du pays..) personne n'a oser des non spécialistes piétinés sur le territoires des spécialistes

et si vous etiez un bon politiciens vous auriez ecouter observer analyser ces débats pour les utiliser c'est apres tout une donne a prendre en concidération

Nabil  (Tunisia)  |Vendredi 11 Mars 2011 à 10:20           
C ce que je pense profondément.

Ramzy  (United Kingdom)  |Vendredi 11 Mars 2011 à 10:18           
بالعكس سي المسيهلي، هذا ردّ فعل طبيعي و ليس لأحد أن يجتثّه في المهد..و يزّينا بربّي مالكورة، خلّي التّونسي يتثقف و يحكي في حاجه تهمّو و تهمّ بلادو، حتّى ولو بالغالط..
الدّين و السّياسة من أهمّ المواضيع إلّي لازم نحكيو فيهم، و كي نتّفقو تو ناخذو بخاطرك و نحكيو علكورة و ستار أكادمي..و سامحنا كان قلّقناك بحديثنا على السّياسة..
مقال تافه من وجهة نظري، متاع واحد مالقا ما يكتب من جهة، و من جهة أخرى مازال عايش في عهد بن علي، وقت الصحفي يسخايل كي يحكي على خوه التونسي راهو يمارس فالديمقراطية..غالط..غآآآآآآآلط..فيق بابا..
هاو شويّه عناوين من عندي و كمّل وحدك:
1. في ماهية السّياسة
2. السياسة و الدين
3. سياسيّون
4. السّياسة عبر التاريخ
5. صفات الحاكم قبل برنامجه
6. ......

5arfouch  (Tunisia)  |Vendredi 11 Mars 2011 à 09:44           
برش رفس و عفس و تحيا الثورة

Philosophe  (France)  |Vendredi 11 Mars 2011 à 09:39           
Je pense qu'il y aura de bonne note cette année au bac en philo parce que les élèves actuellement se sont familiarisés avec les termes complexes qu'on écoutait que dans les cours mais actuellement vous pouvez réviser la philo en regardant la télé.
bonne chance:)

RAKIA  (Tunisia)  |Vendredi 11 Mars 2011 à 09:24           
مقال جيد أتمنى لك التوفيق في عملك


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female