الدكتور محمد الحداد: تونس لن تتحول إلى علمانية تركيا أو خمينية إيران

أكد الأكاديمي التونسي الدكتور محمد الحداد، أستاذ كرسي اليونيسكو لعلم الأديان المقارن، أن الشباب وليس أي قوة أخرى هم من صنعوا الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي، مبيناً أن خروج الشباب وتظاهرهم أسقط حاجز الخوف وتبين أن الشعب متحد في العديد من المطالبات التي لم يكن الناس يجرؤون على طرحها في السابق.
وأوضح الحداد خلال حلقة جديدة مع برنامج "إضاءات" بثتها "العربية" يوم الجمعة 18-2-2011 أن الأسباب التي دفعت الشباب للتحرك والثورة عديدة، وإن تصدرتها أسباب اقتصادية في البداية، فهناك أسباب أخرى منها الشعور بالظلم وغياب الحرية، خاصة فرض القيود على الإنترنت ووسائل الاتصال.
وأوضح الحداد خلال حلقة جديدة مع برنامج "إضاءات" بثتها "العربية" يوم الجمعة 18-2-2011 أن الأسباب التي دفعت الشباب للتحرك والثورة عديدة، وإن تصدرتها أسباب اقتصادية في البداية، فهناك أسباب أخرى منها الشعور بالظلم وغياب الحرية، خاصة فرض القيود على الإنترنت ووسائل الاتصال.
وبين الحداد أن الشباب الذي تظاهر لا ينتمي لأي أيديولوجية أو تيارات فكرية، وأن ثقافته ووعيه تشكلا من خلال مصادر الإنترنت. وقال إن تلك الثورة استطاعت أن تمضي بخطوات أوسع عندما كانت تلقائية وعفوية, ولكن ترجمة تلك الثورة لسياسات يمر بمراحل عديدة، وهذا واضح في المرحلة التي تلت بن علي ومحاولات تشكيل حكومة.

وثمن الحداد الدور الذي لعبه الجيش وانحيازه للشعب برفضه إطلاق النار على المتظاهرين، وأن هذا ساعد في نجاح الثورة، كما أن الجيش هو من تولى حماية الأرواح بعد الإطاحة ببن علي، وكان بوسعة أن يسيطر على السلطة، لكنه لم يفعل، وتدخل لحفظ الأمن فقط، لكن الجيش لا يتدخل في السياسة ولا ينبغي له التدخل.
وحول أزمة الثقة بين الإسلاميين ومجتمعاتهم، قال الحداد إن السبب هو عدم امتلاك الإسلاميين لمرجعية فلسفية واضحة، وشدد على ضرورة أن يكون هناك مشروع لتنظيم العمل السياسي يلتزم به الجميع، وإنه ينبغي عدم استغلال المساجد في السياسة، وشدد على عدم وجود تخوف من عودة الإسلاميين في تونس، فهناك مبالغة في تقدير حجم قوتهم.
وأكد الحداد أن المحور الذي يحتاجه ويبحث عنه المجتمع التونسي هو الحرية وليس الدين أو العلمانية، لأنه إذا توافرت الحرية ستكون الأمور واضحة.
وكشف الحداد أنه في بداية عهد بن علي حدث تحول شديد ضد الإسلاميين بعد اكتشافه أن هناك من ينتمون للإسلاميين من بين حرسه الشخصي، وهذا تسبب في استبعاد العديد من المستشارين من حوله، وسيطرة تيار واحد حول بن علي.
واستبعد الحداد فكرة تبني تونس للنموذج العلماني التركي، قائلاً إن التجربة التركية مختلفة وظروفها غير متوافرة في أي مجتمع عربي، كاشفاً أن المجتمع التونسي لم يكن أيضاً مجتمعاً علمانياً كما يتصور الكثيرون خارجه، وقال إن ما كان يعيشه المجتمع هو حالة قمع وغياب للحرية ورفض لكل التيارات.
وبالنسبة لعودة راشد الغنونشي زعيم جماعة النهضة قال الحداد إنه لا يرفض عودته إلى تونس، لكن كمواطن وليس كزعيم كما حاول البعض الترويج لذلك، مؤكداً أنه ليس هناك سيناريو على الطريقة الخمينية في تونس.
وأعرب الحداد في نهاية الحديث عن أمله في أن تكون التجربة التونسية مفيدة لدفع عملية الإصلاح في العالم العربي، مع الأخذ في الاعتبار الظروف الخاصة لكل مجتمع.
Comments
18 de 18 commentaires pour l'article 32986